في بيتي

by عباس محمود العقاد

السيرة الذاتية

Genres: Nonfiction

105 pages

First published August 1, 1945

About the author

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.

التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.

لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.

Reviews

[د.سيد (نصر برشومي) · Rating 5 out of 5]

في بيتي للعقّاد
عاشق النور
يفتح لك بيته، عقله، قلبه، سيرته، عالمه، خواطره، سرديته، يلتمس صداقتك من داخل نفسه حين يجرد من تصوراته شخصية الصاحب الضيف الأنيس الذي يزوره ويجالسه ويحاوره ويطوف معه في حجرات الشقة وكأنها أركان القلب الأربعة، هناك في هليوبوليس، مدينة النور، في شارع محمد شفيق غربال، رقم 13 الذي يتحدى به حواجز نفسية ضاربة في الروح الجمعية، مدعّما المواجهة مع رموز الخوف بتمثال البومة التي اتخذها صورة للتفرّد النبيل
من يذهب إلى أن العقّاد تقليدي، وأنه ذهني على حساب الوجدان، وأنه صعب اللغة عصي الفهم، لم يقرأ العقّاد
ومن يتصوّر أن العقّاد بعيد عن فنون السرد، وأنه لم يترك في الإبداع السردي سوى رواية سارة لم يطالع في بيتي ورجعة أبي العلاء ومجمع الأحياء وأنا وعالم السدود والقيود، بل لم يدرك ان العبقريات هي روايات تاريخية نفسية رصينة وجميلة وعميقة
العقّاد في كتابه الرائع "في بيتي" يؤسس لكتابة عابرة للأشكال والمواضيع، فهناك شخصة الراوي وصديقه، وأصوات أخرى، وحديث عن شعرية الكون وتكوين النور المادي والروحي، ونقد للمذاهب الفكرية التي تقيّد الحريّات، وتحليل للعلاقة بين الإبداع الفني والإبداع العلمي، وخطاب عن الفن التشكيلي وتحليل لوحات ووصف نحت وتحليل موسيقى عالمية وحديث عن الإذاعة
هذا كتاب في القراءة الثقافية بالكتابة السردية الجمالية العميقة التي تحترم عقل القارئ وخياله، وتقيم العلاقة بين الأفكار على أساس الحوار
من الطريف فيه أن الشخصية البلاغية للعقّاد حاضرة في المجاز والمعاني والبديع، وأن العقّاد يتميّز بروح مرحة وقلب ضحوك ويدرك جدلية الوجود المعلّق بخيوط النور بين الأرض والسماء في الكون الشاسع وفي العقول والقلوب أيضا
لمزيد من الفائدة يمكنك قراءة في بيتي وبجوارك كتاب أنيس منصور "في صالون العقاد كانت لنا أيام" وستدرك
أن صالون العقاد سيظل مفتوحا في نور إبداعه

[سمر محمد · Rating 4 out of 5]

كتاب ثرى وقيم جدًا
فلم يكن مجرد جولة في بيت العقاد فقط ولكن في اراءه وافكاره والتي لا تأتي إلا من العقاد
أعجبني الكتاب ككل وأعجبني أكثر حديثه عن مكتبته الرائعة والتي تمنيت أن أراها
والتي كانت بداية حديثه وجولته في منزله وفي مجالات مختلفة
وينتقل ويربط بينهم بمهارة مابين السياسة والأدب والفلسفة والمنطق والموسيقى وحتى الطعام
هذا الكتاب جولة فكرية ممتعة ومفيدة تقربك من عالم عباس العقاد :)

في الهامش::
حب وإعجاب خاص في رأيه عن البومة لعشقي لها :

"وجعلت أسأل الشؤم في كل دعوى من دعاويه، وأولها دعواه الكبرى على البومة المسكينة، ما لهذه الطريدة المظلومة وهي قد تركت الدنيا والنهار للإنسان ولاذت منه بالليل والخلاء؟ وما عيبه عليها وهي أوفى الطيور في عشرة الأليف منها للأليف؟ أليست هي إحدى الأحياء النادرة التي يسكن الزوج منها إلى زوجه مدى الحياة؟ أليست هي التي تغني لنور القمر ولعزلة الليل، ولا تقتحم صوتها على من يأباه؟ ألم تكن عند الأثينيين - وهم عباد الجمال - رمزًا للمدينة ينقشونه على الدراهم مع أغصان الزيتون؟ فإذا جنى الظلم على سمعتها ولاحقها الظلم في خلوتها، فليصنع ما بدا له، فإننا نتلقاه منها باثنتين لا بواحدة، لأنها لا تحب الفراق، وإن زعموها نذير الفراق ..

‫#‏عباس_العقاد_ينصف_البومة‬


26 / 12 / 2015

[الشناوي محمد جبر · Rating 5 out of 5]

....................
الكتاب قرأته مرتان؛ لأن الكتاب أساسا جزء من كتاب آخر عنوانه " أنا ". وكتاب " في بيتي" هو الفصل الأخير من كتاب "أنا" لذلك فإن عدد صفحاته قليل للغاية علي غير عادة العقاد في التأليف، فتبلغ صفحاته فقط سبعين صفحة
. في هذا الكتاب_ في بيتي _ يجول العقاد مع صاحب له في أنحاء بيته بقصد تعريف القارئ بالحياة الخاصة للكاتب فيما يعني القارئ ويفيده مزيد معرفة بكاتبه.
بدأت السياحة داخل بيت العقاد من المكتبة، و بدأت داخل المكتبة ببعض الكتب التي تبحث في الروح والمادة، و أكد فيه العقاد علي اقتراب المسافة فيما بين المادة والروح في عقل الإنسان بعد أن عرف الإنسان معرفة علمية دقيقة بحقيقة المادة و تركيبها مكن الذرات التي يتكون منها النور.
انتقل الحديث بعدها إلي العلم و الكتب باعتبار العلم نور! فهل يواجه الناس المكتبات والكتب كما يواجهون النور؟ ودار حديث آخر في السياسة وكان عن النازية والشيوعية وخطرهما على العالم.
جال صاحب العقاد بين رفوف المكتبة حتى وصل إلي رف الفلسفة وتساءل عن ضرورتها، فقال العقاد: مرحلة الحياة يا صاحبي كجميع المراحل التي نقطعها من مكان إلي مكان، لا تركب القطار حتى تحصل علي التذكرة ولا تحصل علي التذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها. غاية ما هنالك من فرق بين راكبين أن أحدهما يقرأ التذكرة، والثاني لا يقرؤها أو أن أحدهما يؤدي ثمنها من ماله، والثاني يُؤدى له الثمن من مال غيره ... وإن أبيت المجازات فأحد الراكبين في مرحلة الحياة يبحث عن غايتها بنفسه والآخر تُوصف له غايتها بلسان غيره ...
استمر التجول في المكتبة حتى وصلنا إلي رف الفنون و تماثيل اليونان و دار حديث عن ضرورة الفن وأيهما أولى و أسبق من غيره في الرعاية، الفن أم العلم والصناعة؟ فذكر العقاد أن الذين يخيرون الناس بين الفنون والعلوم والصناعات، يخيرون الناس في غير موضع للخيار.
وعدل صاحب العقاد عن رفوف الكتب إلي صور معلقة علي الجدران لسعد زغلول، وأخري لجمال الدين، وثالثة للأستاذ الإمام محمد عبده، ودار بيننا حديث عن ترتيب العظمة فيهم.
ثم دار صديقي في البيت حتى استقبل جهاز الحاكي و معه بضع مئات من القوالب الموسيقية، فدار حديثنا عن الموسيقي و عن الاستماع إليها، وكان رأي العقاد أن : ليس من كرامة الموسيقي الرفيعة أن تشتغل بشيء آخر وأنت تستمع إليها، فإنها شغل كاف لمن يستوعبها ويتقصاها، ويتأمل في معانيها وإشاراتها. وقال العقاد: إنني أختار للموسيقي أحيانا ساعات كساعات التهجد في جنح الظلام، فإذا بي معرضا عن رفوف الكتب متوجها إليها، لا علالة من الأرق ولا بديلا من الورق، ولكن تلبية لنجوى العبقريات في وقت لا يسمع فيه غيرها.

