Jump to ratings and reviews
Rate this book

عندما يكون العم سام ناسكًا

Rate this book

525 pages, Unknown Binding

4 people are currently reading
126 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (36%)
4 stars
6 (54%)
3 stars
1 (9%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 5 of 5 reviews
Profile Image for Monzer ۞ مُنذِر.
165 reviews214 followers
October 3, 2017
بسم الله الرحمن الرحيم

A - 1
في عام 609 للميلاد , في عهد ظهور هرقل كمحرر اصلاحي للدولة البيزنطية ومجدد لها , وفي خضم صقلٍ لملك فارس وفارسها خسرو برويز الثاني وبداية الحروب البيزنطية الفارسية , نزلت اولى ايات القرآن الكريم , وما لبثت ان ازدادت نزولا وكثرة في بلاد العرب , حتى اضحت في سنين من التلاوة والتعويد , منهجا لاهل العرب , وتزايدت تلاوتها , وتزايد نشرها في البقاع , حتى لبثت منهج حياة لا لاهل العرب فحسب , بل لشعوب هرقل وخسرو انفسهم ! وبدأ القراء يتزايدون في التلاوة والتعقل , حتى ظهرت طرائق للفهم والفكر والعمل ايضا , ومنها تبلورت الصوفية , كفرقة واسعة الاتباع وكثيرة الارث الثقافي , ومن ذاك الزمن حتى الآن , تبلورت افكارها , وزاد مريدوها , واضحت ثقافة مستقلة ذات طرائق وجذوع , انها الصوفية !
 photo 23c9d45de83e827fe151ed9e9b7fbcd0_zpspoopkybu.jpg
وفي عام 1620 , ذهبت فرقة استطلاع انجليزية فرارا وهربا من المجازر الكبرى التي حصلت من الكاثوليك ضد الجماعة الطارفة العصرية , البروتستانت , فروا الى بلاد لم يعرفوا اصلها ولا اهلها , ولم يدركوا يوما ما سيترصدهم هناك وما سيلمّ بهم من احداث , فروا الى تلك البلاد وفي ومضة من زمن , ومضة طالت قرنا ونصف القرن , اضحت من مستعمرة انجليزية فارّة , الى دولة موطّدة الاركان ومنظمة السياسة والاحكام , وبومضة اخرى , قفزت الى ولايات ومجتمعات , واستحالت الدولة الاولى في الدراسات والتحصيلات !
انها بلاد الحجاج والباحثين , متحدة الولايات , امريكا !
 photo Ferris_zpsxb8zbstf.jpeg
وتستمر الحكاية , على خط الزمان الماضي , الذي يمضي بلا استمرار , وصل الفريق الاول الى الثاني ! حكايتان مختلفان , مليئتان بالحركة والافكار , انهار من القصص والحكايا والحوادث , الا انه الزمن , يوصل بين الناس ما لم يكن يخطر على بال او فكر , وبقطعة من زمن , اضحى العم سام ناسكا !
اضحى العم سام , ناسكا !

A - 2
نعود الآن الى الكتاب , فما ذكرت سابقا كان "لُحيظة" مختصرة جدا لما حصل يوما في سفر التاريخ , وها هنا ننظر الى الثمار , ثمار هذا التاريخ الذي حصل , واهم ثمرة متناولة حاليا هي الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه
لا يمكنني ان ابرز فرحي بقراءة هذا البحث , اذ كان بلا شك محرك لي وواضع لمسألة مهمة تحت المجهر النقدي والتناول التاريخي والمعاصر , ولا يمكنني ان افكر بالكتاب الا بهذه الطريقة , وخاصة فيما يتعلق بالمصادر , وهذه هي النقطة رقم 1 في الكتاب , الثراء الرهيب بالمصادر والكتب متنوعة المواضيع والاهداف , وربما افضل ما يوجد بالمصادر هي المواقع الالكترونية , فهذه وحدها نقطة مهمة جدا للتناول في فهم الكتاب , فهو كتاب معاصر , واقعي , يستهدف الواقع الملموس وينقده بالادوات المستخدمة في ايامنا في ربطٍ محكم بين التاريخ والواقع , والتعريفات والتفصيلات .

