What do you think?
Rate this book
218 pages, Paperback
First published January 1, 1895
يمكن تلخيص نظرية لوبون حول الجماهير إلى الأتي:من أبرز أمثلة الزعماء المتلاعبين بعواطف الجماهير نابليون قبل صدور الكتاب و هتلر بعد صدوره و عبد الفتاح السيسي في عصرنا الميمون و الذي داعب أحلام الجماهير في أول ظهور مؤثر له بقوله: انتوا متعرفوش أن انتوا نور عنينا و الا ايه؟ و وعدهم أن مصر هتبقى أد الدنيا و ها نحن في الطريق إلى الشتات في جميع أرجاء الدنيا كما تنبأ سيادته.
الجماهير ظاهرة اجتماعية.
عملية التحريض هي التي تفسر انحلال الأفراد في الجمهور و ذوبانهم فيه.
القائد المحرك يمارس ما هو أشبه بالتنويم المغناطيسي على الجماهير.
أما مجموع الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور:الجماهير بمجموعها قاصرة عن فهم حقيقة الأشياء و إن فهمها البعض كأفراد و بصورة نخبوية. و رجال الحكم و السياسة يعون ذلك و يفهمونه و هم لذلك لا يعارضون المزاج العام للجمهور مهما كان خاطئا أو بعيدا عن المصلحة العامة و إنما يداهنون و يهادنون حتى يمرروا سياستهم دون ضوضاء أو شغب.
تلاشي الشخصية الواعية – هيمنة الشخصية اللاواعية – توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض و العدوى للعواطف و الأفكار – الميل لتحويل الأفكار المحرض عليها إلى فعل و ممارسة مباشرة.
و هكذا لا يعود الفرد هو نفسه و إنما يصبح عبارة عن إنسان آلي ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده.
إن الاستبداد و التعصب يشكلان بالنسبة للجماهير عواطف واضحة جدا. و هي تحتملها بنفس السهولة التي تمارسها. فهي تحترم القوة و لا تميل إلى احترام الطيبة التي تعتبرها شكلا من أشكال الضعف. و ما كانت عواطفها متجهة أبدا نحو الزعماء الرحيمين و الطيبي القلب. و إنما نحو المستبدين الذين سيطروا عليها بقوة و بأس. و هي لا تقيم تلك النصب التذكارية العالية إلا لهم. و إذا كانت تدعس بأقدامها العارية الديكتاتور المخلوع فذلك لأنه قد فقد قوته و دخل بالتالي في خانة الضعفاء المحتقرين و غير المهابين. إن نمط البطل العزيز على قلب الجماهير هو ذلك الذي يتخذ هيئة القيصر. فخيلاؤه تجذبها. و هيبته تفرض نفسها عليها. و سيفه يرهبها.
و من أهم العواطف المؤثرة في الجماهير: العاطفة الدينية و التي تتلخص خصائصها في التالي:الحق ان الشعبوية ناجحة في الهدم و الضغط و التوجيه أم البناء فهو للنخبة و أهل الحكم و السياسة فإذا امتلكت النخبة ناصية الحكم بنفسها أو تحالف مع ديكتاتور يحكم بقوة السلاح كان من الممكن تعويض ما تم هدمه. و اذا نظرنا الى نموذجي مصر و تونس كثورتين شبه متلازمتين فسنجد أن الفارق الملفت بينهما هو ثقافة النخبة و وعيها و انحيازاتها الفكرية أما الشعوب فيسكتها القمع و لقمة العيش و الخطب المخدرة و الوعود الزائفة إلى حين.
عبادة إنسان يعتبر خارقا للعادة – الخوف من القوة التي تعزى إليه – الخضوع الأعمى لأوامره – استحالة أي مناقشة لعقائده – الرغبة في نشر هذه العقائد – الميل لاعتبار كل من يرفضون تبنيها بمثابة أعداء.
و سواء أسقطت عاطفة كهذه على الإله الذي لا يُرى أو على صنم معبود أو على بطل أو فكرة سياسية فإنها تبقى دائما ذات جوهر ديني.
لو أننا دمرنا كل الاعمال الفنية والنصب التذكارية المستلهمة من قبل الدين والموجودة في المتاحف والمكتبات وجعلناها تتساقط علي بلاط الرصيف. فما الذي سيتبقى بعدئذ من الاحلام البشرية الكبرى؟ إن سبب وجود الآلهة والأبطال والشعراء أو مبرر هذا الوجود هو خلع بعض الأمل والوهم علي حياة البشر الذين لا يمكنهم أن يعيشوا بدونهما. وقد بدا لبعض الوقت أن العلم يضطلع بهذه المهمة. ولكن الشيء الذي حط مكانته في نظر القلوب الجائعة للمثال الأعلى. هو أنه لم يعد يجرؤ علي توزيع الوعود هنا وهناك. كما أنه لا يعرف يكذب بما فيه الكفاية.
و من أهم عناصر حكم الجماهير عنصر الهيبة الشخصية للقائد أو الزعيم. و الهيبة الشخصية التي تنتزع بالفشل تُفقد بسرعة. و يمكن أن تتلف أيضا بالجدل و المناقشة و لكن بطريقة أكثر بطئا. و لكن هذه العملية تولد تأثيرا مؤكدا. فالهيبة التي تصبح عرضة للنقاش لا تعود هيبة. فالآلهة و الأشخاص الذين عرفوا المحافظة على هيبتهم لم يسمحوا أبدا بالمناقشة. فلكي تعجب بهم الجماهير و تعبدهم ينبغي دائما إقامة مسافة بينها و بينهم.و في مصر سقطت هيبة عمر سليمان ببضع كلمات ألقاها و سقطت هيبة أحمد شفيق بحوار تلفزيوني واحد و هما صنمان صنعهما الإعلام الغربي و الشعبي و أعدهما كبديل لمبارك في حالة سقوطه و لكن التاريخ كان له رأي أخر.
"إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها."
"ففي بعض الظروف المعينة, وفي هذه الظروف فقط, يمكن لتكتل ما من البشر أن يمتلك خصائص جديدة مختلفة جداً عن خصائص كل فرد يشكله. فعندئذ تنطمس الشخصية الواعية للفرد, وتصبح عواطف وأفكار الوحدات المصغرة المشكلة للجمهور موجهة في نفس الاتجاه. وعندئذ تتشكل روح جماعية, عابرة ومؤقتة بدون شك, ولكنها تتمتع بخصائص محددة ومتبلورة تماماً."
" كنا قد برهنا على أن الجماهير لا تتأثر بالمحاجات العقلانية و ولا تفهم إلا الروابط الشاذة أو الفظة بين الأفكار."
"أن الفرد المنضوي في الجمهور يكتسب بواسطة العدد المتجمع فقط شعوراً عارماً بالقوة. وهذا ما يتيح له الإنصياع إلى بعض الغرائز, ولولا هذا الشعور لما انصاع. وهو ينصاع لها عن طوع واختيار لأن الجمهور مغفل بطبيعته وبالتالي فغير مسؤول. وبما أن الحس بالمسؤولية هو الذي يردع الأفراد فإنه يختفي في مثل هذه الحالة كلياً."
"وإذن فلا شيء متعمد أو مدروس لدى الجماهير. فهي تستطيع أن تعيش كل أنواع العواطف وتنتقل من النقيض إل النقيض بسرعة البرق وذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللحظة التي تعيشها."
"إن نزعتي الاستبدادية والتعصب عامتان لدى كل فئات الجماهير, ولكنهما تتجسدان بأنواع ودرجات متفاوتة جداً."
"أن الفرد المعزول يمتلك الأهلية والكفاءة للسيطرة على ردود فعله, هذا في حين أن الجمهور لا يمتلكها."
"هكذا مجد مثلاً أن انكلترا, أكثر البلدان في العالم ديقراطية, خاضعة لنظام ملكي. هذا في حين أن الجمهوريات الإسبانية - الأمريكية المحكومة من قبل الدساتير الجمهورية تتعرض لأبشع أنواع الاستبداد. فطباع الشعب وليس الحكومات هي التي تحسم مصيرها."
"ويما أنه لا يمكن تحريك الجماهير والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرفة, فإن الخطيب الذي يريد جذبها ينبغي أن يستخدم الشعارات العنيفة. ينبغي عليه أم يبالغ في كلامه ويؤكد بشكل جازم ويكرر دون أن يحاول إثبات أي شيء عن طريق المحاجة العقلانية."
"فالكثرة تصغي دائماً للإنسان المزود بإرادة قوية. وبما أن الأفراد المتجمعين في الجمهور يفقدون كل إرادة فإنهم يتجهون غرائزياً نحو ذلك الشخص الذي يمتلكها."
"إن قادة البشر الكبار من امثال بوذا والمسيح ومحمد وجان دارك ونابليون يمتلكون هذا النوع من الهيبة الشخصية في أعلى درجاتها. وعن طريقها بالذات استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم. فالآلهة والأبطال والعقائد تفرض نفسها فرضاً ولا تناقش. بل إنها تتلاشى مباشرة ما أن تناقشها."
"قال نابليون بهذا الصدد الكلام العميق التالي في مجلس الدولة الفرنسي(لم أستطع إنهاء حرب الفاندي إلا بعد أن تظاهرت بأني كاثوليكي حقيقي. ولم أستطع الإستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي. وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا. ولو أنه أتيح لي أن أحكم شعباً من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان)"
"ولهذه العاطفة خصائص بسيطة جداً: أولا عبادة إنسان يعتبر خارقاً للعادة, الخوف من القوة التي تعز إليه, الخضوع الأعمى لأوامره, استحالة أي مناقشة لعقائده, الرغبة في نشر هذه العقائد, الميل لاعتبار كل من يرفضون تبنيها بمثابة أعداء. "
"إنه لمن المرعب أن نفكر ولو للحظة واحدة بتلك السلطة التي يخلعها الاقتناع القوي على رجل محاط بهالة الهيبة الشخصية إذا ما اقترن هذا الإقتناع بضيق العقل والنظر. إنها لسلطة هائلة."
"وأفراد الجمهور الذين يمتلكون شخصية قوية جداً تمكنهم من مقاومة المحرض هم ذوو عدد ضئيل وبالتالي فإن التيار يجرفهم معه. "
"إن بساطة عواطف الجماهير وتضخيمها يحميها من عذاب الشكوك وعدم اليقين."
"إن الخصائص العامة للجماهير المدعوة بالمجرمة هي بالضبط نفس الخصائص التي لاحظناها لدى جميع أنواع الجماهير. هذه الخصائص هي : قابلية التحريض, السذاجة أو سرعة التصديق, الحركة والخفة, المبالغة في العواطف سواء أكانت طيبة أم سيئة, تبدي بعض أشكال الأخلاقية, إلخ..."