وهنا انتهت جولة في بيت العقاد، تحدث العقاد في نهايتها عن سبب تمسكه بهذا البيت وعدم تغييره له وعن بعض ذكرياته مع بعض مؤلفاته فيه.

[Marwa Assem Salama · Rating 3 out of 5]

استجابةً لدوافع "جرّ شَكَله" لا غير!..بتحفز طفلٍ صغير يمدّ ساقيه في الطريق، لتُسعده عثرة سواه..كذلك مددت قلمي هنا لأراه ..."قال لي صاحبي، فقلت ..وسألني، فأجبت" ..ثم سيكون هذا السطر في غالب الأمر هو مدار الحكاية .. كجولةٍ ذهنية مع صاحبٍ لا اسمٍ له ولا هويّة ...فهو في النهاية أنت!...حيث لا دور لك سوى أن تعارض العقاد في كل فكرة مُبتدءاً ، ثم لا تلبث أن يحفّك الصمت...هذا ليس بيت العقاد، إنما هو لعقله أقرب..وأكذب إن قلت: لم ترقني كل الزيارة ..أو أني مثلا لم أجد نفسي متلبسةً له بالقول : صدقت!...أحيانا أستغرب نفسي والله ..فمنذ كتابه المأفون "هذه الشجرة" وأنا لا أطيق منه حتى العبارة ...ثم أجدني الآن أقلب الفكرة نفسها ذات اليمين وذات الشمال: لعله يا مروه حال كل عازبٍ عجوز ...من يئس الرفقة والحب في حقه أمرٌ معيب ..أو لعله فقط أراد أن يسبّ واحدة، فسبّ الجميع ؟!...فمن كان منا إذن بلا رقعة في القلب فليرمه بحجر.

في منزله الكائن ب 13 شارع السلطان سليم بضاحية مصر الجديدة ، أسرد هنا بضع مشاهد متفرقات لا رابط بينها ولا مقدمات :

مقلبا النظر بمكتبة العقاد العارمة ، يدافع صاحبه عن الشيوعية على استحياء مستشهدا بالثورة الروسية كدليل ومثال ، فيرد العقاد كارها لها صراحة في هجاءٍ احتل بضع صفحات ..وحقيقة لا أملك من الثقافة ما يؤهلني لقولٍ فصلٍ في هذا المجال ..فلا أعرف عن الشيوعية سوى أنها أنجبت من رحمها أشرس الأنظمة الديكتاتورية الماضية والحاضرة ...على كل حال يرد العقاد على صاحبه فيقول:
"بل حماك الله وحمانا أن نغترّ بهذه اللجاجة التي أوضع فيها بعض الفارغين ممن لا يعقلون ما يقولون، فما كانت تلك الثورة الروسية إلا ثورة كسائر الثورات التي سبقتها منذ آلاف السنين! ظلم يثور عليه مظلومون وتمالئهم قوة عسكرية، فينتصرون على الظالمين، كذلك ثار الناس منذ عُرفت الثورة في التاريخ، فإن كان للنبوءات الماركسية فضل بعد هذا في ثورة الروس، فذلك هو الفضل المعكوس؛ لأن المؤمنين بها حاولوا تطبيقها كما آمنوا بها، فضيعوا عشرين سنة في هذه التجاربالمخيبة، وضاعت معها ملايين الأرواح التي فنيت بالسلاح أو فنيت بالقحط والوباء، ثم آل بهم الأمر إلى إقرار ما أنكروه وحاربوه وقتلوا الملايين من أجله، وهو اقتناء المُلك وإيداع المال في المصارف وتوريث الأبناء وإباحة الفروق في المعاش، وإعلان العصبية الوطنية، ولو لم يؤمنوا ذلك الإيمان بالنبوءات الماركسية لبلغوا هذا المطلب في سنة واحدة، وعافوا أنفسهم وعافوا الناس معهم من شرور تلك «التجارب»، وخطوب تلك المحاولات.
قال صاحبي: وأنت على مقتك هذا للماركسية لا إخالك تبرئ نظام رأس المال، كما نراه من عيوب وآثام يمقتها كل من يحب الخير لبني الإنسان.
قلت: إن الماركسيين لا يستطيعون أن يمقتوا تلك العيوب كما أمقتها؛ لأنهم يؤمنون بالمادة ولا يؤمنون بغيرها، ومن آمن بالمادة هذا الإيمان لم يستطع أن يلوم عشاقها كل اللوم، أو يعذرهم في عشقها بعض المعذرة، غير أنني بعد هذا كله أقول: إن جشع المستغلين شر ولكن الشيوعية ليست بخير، وإن رأس المال محنة للأخلاق، ولكن الشيوعية محو للأخلاق لا تقوم لها فيه قائمة، وسيأتي يوم يزدري فيه الناس المستغلين في المجتمع الإنساني كما كانوا يزدرون قطاع الطريق، بعد أن كانوا في بعض الأزمان عنوان الشرف ومناط الحمد والثناء...أما الشيوعية فما سبيلها إلى إبطال السرقة، وإبطال القسوة في تجميع المال؟ إن بلغت ما تريده، ولو صح لها ما تزعم وامتنعت السرقة في ظلها على ما ترجوه؛ فإنما تمتنع لأن الناس لا ينتفعون بالمال إذا سرقوه، فلا يملكون به أرضا ولا يودعونه في مصرف، ولا يتركونه بعدهم لوريث، فهم يكفون عن سرقته؛ لأنهم عاجزون عن الانتفاع به؛ لا لأنهم عفّوا عن الظلم أو تنزهت ضمائرهم عن العدوان أو ارتقوا قليلا أو كثيرا في سلم المروءة والأخلاق، وتلك فضيلة المسجون أو فضيلة المضطر إلى العفاف، وليست هي بخير من محنة الأخلاق التي تمحصها التجارب، ويتعفف عنها الناس وهم قادرون. "

غير أن لي ميل لهذا الميزان الفكري الذي ارتضاه هو للقياس بين المذاهب جميعها ..يقول رحمه الله: "إن الفارق بين المذاهب الاجتماعية أو المذاهب السياسية — إن شئت أن تسميها بالسياسية — هو فارق واحد يهديك بينها جميعا، ولو بلغت المئات والألوف: هو الفارق في الحرية الفردية، أو هو الفارق في التبعة التي يحملها الفرد في علاقته بأمته، وبعالم الإنسان على اتساعه، فاحسبها مائة مذهب أو ألف مذهب أو ما فوق هذا أو ما دون ذاك، فإنما هي في النهاية مذهبان اثنان: مذهب يقدس الحرية الفردية،ً ومذهب يستخف بها تقديسا لسلطان الدولة أو سيادة الزعيم، ولا عبرة باختلاف الأسماء والعناوين. وإن شئت أن تعلم لأيهما الرجحان ولأيهما الغلب على طول الزمان، فالموازين التي توزن بها هذه المذاهب لا تحصى، وليس بينهما ما هو أصدق من ميزان التاريخ وميزان الأخلاق.
قال: وما ميزان التاريخ أو ميزان الأخلاق في هذه القضية؟
قلت: إن التاريخ لم يستقم قط في اتجاه واحد كما استقام في اتجاه الحرية الفردية، أو في اتجاه النهوض بالتبعة، وكذلك الأخلاق، فمنذ آمن الإنسان بروحه وعلم أنه مثاب على عمله لم يكن له تقدم قط إلا في هذا الاتجاه، ولم تقم على غير هذا الطريق قائمة من الأديان والأخلاق، والحركات الاجتماعية في كل زمان وبين كل قبيلة، فما تفاضل عصران ولا امتاز شعبان ولا فردان ولا خلقان إلا استطعت أن تحكم بينهما بميزان التبعة أو الحرية الفردية، ولن يكون الراجح منهما إلا أوفر الطرفين نصيبًا من تلك التبعة أو منَ تلك الحرية."