A - 3
من ناحية العنوان , فلا اظن ان الكاتب كان بإمكانه ان يخترع عنوانا افضل من هذا , وفيه بقعة كبيرة من الابداع مع حفظ موضوع البحث و اصله , وعلاقة العنوان بالنص هي علاقة مباشرة , واضحة وصادقة , اذ ان البحث يجري بطريقة كرونولوجية من الصوفية فالمؤسسات الامريكية فالعلاقة بينهما مع النقد المتخلّل بين سطور البحث , ويبرز العنوان بلا شك , وجهة نظر الكاتب الشخصية التي , بدورها , تتم اثباتها في لجّة سطور الكتاب وافكاره .
اذا , على طريقة المبرهنات في الرياضيات , يبدأ الكاتب من فرضية ناقصة البرهان , ويبدأ استمرارا من البداية الى النهاية في اثبات وجهة نظره في كتاب كبير نسبيا ( 500 صفحة) , مراعيا بذلك الشقين الديني والسياسي.

A - 4
اريد ان ابرز فرحي الكبير بوجود مثل هذا الكتاب وبداية نشره في وسطنا العربي , اذ نحن نحتاج للمزيد من الدراسات السياسية-الديموغرافية لزيادة الوعي المجتمعي وتأكيد حضورنا على الساحة العالمية و محاولة لفهم افضل لمجتمعنا بذاته , اذ ان هذه الابحاث , وان لم تتطرق مباشرة الى المجتمع العربي ولكنها تلفت النظر الى الكثير من المسائل المعاصرة التي تجب معرفتها على كل فرد عربي وتساعد على ايقاف العزلة المجتمعية للمجتمع العربي , والجهل الشخصي للفرد العربي بما يحيطه من افكار وبما سيلاقيه على مواقع التواصل الاجتماعي .

A - 5
قبل البداية بالمرحلة النقدية , يجب ان ابرز لكم وجهة نظري الشخصية حول "موضوع" الكتاب ذاته , ومن الناحية ال "منهجية" بشكل خاص .
ا - لا اصنف نفسي بأني صوفي او سلفي , وانا قادم من مجتمع يميل للصوفية نوعا ما , من الناحية العملية بشكل عام .
كما تعرفون انا من مدينة حلب , وكنت هنالك وذهبت الى مساجدها , وعشت في جو صوفي , مصبوغ بصبغة الطريقة القادرية بشكل عام , وعلى كل , فأنا لم اتعاين من هذا الشيء , لانني كنت صغير السن في تلك الايام فلا اذكر الا ما أذكُر !
وطبعا هذا لن يؤثر على مراجعتي , لانني بكل بساطة لست صوفيا , ولا حتى عائلتي .
واما عقيدة الكاتب السلفية فأنا اعرفها واعرف المنهج السلفي بشكل عام , وقد ردسته في دراستي للتجويد وقواعده .
وشخصيا , انا اوافق الكاتب في عدة افكاره ومآخذه على الصوفية والمنهج المعاصر للصوفية بشكل عام , واخالفه ايضا في الكثير ; بشكل خاص طريقة استقراءه والربط المنطقي بين النتيجة/السبب , والقفز الى النتائج والمنهج المأخوذ في هيكل الكتاب .
واعدكم ان شاء الله بمراجعة موضوعية محترما وملتزما بالمنهج العلمي والاستقراء الواعي , واسأل الله التوفيق والسداد في الرأي .

B - 1

اذا , سأبدأ حالا ب نقد النقاط المنهجية للكتاب والافكار الرئيسية التي اعطت للكتاب ماهيته وروحه الاصلية .
سآخذ 30 نقطة بما استطيع من نقد وتعليق على ما اعرف , مع ذكر المصادر والصور المرفقة , محترما بذلك الترتيب الكرونولوجي للافكار كما جاءت في الكتاب وكما صورها الكاتب.
وكما قلت سابقا , مراعيا المنهج العلمي في النقد والتعليق .

