كتاب دسم ... استمتعت كثيرا بقرائته. كتاب مختلف، لم اتخيل يوما أن أقرأ مثله وأن أنهيه كاملا.
"ثلاثة قرون من الأدب" هو العنوان الأكبر والأشمل ولكن هذا الكتاب هو جزء من مجموعة أجزاء ... وأعتقد أن الأفضل أن أسميه "ألوان مختلفة من الأدب"، فالكتاب ضم بين صفحاته نصوصا شديدة التنوع؛ يوميات، محاضرات، قصة قصيرة، مقدمة نثرية لديوان شعري، خطب، رسالة تاريخية، وفصول من روايات
كما يمكن تسميته "الرومانسية والواقعية في الأدب الأمريكي: ما قبل وما بعد الحرب الأهلية الأمريكية"، فقد اتسمت بعض النصوص المختارة بالكتاب بالرومانسية وحب الطبيعة وشبه تأليه للبشر (الأمريكيين)، تلك النصوص التي لم يكن يدرك أصحابها حجم مأساة الرق والإستعباد، وهناك نصوص غاضبة ومحاولات للنقد من الداخل والدعوات للتخلص من الأوهام في فترة الحرب الأهلية وما بعدها واستعراض آفات المجتمع وما استجد من انحدار في سلوكيات الشعب الأمريكي يضم الكتاب أعمالا منتقاة لكل من :
رالف والدو إمرسن : من اليوميات، الطبيعة
هنري ديفيد ثورو: من يوميات ثورو،العصيان المدني، من والدن
هيرمان ملفيل: بارتلبي ناسخ العقود
أوليفر وندل: من سلطان المحدثين
والت ويتمن: من مقدمة أوراق العشب (ديوان بمقدمة طويلة نثرية)، ومن آفاق الديموقراطية
ابراهام لنكولن: سيرته الذاتية، جواب إلى هوراس غريلي، خطبة غتيسبرج، خطبة افتتاح الرئاسة الثانية
مارك توين: الضفدع النطاط، من رواية الكدح، من كتاب الحياة على متن المسيسيبي
بريت هارت: منبوذوا ناحية بوكرفلات
وأكثر ما أعجبني من أعمال هي
المختار من يوميات رالف والدو إمرسن والطبيعة
بارتلبي ناسخ العقود لـ هيرمان ميلفيل
وكل ما يخص إبراهام لنكولن
وأخيرا، النص المختار من رواية "الكدح" لـ مارك توين
أعجبتني كذلك المعلومات عن الأدباء والكتاب، ووجدت بعض العوامل المشتركة التي تراوحت بين فقدان الأب في الصغر واليتم والتنشئة الدينية وحب المغامرة المتمثلة في العمل أو السفر على متن السفن والإبحار في النهر أو البحار
عاب الكتاب أن قام بترجمته مجموعة من المترجمين فجاءت بعض الترجمات مملة وثقيلة
كتاب رائع أتمنى أن يتاح لعشاق الأدب قرائته والمقارنة بين أمريكا قديما وأمريكا الحالية والمصدرة لأنواع قد لا أظلمها إن نعتها بـالكريهة من الثقافة الأدبية والفنية والأفكار الإجتماعية، وإني لأستغرب هذا التدهور الذي لم يطل الأداب والفنون الأمريكية فحسب، بل طال الكثير من الدول فالكتاب بمثابة عرض لنسخة مكررة لما حدث ويحدث في أغلب دول العالم !