ثم ردا على سؤال صاحبه القائل : "ألا يجوز أن تكون عيوب الشيوعية هي عيوب المجال الضيق والحوض المحدود؟ ألا يمكن أن تنصلح فيها هذه العيوب إذا عمت أجزاء العالم ، وشملت جميع أوطانه وشعوبه؟" ..يرد العقاد فيقول: "لو انتظمت للعالم حكومة واحدة تسوس أعماله، وتقرر منها المفيد وغير المفيد لكان هذا هو البلاء فوق كل بلاء ، لأن الحكومة قد تشلّ وافع الحياة في النفوس، وهي تزعم أنها تقتلع منها آثار الحماقة والغرور، ولو أننا رجعنا إلى تواريخ بني الإنسان لننزع منها آثار الحماقة والغرور كلها لانتزعنا نصف الحضارة الإنسانية، وذهب النصف الآخر بذهابه كما يذهب البيت كله إذا انهار نصف الجدران! فما الولع ببناء القصور وفي الكوخ سعة لساكنيه؟ إنه حماقة وغرور. ولكن أين كان يذهب العلم بالهندسة والعلم بمسالك البحار والأرضين، والبصر بطبائع القبائل والشعوب لولا طواف الناس في طلب الحجارة والأخشاب لبناء تلك القصور؟ والولع بالثناء يكذب فيه الشاعر ..إنه حماقة وغرور! ولكن أين يذهب الأدب والشعر وبليغ الكلام، وبديع القرائح لولا هذه الحماقة، وهذا الغرور في ذلك الممدوح؟ ومتى كان للأدب في تلك الأزمنة عائل غير هؤلاء الحمقى والمغرورين من أشباه ذلك الممدوح؟ ما التوابل التي كانت تُشق من أجلها البحار، وتقتحم من أجلها مخاطر الأسفار؟ إنها حماقة وغرور! وفي سبيل هذه الحماقة والغرور كُشفت القارة الأمريكية، واتصلت جوانب الكرة الأرضية، وخرج كولمبس بسفينته لينتهي إلى الهند من غياهب بحر الظلمات، فلم يكن هذا الخاطر كله إلا حماقة وغرور تنبعث من حماقة وغرور. ومع هذا يهون على بني الإنسان أن يعصف الزمن بكل ما كان في عصر كولمبس من الرشد؛ ليبقى لهم ضلال هذه الحماقة وذلك الغرور.أذكر هذا يا صاحبي وأذكر ما كان يلقاه كولمبس لو أنه مَثُل في "مكتب شيوعي" ليستأذن في السفر بمن معه من النواتية والعمال. فلو نجا كولمبس من هذا الحوار بكلمة «مرفوض» دون غيرها لعددناه من السعداء، وكيف كان ينجو بها دون غيرها وهو ذلك الشيطان الرجيم، الذي يغرر بحياة النواتية والأجراء؛ ليستطيب الحمقى والمغرورون لبس الحرير، وأكل الأبازير! فحذار يا صاحبي أن تسلم دوافع الحياة إلى مسيطر عادل أو جائر، وأن تقيدها بحكمة حكيم أو شهوة شهوان. "

ويستخف صاحبه بكم المؤلفات التي أبحرت ب "فلسفة الوجود" واكتظت بها رفوف مكتبته وتلافيف عقله، وهي في نظره مما يمكن الاستغناء عنه..فيقول العقاد مدافعا:
" بل هي (أي فلسفة الوجود) آخر شيء يستغني عنه الإنسان، وما أنت مُستطيع أن تطل من هذه النافذة، أو تبدأ عملك في الصباح ما لم تكن لك «فلسفة وجود» على نحو من الأنحاء.
قل لي: ماذا تستبيح وماذا تحرم وأنت تنظر من هذه النافذة؟ أتستبيح أن تملأ عينيك من شيء غيرك، كما قال الأديب الحجازي؟ وإذا استبحته فلماذا تستبيحه؟ وإذا حرمته فلماذا تحرمه؟ وما حدود المتاع بالنظر فيما تراه؟ أله حدود أم ليست له حدود؟ وأنت تذهب إلى عملك كل يوم في الصباح، فلماذا تعمل أو لماذا تهمل عملك؟ أعليك واجب؟ أمناط هذا الواجب مصلحتك أم مصلحة الأمة؟ ومشيئة الخالق أم مشيئة المخلوق؟ وإن آمنت بهذه المشيئة أو بتلك فلماذا آمنت؟ وإن لم تؤمن بهذه أو بتلك فلماذا كفرت؟ وإن لم تكفر في شيء من ذلك، فهل أنت إذن مثلٌ حسن للآخرين! مرحلة الحياة يا صاحبي كجميع المراحل التي نقطعها من مكان إلى مكان، لا تركب القطار حتى تحصل على التذكرة، ولا تحصل على التذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها، غاية ما هنالك من فرق بين راكبين أن أحدهما يقرأ التذكرة والثاني لا يقرأها، أو أن أحدهما يؤدي ثمنها من ماله والثاني يؤدى له الثمن من مال غيره، وإن أبيت المجازات فأحد الراكبين في مرحلة الحياة يبحث عن غايتها بنفسه، والآخر تُوصف له غايتها بلسان غيره، لا بد يا صاحبي من هذه الفلسفة التي تريد أن تلقي بها في اليم وأنت على الشاطئ، و ثِق يا صاحبي أنها آخر شيء يُلقيه راكب السفينة حين تلعب به الأعاصير في البحار اللُجّية، بل هي الشيء الذي لا يتركه ولو ترك السفينة أو تركته إلى الأعماق، ألم تسمع قولهم في الأمثال: «إنهم كالنواتية لا يذكرون الله إلا ساعة الغرق؟» ، فاعلم يا صاحبي أن هذا الذكر هو فلسفة الحياة التي تبقى مع راكب السفينة بعد كل بضاعة يستغني عنها، وبعد السفينة نفسها إذا حان حينها!
قال صاحبي: وهل وصلت قط من فلسفة حياتك إلى شيء؟
قلت: نعم، إن الله موجود."

وحين يمر صاحبه برفوف الدواوين والقصائد لا يفوته أن يهجو غزارتها المرتبطة بذهنه بتكاسل أمة خرج منها كل هذا الإنتاج في القول لا في العمل ...فكان من رد العقاد تلك السطور: "زعمونا — أو زعمنا لأنفسنا نحن الشرقيين — أننا خياليون، وأننا لو أصبحنا واقعيين لنفضنا عنا غبار الخمول. والحق الذي لا مرية فيه عندي أننا واقعيون فاشلون في الواقعيات، فليست قصور ألف ليلة وليلة ولا حِسانها وجواهرها وموائد طعامها وشرابها خيالا يحتاج إلى ملكة من ملكات التصور والإدراك، ولكنها كلها واقعٌ ناقص أو واقع موقوف التنفيذ، فإذا حصل التنفيذ حصل الواقع الذي يُلمس ويُرى ويُشم ويُذاق، واليوم الذي نتخيل فيه فنحسن التخيل هو اليوم الذي ننفض فيه غبار الخمول؛ لأننا نحسن الوعي بهذا التخيل، ونطبع الصورة الصادقة في بدائهنا من صور الوجود، ولن تنطبع في النفس صورة صادقة لما حولها، وهي راكدة قاعدة أو عازفة عن الحركة والسعي والاستجابة لتحول الأحوال. فكن على رأيي أو رأي غيري في الحفاوة بالشعر والشعراء، ولكن لا تجعل الشعراء مقياسك الذي تقيس به قدرة العمل؛ لأنهم يتفرغون للتعبير فيفوتهم التفرغ لما عداه من الشئون، بل اتخذ مقياسك من الأمم العاملة القائلة تجد أن الشعر الأصيل، والعمل الأصيل يرجعان معا إلى مقياسٍ فرد، وهو الوعي الأصيل. "

وتبدو هذه السطور لي كذريعة أدبية بليغة لتبريرسهري اليوميّ بالليل والناس نيام ، بلا حاجة أو سبب...يقول العقاد: "إن الليل هو عالم النفس، وأما النهار فهو عالم العيون والأسماع والأبدان. إننا بالنهار جزءٌ صغيرٌمن العالم الواسع الكبير، ولكن العالم الواسع الكبير كله جزءٌ من مُدركاتنا حني ننظر إليه بالليل، وهو في غمرة السبات أو في غمرة الظلام. ذلك النجم البعيد الذي تلمحه بالليل هو منظور من منظوراتك، ووجودٌ منفرد بك أمام وجودك! ذلك الصمت السابغ على الكون هو شيء لك أنت وحدك رهينٌ بما تملأه به من خيالك وفكرك، ومن ضميرك وشعورك. تلك المدينة الصاخبة التي نضيع فيها إذا أضاءتها الشمس هي شبح مسحور يُلقيه رصد الليل تحت عينيك، وهي ضائعةٌ كلها إذا لم تأخذها في حوزة نفسك، ومجال بصرك، وكأنما هي من تلك المدن التي تسحرها لنا الأساطير، فكلها مفقود في غيبوبة الأرصاد، إلا السائح الذي ساقه إليها القدر: وهو ساهر الظلام! أنت عالم النفس بالليل، كأنما توازن وحدك عالم الأنظار والأبدان. وأنت تشمل الدنيا بالليل، وهي تشملك بالنهار."