المرحلة النقدية C

C . 1


نلاحظ في هذا الموضع محاولة الكاتب الدفاع عن السلفية , او "المنهج السلفي" بشكل أخص , على الرغم من انه يوضح ان هناك بالفعل "فرق" سلفية , وهذا احترمه جدا , ولكن بقيت الصورة الطوباوية للسلفية حاضرة في ذهن الكاتب وفي كتابه , اذ انه على صفحات الكتاب , لم ينفك الكاتب من الدفاع عن السلفية هنا وهناك , ومحاولة اعطاء السلفية الصورة الاسمى ..
على الرغم من ان الكاتب يبرر اختلاف الفرق السلفية الى "الاماكن" , او التوزعات الجغرافية , الا ان الاختلاف في المناهج واضح وصريح , والمشكلة لا تأتي من الأتباع فقط , بل حتى طرق تعريف السلفية مختلفة لدى اتباع المنهج السلفي , بذلك يكون لنا "مناهج" مختلفة وطرق متعددة , من أمثلة اختلاف المنهج هو تعريف من السلف ؟ وما الكتب التي تدرس لدى الفرق المختلفة ؟ وكيف يتم دراسة هذه الكتب ؟ وبهذا نعرف ان المنهج السلفي ليس واحدا , ولكن عدة مناهج .
واردت التعليق بهذا ليس لأن الفكرة ليست صحيحة , ولكن اعادة الاختلاف بين السلفية لاختلاف " الاماكن" فقط هو امر غير مشروع , وكما قلت سابقا , محاولة اعطاء الصورة الاسمى للسلفية , وهو الامر الذي لم احبذ رؤيته في كتاب يتحدث عن الصوفية ..
C.2

اوافق الكتاب بشدة عما ورد فيه من تشابه الكثير من المسميات والاعمال والطرق بين الصوفية والاجانب , اي الفرق الدينية الغنوصية التي كانت تحيط بالعالم العربي , كاليونانيين والهنود والفرس و..... , وبلا شك فإن هذه من اكبر الحجج التي قد تستعمل ضد الصوفية , فنحن لم نر الصحابة يخوضون بجلسات الذكر , او يتناقشون في المواضيع الغنوصية , او لم يسمون انفسهم صوفية اصلا ! وربما لم يكونوا ليفهموا معنى التصوف !
هذه حجة قوية , ويزيد عليها مسألة التشابه مع باقي الفرق , وبلا شك , فان التشابه لا يقتضي المصدرية حجة ليست واهية ابدا, ولكن بسياق حديثتنا عن الصوفية , فربما هي من اوهى الحجج , فالتوزع الصوفي اصلا يتوزع ويختلف في المناطق الجغرافية التي كانت تعيش فيها شتى الفرق الدينية الغنوصية , وتختلف الفرق الصوفية باختلاف الفرق الغنوصية !
وهذا من اجمل المقاطع في الكتاب , انصح به كل القارئين , وخاصة الذي يتحدث عن تسمية التصوف وتاريخه , غني جدا بالعناوين ومليء بالمصادر الموضوعية .
ولكن , علينا ان نقترب مرة اخرى الى نظريات الصوفية في تحليل تاريخ ونشوء الحركة , فمن النظريات المعترف بها لدى الطرق الصوفية , هي ان الصوفية ما هي الا "علم درجة الاحسان" , المذكورة في الحديث النبوي الشهير .
اكرر , المسألة تاريخية معقدة , ولا يتم القطع بها في بضع صفحات , بل تحتاج الى تحليل طويل وعميق .
اقترح قراءة ابحاث " آنا ماري شيمل " , والاستماع الى الفيديوهات المخصصة بالصوفية للشاب :
https://www.youtube.com/user/MohamedG...
C.3

طبعا كما نرى , اتخذ الكاتب من نقد المفكر علي عزت بيجوفيتش للصوفية مرتكزاً قويا لكتابه , وهذا من اذكى الاختيارات التي اتُخذت في الكتاب .
ولكنني عندما تأملت النقدين , اي نقد بيجوفيتش ونقد الغامدي , رأيت فرقا كبيرا , فرقاً منهجيا مختلفا بمراحل ,
بالمقارنة مع نقد الكتاب , لم ارى نقدا بقدر ما رأيت تحديا , صراعا , مازال الصراع الفكري الصوفي-السلفي حاضرا , ولكنته موجودة في كل قسم وحول من الكتاب

كثرة استعمال النعت السلبي ك "ضلالات" , الاستعمال المتكرر لاشارات التعجب (وكأننا في مناظرة الكترونية ! ) , الطريقة الهجومية في الكلام , والتحيز الواضح , واي قارئ موضوعي سيعرف عما اتحدث , وبالامكان ان نرى ذلك مستقبلا في المراجعة ..
هذا ليس نقدا لفكرة محددة بقدر ما هو خاطرة استولت على ذهني في خضم قراءتي للكتاب ,
C.4

