تتناول هذه الدراسة تاريخ السلاجقة في بلاد الشام ( 1078- 1117م ) من جانبه السياسي. والسلاجقة أتراك اعتنقوا الإسلام، وظهروا على المسرح السياسي مبكرين، ثم اشتهر أمرهم، وقويت شوكتهم في القرن الثاني عشر الميلادي، بعد أن قضوا على البويهيين. وبما أن عصرهم تزامن مع اضطرابات وحروب سادت المشرق الإسلامي، وحيث أنه كان لهم دور بارز فيها، ولم يحظ تاريخهم بعناية المؤرخين المعاصرين، والدراسات العلمية عنهم قليلة جداً، فقد وضع الباحث هذه الدراسة التي بدأها بأصل الأتراك وعلاقتهم المبكرة بالمسلمين، وأنهاها بالعلاقات السلجوقية- الصليبية، بعد الحملة الصليبية الأولى، والمواجهات بينهم وبين الصليبيين في شمالي بلاد الشام وجنوبيها. والمؤلف أستاذ جامعي متخصص في التاريخ الإسلامي بعامة، والتاريخ العثماني بخاصة، وله مؤلفات عدة، وأبحاث كثيرة في هذا المجال.
هذا الكتاب يعد مدخلا جيدا لفهم الحروب الصليبية علي الشرق الأدنى وخصوصا بلاد الشام فالشام كان يعاني من انقسامات سياسية ومذهبية وعنصرية كثيرة عشية وصول الحملة الصليبية الأولى إلي أراضيه وهذه الانقسامات هي التي أدت إلي نجاح الحملة في تكوين ممالك الرها وأنطاكية وبيت المقدس الكتاب يبدأ بعرض تاريخ الأتراك كعنصر مهم في التاريخ الإسلامي منذ أن استقدمهم الخليفة المعتصم لخدمته في بغداد ويمر بعرض سريع للدول التي عاصرت نشوء السلاجقة كطرف مهم في سياسة وسط آسيا كالدولة السامانية والقراخانية والغزنوية ثم قيام دولة السلاجقة العظام ينتقل الحديث بعد ذلك إلي قيام دولة سلاجقة الشام علي يد تاج الدولة تتش وعن الإمارات العربية التي قامت في أواسط الشام وعن الصراعات العنصرية بين الترك والعرب في تلك المناطق والتي وصلت في الكثير من الأحيان إلي الاستعانة بالصليبين علي بعضهم البعض المعلومات الواردة أغلبها مكررة وموجودة في مؤلفات سابقة لنفس المؤلف مثل (الدولة الزنكية والسلاجقة العظام والحروب الصليبية والدولة الفاطمية )