ويحب العقاد التحف والصور، هكذا تحكي جدران منزله والزوايا ...فهنا صورة لشاطئ الزمالك للمصور شعبان زكي ، واخرى لترعة المحمودية لصلاح الدين طاهر ..وبحجرة نومه لوحات منسوخة بعناية من أصولها المحفوظة في المتاحف الشهيرة ..أما مكتبه فقد ضمّ صورا لبعض الأعلام من الشخصيات ..وكان منها الشيخ/ محمد عبده ..ورغم قراءتي مؤخرا للكثير من التحفظات عليه رحمه الله ..إلا أن هذا التعليل الأخيرللعقاد دفاعا عنه كان قريباً أثيرا لنفسي..يحكي العقاد فيقول:
"قال (صاحبي): وهؤلاء الثلاثة العاملون، من أعظمهم في موازين الرجال؟ وأشار إلى جمال الدين اﻷفغاني ومحمد عبده وسعد زغلول.
قلت: أعظمهم أثرا في قطر واحد هو سعد زغلول، وأعظمهم أثرا في جميع الأقطارهو جمال الدين، وأعظمهم نفسا فيما أرى هو محمد عبده، أوسط الإثنين.
قال: وبم كان أعظمهم في موازين النفوس؟
قلت: إن عظماء البطولة الإنسانية لا يوزنون بغير الصفة العليا التي تتجلى في البطولة، وهي الإيثار.فإذا تعادلت كفاءات العقل واللسان وكفاءات العزم والعمل، فليس في الميزان الإنساني أصدق من وزنة الإيثار للمفاضلة بين المتقاربين في الأعمال والأقدار.
قال صاحبي متعجبًا: ومحمد عبده الذي تسنم المناصب، ولم يحرم نفسه متعة الأبوة والزواج أعظم إيثارا من جمال الدين؟
قلت: قد تكون العزوبة مزيدا من الاعتداد ب «الشخصية»، وقد تكون الأبوة مزيدا من الإيثار."

أتفهم هذه السطور جيدا ...لا زلت أذكر انقباضة قلبي الأولى حين أبلغني والدي بانتقاله لمسكن جديد ...ثم صارت فجأةً كل المنازل من بعد منزلنا الأول سواء ...يقول العقاد: "لكنني لو سُئلت: لمَ بقيت أول الأمر حتى طال بي البقاء، فلست أدري ما أقول، وقد أُجيب كما أجبت السؤال الذي سُئلته في الصحف: «إنها الكتب وما أعانيه في نقلها وترتيبها من العناء الذي لا يوكل إلى آخرين.» ثم أقول كما قلت: «وهو سبب وجيه ولا جدال، ولكني أحس كلما أجبت به أنه طبقة من الأسباب وراءها طبقات، ولعلي أوجز الحقيقة كلها ببيت حافظ إبراهيم الذي قاله في مثل هذا المسكن، وإن لم تطل مدته فيه كهذا الطول:
كم مرّ لي في عيشٍ لستُ أذكره ...ومرّ لي في عيشٍ لستُ أنساه
فهذا ��لبيت قد كتبت فيه خير كتبي وأحبها إليّ، وقد عشت فيه تلك الكتب عيشا حيّا باقي الآثار قبل أن أنقلها من عالم النفس إلى عالم الأوراق، وهذا المسكن قد صعدت سلالمه ثلاثًا ثلاثًا ثم صعدتها اثنتين اثنتين، ثم أصعده درجةً درجةً على غير عجلةٍ ولا اكتراث، وهذا المسكن قد نزلت به والشعرات البيض يتوارين في السواد، وما زلت أنزل به والشعرات السود يتوارين في البياض وقد استقبلت فيه آمالا، واستحييت فيه ذكريات، ومن غار على ذخيرة آماله وبواطن ذكرياته، فقد يغار على مواطنها أن تستباح بعده لكل من يشاء. "

ثم كانت صورتك معه على مرفأ الكتاب الأخير..بوجهٍ قرير العين مرتاحٌ كوجوه الطيبين..كم لمرآكِ عندي شجون سيدة/ دُرّية لو تعلمين !..ذكرتُ بكِ قلباً نقياً كنت أملكه ، نسيت الله فأنساني إياه...دعوت به لكِ ولقطب وللحلاج في ختام الصلاة ...لسنين!!.. رب ابنِ لهم عندك بيتاً من فرح ، لا حزن فيه ولا شقاء ...لم أدعو برحمةٍ قط ! ..وكأنها إن لم تكن بديهية لمثلكم، فلمن تكون؟؟ .. لا يجمع ثلاثتكم في عبارةٍ واحدة إلاساذجٌ غرير! ..أُفكر في هذا الآن ..كما أُفكر أيضاً في أنه إن ابتسم ثغرك أنتِ لمجلس العقاد، فلا يستقيم بحال أن نكون نحن العابسين.

[Mo.Una8036 · Rating 4 out of 5]

يأخذنا العقاد في جولة قصيرة في بيته(ليست جولة في بيته فحسب، بل هي جولة مع أفكاره ومعتقداته، حيث أستعرض خواطره وآرائه.)، حيث نرى كتبه، ونستمتع بأحاديثه الشيقة والعميقة مع صديقه عن الكتب والمكتبة، والموسيقى، والشيوعية، وفن التصوير وغيرها من المواضيع التي كانت نتاج قراءاته المتنوعة في شتى المجالات والعلوم. كعادته، يبهرني العقاد دائمًا بأسلوبه ولغته الشعرية التي تضفي الكثير على كتبه وكتاباته بشكل عام.

[Abdulrahman Alhabashi · Rating 4 out of 5]

لكم يلذ لي أن أقرأ في السير الذاتية، ولكن لذة القراءة للعقاد يرحمه الله شيء آخر.

وهذا الكتاب واحد من بين كتب، شاء الأستاذ أن ينثر فيها مشاهد من الحياة وسيرته فيها فليس يجمعها سِفْرٌ واحد.

وحُق لمثل العقاد أن يصنع هذا الصنيع، وهو الباحث القارئ الكاتب في كل ميدان عبر أكثر من ستين عاما .. فأنّى لكتاب واحد أن يجمعها من أطرافها!

ونحن هنا، نلاقي طرفًا من سيرة العقاد في (بيته بين كتبه).

وإن في الغوص في أعماق رجل ما يسقيك بعد ظمأ، ويطمئنك بعد خوف.

فأما الظمأ فمن جفاف فكرك و يَبَاسِ روحك، وأما الخوف فمن مظنة ألا يبلغ بك العمق أبدًا ما بلغه الأفذاذ العظام.

وأحسب أنك تفثأ هذا الظمأ وتُسَكِّن هذا الخوف، وتبلغ غَورًا بعيدا من نفسك، عندما تنهل من معين فكر صاحبك وتستسقي رُوَاءَ روحه.

فكيف بنا إن كان من "يتيح" لنا الاطلاع على خصيصة نفسه ونتاج عقله هو العقاد، في جلاله وجماله.