نعود مرة اخرى الى الصراع العقدي بين السلفية والصوفية . ولكن المشكلة ليست بإبراز الصراع , بل بالقطع على احدى طرفيه .
كما ذكرت سابقا , نقد الكاتب مليء اولا بمغالطات الرجل القش , ولكنه يقع بمغالطة اكبر واخطر من ذلك بكثير .
وهي ادعاء صحة المذهب السلفي كنقطة موضوعية لنقد المذهب الصوفي , وهذه من اكبر المآخذ التي ممكن ان تؤخذ على الكاتب وعلى هذا البحث .
فكما نلاحظ في النقطة الاولى , الكاتب ينقد الصوفية بطريقة غريبة , تحتوي بشكل عجيب على 3 اخطاء منطقية .
Ad hominem الشخصنة في الحديث
Argument from authority الاحتكام الى السلطة , وهو الاحتكام الى سلطة السلفية هنا
False dichotomy وهي مغالطة كبيرة جدا في هذا الكتاب , حيث وضع التقسيم الى ابيض واسود , ووضع كل الصوفية تقريبا في نفس المرتبة من الفكر , ووضعهم كلهم في نفس المكان , ويظهر في الاقتباس فوق هذا النوع من التقسيم , والتعميم الكبير مع الذاتية المفرطة في الكلام .
C.5

مغالطة اخرى يقع بها الكاتب , وهي الاحتكام الى الجهل , وعدم وجود نقد وافي لهذا القسم من التفكير لدى الصوفية .
C.6

نعود مرة أخرى الى الشخصنة الكبيرة , والتي لا تفتأ تظهر في كل بضع صفحات من الكتاب .
ولكن الاشد من ذلك كما ذكرت سابقا , الاحتكام الى السلطة , والنقد استنادا على المُختلف به , لا على المشترك والمتّفق عليه , وهو من اكبر المغالطات التي ممكن ان تقع في أي مؤلف من المؤلفات الفكرية .
فلو افترضنا مثلا كتابا صوفيا كتبه احد الباحثين المتصوفة حول مبحث فكري محدد له علاقة بالسلفية , فإننا نستطيع القطع بأن للكاتب الصوفي القدرة على خطّ نفس النمط من النقد للسلفية , على مبدأ " لهم تسامح للجميع الا للصوفي ! " , او " من ضلالاتهم كذا وكذا , فهذه من الاخطاء " , أو "من البديهيات لدينا كذا كذا , والشخص الفلاني لا يعمل به , اذا هو مخطئ موضوعيا " .
وكل موضوعي حقا يستطيع ان يتحقق من عدم اكتمال النضج الموضوعي في هذا البحث , خصوصا ان التقسيمات غير واقعية , والنقد غير منهجي .
C.7