وكيف بنا إن كان هذا "الحوار المفترض بين العقاد وصاحبه" يجول بنا في ميادين:
الشيوعية،
وفلسفة الوجود،
وحجة الشر،
والفن،
ووحدة الخلق،
وقدر الشعر،
والأكل،
والمنطق،
والموسيقى،
والأخلاق،
وفلسفة السخط والرضا،
والمعاش،
والاستقرار،
وما سواها..

وهو يطَّوف بك في بيته من غرفة لأخرى.
ألا ما أجمل هذا التجوال، و أسعد هذا التطواف.

[فائق منيف · Rating 3 out of 5]

العقاد: ما أعجب أن يكون أظهر الأشياء هو أخفى الأشياء

العقاد: المذاهب السياسية في النهاية مذهبان: مذهب يقدس الحرية الفردية ومذهب يستخف بها تقديسا لسلطان الدولة أو سيادة الزعيم

العقاد: إن خمسين صفحة من القصة لا تعطيك المحصول الذي يعطيكه بيت كهذا البيت: وتلفّتت عيني فمذ بعدتْ،،عني الطلولُ تلفّت القلب

العقاد: كلما قلت الأداة وزاد المحصول ارتفعت طبقة الفن والأدب، وكلما زادت الأداة وقل المحصول مال إلى النزول والإسفاف

العقاد: الرواية تظل في مرتبة دون مرتبة الشعر ودون مرتبة النقد أو البيان المنثور

العقاد: لا أعرف شيئا ينفذ بنا إلى حقائق الآمال والمخاوف، وبواطن الأفراح والأحزان، كمراسنا لها في المكان الواحد الذي يقل فيه التغيير

العقاد: إنما يقاس نصيب المرء من الإنسانية بمقدار عطفه على الحيوان واقترابه من فهمه وفهم شعوره

العقاد: إن الليل هو عالم النفس، وأما النهار فهو عالم العيون والأسماع والأبدان

العقاد: لا يستطيع إنسان أن يعمل حسنا أو يقول حسنا إلا بوعي صحيح

العقاد: مرحلة الحياة كجميع المراحل التي نقطعها..لا تركب القطار حتى تحصل على تذكرة ولا تحصل على تذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها

العقاد: الأمان من كل قلق مدعاة للتواكل والقنوع

[Huthaifa Alomari · Rating 3 out of 5]

1-
هذا الكتاب هو عبارة عن سيره ذاتيه للعقاد أو بالأحرى جولة في منزل العقاد بين كتبه وجولة مع آراء العقاد في مختلف المجالات

2-
أحببت شخصية العقاد فهو شخص مثقف, قارئ نهم, محب للقراءة , الكتب في منزله في كل مكان على الأدراج, المكتبه وحتى خلف مائدة الطعام!

3-
شخصياً استفدت من الكتاب الكثير فهو حببني في القراءة أكثر و أعطاني معلومات كثيرة عن بعض المؤلفين

4-
العقاد يقول بأن خمسين صفحه من القصه لا تعطيك المحصول الذي يعطيكه بيت من الشعر

شخصياً شعرت بهذا الفرق عندما قرأت رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور فهي احتاجت ل500 صفحه لتعبر عن مشاعرها عن غرناطة بينما اختصرها نزار قباني في قصيدة واحدة.

5-
الكتاب جيد ويستحق القراءة ولكن سوف تشعر ببعض الملل أثناء القراءة بسبب الحوار الفلسفي في العديد من الأشياء

[Dalia · Rating 5 out of 5]

الكتاب ليس مجرد وصف لبيت العقاد ، و لامجرد جولة داخله ، لكنه حياة و أحياء، أفكار و آراء، الكتاب يجعلك توغل أكثر فى شخص العقاد ، و الذى لا شك أنه من اسمه نصيب..
و هو طرق كل الأبواب السياسة ، الأدب، الفن ، حتى الطعام ، ثرى جدا هو، يتنقل بين هذه الموضوعات فى رشاقة فكرية ، حتى كلما توقفت عن القراءة أخذت أساءل نفسى: ماذا كان بداية الجديث؟
و لا شك أن أكثر جزء فى الكتاب هو الذى تناول مكتبته الثرية و الشاملة
وحديثه عن بيته فى هذا الكتاب ذكرنى بوصف أنيس منصور له فى كتابه "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" مما جعلنى أشاهد الصور التى تناولت المنزل فى نهاية ذات الكتاب.
و توقفت عند حديثه عن الرواية و القصة، و لن أنكر أن رغم منطقية كلامه، الا اننى أقدر هذا النوع من الفن الأدبى

[jory Abdullah · Rating 4 out of 5]

في بيته وبين رفوف مكتبته يأخدنا العقاد في رحلة جميلة يصف فيها كتبه وقراءئه الذكية من الفنون إلى التاريخ والفلسفه تجتمع على رفوف مكتبته العريقة ويصف بيته بقول "وبيتي هذا هو بيتي ،لم اغيره ولم يغيرني ،وقد استقبلتُ فيه أمالاً،واستحييت فيه ذكريات،" تلك ياصاحبي سياحتي التي أردتها في بيتي وأردت أن تحيط بما يحوطني فيها من شاغل أو عمل أو مقال "من أسهل واجمل كتب العقاد واكثرها وصفاً لحياته وفكره <3

[Salwa Orabi · Rating 5 out of 5]

الكتاب قيم جدا
هو سياحة فكرية في بيت العقيد ومكتبته وأفكاره..كما تناول في الكتاب عدة موضوعات وربط بينها بطريقة رائعة..
كم تمنيت لو أستطيع زيارة هذه المكتبة المنتشرة في كل أرجاء المنزل أو رؤيتها ولمس كتبها كتاب كتاب وتصفحها و شم عبيرها..
العقاد عالم خاص من الفكر والإبداع..رحمه الله

[محمد نجيب]

"إن عظماء البطولة الإنسانية لا يوزنون بغير الصفة العليا التي تتجلى في البطولة، و هي الإيثار." ع.م العقاد.

شعر و تاريخ و دين و سير و فن و طبائع الحشرات تصاحبها طبائع العظماء.
في رفوف موضوعة، دون تبويب ولا ترتيب، يصفها العقاد بالمردة في قماقم.

رغم قلة صفحات إلا أن أفكاره متشعبة رغم تباعدها الظاهر، لكن ارتباطها يظهر بعد التفكير فيها لبرهة من الزمن.

الكتاب عبارة عن جولة في بيت العقاد الذي كان مكتبته و قضى فيه أغلب سنون عمره، زاره أحد أصدقائه ليقوم بجولة بين رفوف "مكتبته/بيته" و كل ما لفت انتباهه كتاب، إلا تصفحه و ناقشه مع العقاد، و لم يغفل الزائر من عدم تبويب العقاد لمكتبته و عدم ترتيبه للكتب أثار فضوله، ليطرح أسئلة أخذت الحديث إلى مواضيع عدة.

[عمر البدوي]

في بيتي


ولعي بالفيلسوف المصري المعاصر عباس محمود العقاد ليس جديداً ، قصته مع القراءة والكتابة مظهر من عظمة الإنسان المكافح والمناضل من أجل النجاح والإنجاز وتخليد اسمه فذاً لامعاً حقيقاً بالذكر والشكر والفخر .
هذه المرة يحدثنا العقاد عن أركان بيته العامر بالثقافة والزاخر بالمعرفة والممتلئ علماً والمترع ألقاً وحرفاً وشعراً وعباقرة ، يقلب صديقه ناظريه في أرجاء مكتبته أو بيته لا تكاد تفرق بينهم فإن العقاد يرى المكتبة بيته الأول والجدير به أو هو قضى كل حياته ومجمل عمره في زواياها العامرة بكتب الأدب والفلسفة والسياسة والتاريخ والدين والحيوانات وطبائع الحشرات .
إنك إذ تقرأ هذا الكتاب الصغير ستقف على التكوين الرئيسي لشخص هذا العبقري ( فكره - عقله - لسانه - قلمه - معلوماته - ذائقته ) وكل الأشياء التي تكتسب ولا توهب ، تنال بالكد والتعب ولا تأتي ضمن هدايا السماء المجانية أو عطايا الأرض المتواضعة .
يدخل حيناً في وصف تاريخية الأشياء التي اقتناها وعلقها على جدران منزله يستلهم منها الوطنية والحرية والفن والإبداع وخلق النجاح ، وحيناً آخر يدخل في نقاشات مشبعة بالعمق والمنطق والصدق ، فرجل مثل العقاد لا يشتغل بوصف ممتلكاته مفرغة من حقائقها ولا يرى الأشياء نظرة سطحي ساذج ولكنه يغمر أعماقها ويبحر في أغوارها ويستنفد مكنوناتها .
العقاد مغرور ، وليس كل غرور هو شائن مرذول ، فإن في بعضه عزة وأنفاً وسلماً إلى النجاح والتفوق والنبوغ ، شيء من هذا سيغمرك وأنت تقرأ لقلم العقاد وهو ممتلئ بالثقة بينما يشق حرفه الرصين حجب الجهل والتعامي إلى فضاءات المعرفة والبصيرة راسخاً هماماً لا يلوي على شيء سوى أن يستقر في رهنك المتفتح ويملرس فيك دور المنبه إلى معالي الأمور .
العقاد ، كاتب حقيق بك أن تصرف له كل وقتك ليس بعضه !

[Ehab mohamed · Rating 5 out of 5]

عندما تبدأ في قراءة الكتاب تدرك أنك ليس فقط في بيت العقاد المادي المكون من مكتبته التي اتسعت لشتى أنواع العلوم ولا أثاث منزله واللوحات المعلقة على حوائط منزله بل تشعر أنك في رحلة داخل بيته الروحي داخل عقله وداخل فكره يتجول بك ما بين غرف الدين والفلسفة والأدب والموسيقى والمذاهب الإجتماعية ما بين رأسمالية وشيوعية وديموقراطية وفن التصوير والنحت..... نعم لم يترك شيئًا إلا وأبدى رأيه فيه وأعطاك خلاصة فكره وخبرته عبر السنين وكل ذلك في عدد صفحات لا يتخطى المائة !

في البداية بدأ عبقري العبقريات في الحديث عن مكتبته وهنا لا يملك أي عاشق للكتب سوى الذوبان ما بين سطور الكتاب والإصغاء التام لهذا العبقري العاشق للكتب والذي يتكلم عنهم بشكل عام بكل حب وإجلال دون أن يذكر كتاب بعينه لأنه وبحسب وصفه لا يريد تحرير المردة من القماقم فترهقنا وتتعبنا ولا نقدر على مجاراتها.

ثم يتوالي حديثه الممتع عن مختلف الفنون والآداب والفلسفات حتى الحيوان وعلاقته به


هذا الكتاب من أجمل ما قرأت هذا العام

وهذا الاقتباس هو أيضًا من أجمل ما قرأت هذا العام

[البَندري · Rating 5 out of 5]

عندما نُحدّث أحدهم عن البيوت التي نعيش فيها فإنّ أهم ما نذكر فيها ؛ مَن الذي يعيش فيها ؟ وكيف هيَ أوضاعنا فيها ؟
و ما هيَ الطقوس التي نفتعلها فيها ؟
أما العقّاد فإن بيته هو مكتبه و عالمه هو كتبه، عاشَ بينها فأسقاها من عمرهـ فأغدقت عليه بالحكمة و الفلسفة و سيلٌ من العلم، ما يبهرني في هذا الرجل ( هوس العلم ) الذي يتنفسه، و هنا قبسٌ من فلسفته

[Abdulkream Alsulami · Rating 4 out of 5]

العقاد يتحدث لنفسه وعن نفسه .. كتاب صغير الحجم وبه كثير من معتقدات العقاد لمن يهتم

[Omar Magdi · Rating 5 out of 5]

العقاد قعد يعمل "اينترفيو" مع العقاد عن العقاد و عن بيته و عن اللي في بيته!
مبدع ابن اللذينَ! ❤️💯

[Nouru-éddine · Rating 3 out of 5]

«إنّ الحياةَ حياةٌ ... ففارقوا أو أقيموا»
•••
جولة في بيت العقاد مع صاحبه -الله أعلم من هو صاحبه ذاك-، وبيت العقاد هو مكتبته ومعتكف أفكاره.
•••
العقّاد وحده من أمسك بيدي، وجعلني أرى ثلاثة أشياء معه:

أن أقول للحياة نعم، نعم لكل ما تصنعه الحياة وتجلبه. كل شيء تفعله الحياة صحيحًا.

أن رحاب العالم النفسي أفسح من رحاب العالم المادي. وأن المرء يحل بروحه في الأشياء، وليست تحل الأشياء فيه. وأن السفر عملية روحانية قبل أن تكون مكانيّة.

أن القراءة ليست إلا رغبة في "الحصول على الحياة" ، ما جدوى القراءة؟ - لا جدوى، لا هدف، القراءة ليست إلا نهر حياة متدفقًا نعب منه في حجرنا لنعرف عن الحياة أكثر فحسب.
•••
القراءة عند العقّاد هي الرغبة في «الاستزادة من الحياة».
•••
ملحوظة: هذا الكتاب لم يعد منه نسخ تُباع، حيث ضُم محتواه في الفصل الأخير من كتاب «أنا».
•••

[Abdulaziz · Rating 2 out of 5]

‏‏إحباط جديد ومتكرر لكتب الاديب عباس محمود العقاد في هذا الكتاب يحمل زيارة أحد أصحاب العقاد لمكتبته ‏وينطلق العقاد بشرح أركان المكتبه من الكتب السياسية والافكار الاجتماعية الى كتب التماثيل اليونانية والتصوير الفرعوني ويطيل العقاد في مجال الفنون والمسيقى والتمثيل واراه استطراداً مملاً لأبعد ما يتصوره العقل في كتاب أديب مشهور مثل العقاد ويختم بمدح لأبن الرومي في كتب الشعر ويثني عليه بطريقة تصويره في الابيات التي لا يرا العقاد نظير له في هذا الفن.

وفي النهاية لا أرا انه كتاب يستحق ان يقرأ الا لمحبي الكاتب.

[Mhs Al-riyami · Rating 4 out of 5]

كتاب يحمل بين طياته ثقافات ومذاهب عدة
حملني إلى مكتبة شاسعة أغرتني بالكثير
.....
إسلوبه رائع وكلماته سهلة ممتنة

[Noor · Rating 3 out of 5]

يأخذ العقاد صديقه و القراء في جولة بين كتبه الكثيرة في بيته و يشرح لنا آراءه في مجالات عدة، الكتاب جيد و مفيد و لكن قد يُشعر ببعض الملل بسبب كثرة الفلسفة فيحتاج تركيز أكبر لقراءته.. لكن يمكنني القول بأن هذه ليست آخر مرة أقرأ فيها الكتاب فقد أعود لقراءته مجدداً

هذه بعض الاقتباسات التي أعجبتني من الكتاب:

✦إننا في هذه الحضارة قد تعودنا منظر الكتب متجمعات بالمئات والألوف، ولكننا خلقاء أن نتجرد من فعل العادة ولو لحظة عابرة لننظر إلى هذه الظاهرة من جانب غرابتها لا من جانب ألفتها، فكيف تبدهنا رؤية الكتب لمئات من أصحاب القرائح والعقول محشوة في بضعة رفوف؟

✦ولو أننا رجعنا إلى تواريخ بني الإنسان لننزع منها آثار الحماقة والغرور كلها لانتزعنا نصف الحضارة الإنسانية، وذهب النصف الآخر بذهابه كما يذهب البيت كله إذا انهار نصف الجدران!

✦وهبنا لم نعرف طريق الصلاح، أفيمنعنا هذا أن نحذر طريق الفساد؟

✦فالأمة بغير علم أمة جاهلة، ولكنها قد تكون على جهلها وافية الخلق والشعور، والأمة بغير صناعة أمة تعوزها أداة العمل، ولكنها على هذا قد تكون صحيحة الحس صحيحة التفكير، والأمة بغير تعبير أمة مهزولة أو مشرفة على الموت، وكذلك تكون الأمم التي خلت من الفنون؛ لأن الفنون هي تعبير الأمم عن الحياة.

✦فإنما التعبير جزء من حياة الإنسان، والعلم حالة من حالاته، والصناعة أداة من أدواته ...

✦إن المنطق والحياة لا يفترقان! وإن الآفة فيمن لا يفهمون المنطق أنهم لا يحسونه، وفيمن لا يحسون الحياة أنهم لا يفهمونها

✦وإننا لنضع المنطق في غير موضعه حين نجعله حسبة أرقام وأعوام

✦وكذلك الذين صفرت نفوسهم، فلا يشعرون بالحياة على حقائقها يتهمون المنطق وهو براء، وهم الذين لا ينطقون ولا يحسون

✦ترى هل يخطئ المخطئون فيحسبون الغني أولى بالسخاء والفقير أولى بالضنانة؛ لأنهم يحسون ولا يفكرون، أو لأنهم لا يحسون ولا يضعون شعورًا أمام شعور، بل أرقامًا أمام أرقام! ترى لو أحسوا ماذا يختلج في نفس الغني فيبخل، وماذا يختلج في نفس الفقير فيجود؟ أكانوا يخطئون في المنطق ويضلون عن سواء السبيل؟

✦وليست حاجة الناس إلى الشيء هي مقياس العظمة فيه؛ لأن الناس يحتاجون إلى سنابل القمح ويستغنون عن اللؤلؤ، وليس القمح بأجمل ولا أبدع في التكوين، ولا أغلى في الثمن من الجوهر الذي لا نحتاج تلك الحاجة إليه.

✦إننا نكبر بالليل جداً يا صاح. إن الليل هو عالم النفس، و أما النهار فهو عالم العيون و الأسماع و الأبدان. إننا بالنهار جزء صغير من العالم الواسع الكبير، و لكن العالم الواسع الكبير كله جزء من مدركاتنا حين ننظر إليه بالليل، و هو في غمرة السبات. أو في غمرة الظلام

✦ذلك النجم البعيد الذي تلمحه بالليل هو منظور من منظوراتك، ووجود منفرد بك أمام وجودك! ذلك الصمت السابغ على الكون هو شيء لك أنت وحدك رهين بما تملأه به من خيالك وفكرك، ومن ضميرك وشعورك. تلك المدينة الصاخبة التي نضيع فيها إذا أضاءتها الشمس هي شبح مسحور يلقيه رصد الليل تحت عينيك، وهي ضائعة كلها إذا لم تأخذها في حوزة نفسك، و مجال بصرك، وكأنما هي من تلك المدن التي تسحرها لنا الأساطير، فكلها مفقود في غيبوبة الأرصاد، إلا السائح الذي ساقه إليها القدر: و هو ساهر الظلام! أنت عالم النفس بالليل، كأنما توازن وحدك عالم الأنظار و الأبدان. وأنت تشمل الدنيا بالليل، وهي تشملك بالنهار. وأنت في حضرة أعظم من حضرة الحس حين لا حس يشغلك عن عالم السريرة. أنت في حضرة الخالق حين لا تكون في حضرة المخلوقات

✦((إن الإنسان حيوان راقٍ و لكنه لا يزال حيواناً))

✦وجعلت أسأل الشؤم في كل دعوى من دعاويه، وأولها دعواه الكبرى على البومة المسكينة، ما لهذه الطريدة المظلومة وهي قد تركت الدنيا والنهار للإنسان ولاذت منه بالليل والخلاء؟ وما عيبه عليها وهي أوفى الطيور في عشرة الأليف منها للأليف؟ أليست هي إحدى الأحياء النادرة، التي يسكن الزوج منها إلى زوجه مدى الحياة؟ أليست هي التي تغني لنور القمر ولعزلة الليل، ولا تقتحم صوتها على من يأباه؟ ألم تكن عند الأثينيين—وهم عباد الجمال—رمًزا للمدينة ينقشونه على الدراهم مع أغصان الزيتون؟ فإذا جنى الظلم على سمعتها ولاحقها الظلم في خلوتها، فليصنع ما بدا له فإننا نتلقاه منها باثنتين لا بواحدة؛ لأنها لا تحب الفراق، وإن زعموها نذير الفراق.

✦فإذا كانت مشاهدة الأمصار ومداولة الديار تعلمنا الحكمة وتبصرنا بألوان الحياة، فاعلم يا صاحبي أنني لا أعرف شيئًا ينفذ بنا إلى حقائق الآمال والمخاوف، وبواطن الأفراح والأحزان، كمراسنا لها في المكان الواحد الذي يقل فيه التغيير.

[حمزة المطلع · Rating 4 out of 5]

العقاد :
قضيت ليلة أمس وصباح اليوم في بيت لم أر مثله قط في حياتي، ليلة شبه كاملة لانني نمت ولم أشعر، واستكملت الرحلة اليوم، أنه بيت العقاد، هذا الكاتب المصري العظيم، بيته هو مكتبته، ومكتبته هو بيته. وقد كنت سعيدا بالتعرف عليه عن قرب، من خلال زيارته في بيته عن طريق كتابه "في بيتي" وعرفت أيضا بعض الجوانب من خلال سيرته المعنونة ب "أنا" ، ان أهم فكرة استفدتها من اطلاعي البسيط على حياة العقاد ��ي نهمه للمعرفة، وحبه الجم للكتب ، وقد كان موسوعيا ومثقفا بشكل استثنائي، بدأ حياته الأدبية في 9 من عمره وقال عنه الشيخ محمد عبد آنذاك وهو طفل "ما أجدر هذا ان يكون كاتبا بعد"، وقد كان مولوعا بسير وتراجم العظماء على رأسهم الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وقد ألف كثيرا من العبقريات، وأخرى لم يسعفه الوقت لذلك خاصة عبقرية الغزالي، كتب عن الانبياء، وعن الصحابة، وعن الشعراء، وفلاسفة وعن رجال الدين، والكثير.
كان يحب الكتابة في الأمكنة الخالية بعيدا عن الضوضاء، ويكتب وهو مضطجع على فراشه، اما وقت الكتابة فشرطه الوحيد الا يكتب بعد الاكل مباشرة، ويكتب وهو منفرد منعزل في غرفته ولا يستعين بالمنبهات كالشاي والتدخين، وفي بعض الاحيان ينفعل ويغالب البكاء بعنف، او تكون عيناه مغرورقتان اثناء الكتابة وقد قال عن نفسه "علمت يقينا أني خلقت للأدب ولم أخلق لغيره" ، حتى أن توفيق الحكيم كتب عنه يوما ساخرا، أنه سوف يشعر بالضجر حين يدخل الجنة ولا يجد فيها كتبا..
وقد كان يقرأ في كل المجالات وبلغات مختلفة، حتى أن زائرا جاء لبيته ووجد فوق مكتبه مجلدات عن الحشرات، فسأله عن علاقة الأدب والفلسفة بالحشرات ..
وعجبت ايما عجب حين دخلت بيته ورأيت مجسم البومين، الذي يضعه لديفع به الشؤم، مثقف موسوعي، مومن، يؤمن بمثل هذه الخزعبلة غريب والله ..
عاش حياته بطولها وحيدا، منعزلا، ولم يتزوج قط، على الرغم من عيشه لبعض قصص الحب العابرة، لكن يبدوا أنه نذر حياته للأدب والتأليف، وقد كتب ما يربوا عن 100 كتاب ، وقد ثبت ان فتاة انتحرت لما سمعت بوفاته، قيل أنها ابنة له انجبها من خادمة له في البيت.

[MEW . · Rating 4 out of 5]

كتاب بصفحات قليلة و قد قرأته و هو جزءٌ من كتاب آخر للعقاد بعنوان (أنا) كنت قد قرأته قبل عدة أشهر.

رغم الصفحات القليلة و لكنه كتاب جميل جداً و ملئ بالعبارات العذبة.


يُسئل العقاد : ألا يمكن أن يعيش الإنسان على هذه الأرض و هو في غنى عن هذه الفلسفة التي يسمونها سر الوجود؟ فيجيب :

مرحلة الحياة يا صاحبي كجميع المراحل التي نقطعها من مكان إلى مكان، لا تركب القطار حتى تحصل على التذكرة و لا تحصل على التذكرة حتى تعرف الغاية التي تسير إليها. غاية ما هنالك من فرق بين راكبين أن أحدهما يقرأ التذكرة، و الثاني لا يقرؤها أو أن أحدهما يؤدي ثمنها من ماله، و الثاني يُؤدَّى له الثمن من مال غيره.. و إن أبيت المجازات فأحد الراكبين في مرحلة الحياة يبحث عن غايتها بنفسه و الآخر تُوصَف له غايتها بلسان غيره... لا بد يا يا صاحبي من هذه الفلسفة التي تريد أن تلقي بها في اليم و أنت على الشاطئ. و ثِق يا صاحبي أنها آخر شيء يلقيه راكب السفينة حين تلعبِ به الأعاصير في البحار اللجية.


٧ يونيو، ٢٠٢٢، الحادية عشر صباحاً.

[Nameer Houwari · Rating 3 out of 5]

في شارع السلطان سليم بضاحية مصر الجديدة ، بدأت امشي بهوادة أرقبُ الأبواب و أرقامها .. لطالما أحببتُ الأبواب ..
وجدت الرقم الذي ابحث ( ١٣ ) ، كان الباب مواربًا قليلًا ، ازحته ودخلت بدأت بغرفة الاستقبال أو حجرة الطعام و كانت بها أكداس مكدسة من الكتب !
ثم وجدت الغرفة التي سأقصدها بهدف السياحة ( حجرة المكتبة ) و التي تحتوي على أكداس مكدسة أكثر بكثير مما تحتويه غرفة الطعام !
كان هناك واقفًا ينظر إلى كتبه بنزعة من الفخر و طيف من الثقة النابع عن الغرور ..
وبدأ بيننا الحوار الذي دار في الكتاب ..
هكذا تخيلت الأمور !
كان الكتاب يقدم سياحة مجانية في حجرة الكتب في بيت العقاد .. في حوار يجري مع صديقه الذي لم يذكر اسمه فافترضت انه صوته الداخلي ( صوت تفكيره ) و قبل ان انهي الصفحات الاخيرة وجدت ان هذا الصوت أشبه بصوتي أنا ، فابتسمت .
كانت فلسفة و رؤى شخصية للعقاد حول الفنون و الموسيقى و الروح و ثورة روسيا و الطعام و الغذاء و غيرها ..
أحببته و انصح بقراءته ..

[Mohamed Salah · Rating 3 out of 5]

في بيتي
التصنيف: أدب سيرة ذاتية
المراجعة: تعد هذه اولي قرآتي لقلم عباس محمود العقاد، لا شك اني استمتعت كثيرا خلال ذلك الكتيب الصغير حيث انقضي معي في جلستين.
النور وذلك النور تلك مدينة الشمس الجميلة التي يحيي بها العقاد في حوار بين العقاد وصاحبه داخل بيت الاديب الكبير عباس محمود العقاد، نلمس ولو جزء بسيط من حياة ذلك الكاتب والأديب الكبير.
نبدأ من مكتبته العظيمة وكيف لها ان تكون غير مرتبه غير مصنفه مثل ما يقول البعض؟ وتلك الفتاه التي شعرت بالدوار ما أن رأت مكتبته؟ ولماذا نفاجئ بتلك المكتبات حين نراها داخل الغرف الخاصه بشخص واحد وليست مكتبه عامه؟ عالرغم من كبر حجم المكاتب العامه عن الخاصه! ومن ثم نتنقل داخل اىوقه بيت العقاد ذلك البيت الذي عاش به عشرون عاما مليئين بالنجاحات والاسقاطات والكتابات العظيمة لقلم ذلك الاديب الكبير. كتاب خفيف بلغة رائعة وهي لغة العقاد. تقييمي: ٧/١٠

[زبيدة فيصل · Rating 3 out of 5]

لم يكن العقاد محباً للسفر، وكان في استطاعته أن يسافر كثيراً، ويخرج كثيراً، ولكنه لم يفعل إلا نادراً، وفي كتابه (في بيتي) صوّر بيته على أنه العالم كلّه، مادام فيه كتب ولوحات وموسيقى، وهذا يكفيه مؤونه السفر والرحلة، فكان يرحل ويسافر بعقله

الكتاب جاء في شكل حوار سردي مع الصاحب الضيف الذي يزوره ويجالسه ويحاوره ويطوف معه أرجاء المكان والنفس، فهو ليس مجرد جولة في بيت العقاد وحديثه عن مكتبته ولكن أيضا طرح فيه أراءه وأفكاره مابين السياسة والأدب والفلسفة والمنطق والموسيقى وحتى الطعام

سيرة ذاتية، عدد صفحاتها ١٥٠ صفحة، استطاع العقاد بسرد أدبي بديع أن يقرّبنا من شخصيته ويعرفنا برؤاه في الكثير من الموضوعات

[زينب المعداوي · Rating 5 out of 5]

دائما ما كنت أشعر بوجود فجوة بيني وبين العقاد ، حتي أنني امتلك العبقريات منذ خمس سنوات ولم استطيع تجاوز فصل في إحداهم
.المهم لكيلا أطيل اشتريت هذا الكتاب كمحاولة ثانية والحمد لله ضاقت الفجوة بيننا قليلا
الكتاب والذي هو جزء من لقاء صحفي لكن في الحقيقة هي يوميات للكاتب ،جميل بحق ،يتنقل بخفة من موضوع إلى آخر شعرت أنني في حضرة أديب كبير استمع إلى أرائه فى شتي مواضيع الدنيا والاخرة
تعلمت كثيرا منه وفهمت سبب شعوري المسبق ، كنت دائما احاول فهم كتاباته بدون فهمه هو شخصيا
اعتقد انني في العام الجديد سأحاول مجددا مع العبقريات

[Ali Saleh · Rating 3 out of 5]

قراءةُ هذا جولةٌ كانت في بيت العقّاد ومجموعٍ من أفكاره ومواقفه سياسية واجتماعية وأخلاقية وفلسفية وغيرها، أو دعنا نقُل أنّها جولةٌ في أفكاره على ضوء رفوفِ مكتبته ومقتنياتِ بيته الفنيّة وأثاثه حتى ختمت بمدّةِ بقائه فيه، في بادئ الأمرِ انطبع في خاطري أنّ الكِتابَ مشتملٌ على ترجمةٍ شخصيّةٍ للعقاد ولو جزئيّة غيرَ أنّه كان ترجمةً لبيته كما يحبّ أن يترجمه العقّاد.

كانت جولةً ممتعة فيها من الفوائد الكثير .

[إيمان · Rating 4 out of 5]

أحب بيان العقاد وملاحظاته، بدأ الاعجاب من أول صفحة وتأمله النور بوصف بديع فعرفت أن هذا الإعجاب سيرافقني طوال الكتاب.
كتاب صغير أنهيته في جلستين وأحببت كثيرًا محادثات المكتبة ولكني شعرت بالملل واهتز الإعجاب قليلًا عند حديثه عن الموسيقى ولوحات بيته وهذا سبب بخسي له وإعطائه أربعة نجوم فقط، لكن سرعان ما عاد الإعجاب وتأصل لأنتهي من الكتاب وأنا راضية أني حزت متعة جميلة.
تأثرت بحديثه عن ابن الرومي وإسهابه في تفسير وصفه لحقل الكتان، ذائقة أدبية وتأمل وحس مرهف أغبطه عليه رحمه الله وتجاوز عن سيئاته.

[Hafsa Mounir حفصة منير · Rating 3 out of 5]

كتاب لم ارغب ان ينتهي لانها حالة من التلصص على بيت العقاد و كان هناك عدسة تنقل لنا ما بين رفوف مكتبته المنزلية
الكتاب هو حوار بين العقاد و صديقه في مكتبة منزله عن عدة مواضيع عن النور و المادة و الروح
عن طرق ترتيب الكتب و انتشار الرواية و القصة بيين العامة و يرى انها دون الشعر و النثر و النقد
ايضا تضمن النقاش حوار عن الشيوعية و النازية و الديمقراطية و اراء العقاد فيها