ينطلق الكاتب من تاريخ الصوفية و"مواقفهم" كنقطة بداية للوصول الى نتائج محددة , هذه النتائج تظهر لنا في اخر الاقتباس .
ويتخذ الكاتب من المواقف الاستشراقية و الامريكية كنقطة وصل بين المواقف الصوفية وفكرهم الى النتيجة المطلوبة .
اذا فهو يصنع برهانه على الطريقة التالية
1 . للصوفية تاريخ محدد , ومواقف محددة .
2. هذه المواقف معروفة وموثوقة بشهادة التاريخ وبالوضع والفكر الحالي والتاريخي للصوفية .
3 . للغرب مواقف محددة وارادة محددة
4 . هذه المواقف والارادة معروفة موضوعيا ويمكن التماسها بسهولة من السياسة الغربية
5 . المواقف الصوفية والارادة الغربية تتطابق
6 . اذا الصوفية تمثل اكمل وجه للارادة الغربية وهو وجه سلبي جدا .
اساسيات المبرهنة 1 و 3 لا مشكلة بهم , فهم يمثلون حقائق تاريخية .
النتيجة المرغوبة لدى الكاتب متفق عليها كنتيجة مستقلة (اي سلبية الممارسات المذكورة لدى الكاتب) .
ولكن مفاتيح نجاح هذا البرهان هي الاساسيات 2 و 4 , ف 5 هي نتاج منطقي من تشابه وترابط 4 و2 فلا مشكلة به .
اذا اذا ثبتت النقاط 2 و 4 نجح البرهان في الوصول الى النتيجة المرغوبة .
C.8
من الصحيح ان كتابة النقطتان 2 و 4 شيء بسيط جدا , ولكنها يحتويان على مشاكل كثيرة , وهي صعوبة الاحاطة بالتاريخ الكامل للصوفية وتاسيس كامل لتعريف "الارادة" الغربية , مما يجعل اثبات هذه النقاط شيئا عسير الحصول , الا انه ليس بالمستحيل .
فاذا تأملنا قليلا هذه النقاط نرى أن البحث بأكمله هو صورة من اثباتهما ! وهذا امر مهم جدا لأنه يساعدنا على نقد الصورة الاجمالية للكتاب .
فالعنوان " عندما يكون العم سام ناسكا " يدلنا ليس فقط على موضوع الكتاب , بل على النتيجة الذي يريد ان يحصلها الكاتب , وهي اثبات ارتباط الصورة الغربية والصوفية , اي نستطيع ان نقول , ان نجاح البرهان هو موضوع الكتاب .
نجاح البرهان هو نجاح الكاتب في اثبات حقيقة سياسية واجتماعية ودينية , وفشل البرهان المتمثل بالنقطتين المفتاحيتين , قد يؤدي الى هدم الصورة المُراد اثباتها ..
C.9
النقطة الثانية هي التي نهتم باثبات نجاحها من فشلها , على الرغم من أني لا اؤمن بشيء اسمه "فشل" او "نجاح" رؤية تاريخية محددة , لأنني لا اؤمن بوجود المطلق المعرفي الا في عالم المنطق والرياضيات , فمسائل صحيح كليا او خاطئ كليا لا اظنها تنتمي الى عالم المجتمعات والبشر , لأنه بكل بساطة تكثر الاحتمالات والنظريات التي تكون عسيرة الاثبات , وهذا طبعا ما يسمى بالابيض والاسود , والذي قررت سابقا اني لا اؤمن بوجوده في عالم البشر .
على كلٍ , نعيد قراءة النقطة الثانية
2. هذه المواقف معروفة وموثوقة بشهادة التاريخ وبالوضع والفكر الحالي والتاريخي للصوفية .
كما قررت سابقا , فليس من السهل اثبات الامور بطريقة مطلقة خاصة بالتاريخ , وهذا يعيدنا طبعا الى الديالكتيك الهيجلي .
اطروحة + ضد الاطروحة = تركيب الاطروحة .
C.10
اما الاطروحة التي تتوقف على صحتها النقطة الثانية , فهي ان تاريخ الصوفية يقرر التالي :
1 . روحانية
2 . لا تسعى لتطبيق الشريعة
3 . لا تدعو الى جهاد الكفار بل الى مجاهدة النفس .
الآن دقت دقيقة الحقيقة .
كون الصوفية طريقة روحانية أمر بديهي لدى الصوفية , فالروح هي اساس وماهية الصوفية , ولكن يجب ان نفهم القوالب التي يضعها الكاتب في مسمياته .
وخصوصا اللعبة اللغوية التي يحاول الكاتب لعبها .
المقصود من الروحانية في نظر الكاتب لها دلالة , وهي الوصول الى النقطة رقم 3 , او الى الوصول الى نتيجة "تخاذل" الصوفية , او خذلانهم للمجتمع الاسلامي والمسلمين عبر التاريخ بسياساتهم .
على كل , لا يجب ان نقطع بهذا الامر , بل علينا الاتفاق بروحانية الصوفية , بل هي نابعة من تعريف الصوفية نفسه
اقتبس من ماري شيمل المستشرقة الرائعة في الكتابة حول الصوفية ( من الموقع الانسيكلوبيدي بريتانيكا) :

" التصوف، العقيدة الإسلامية والممارسة التي يسعى بها المسلمون لإيجاد الحقيقة عن طريق الحب الإلهي والمعرفة من خلال تجربة شخصية مباشرة من الله. وهي تتألف من مجموعة متنوعة من المسارات الصوفية التي تهدف إلى التأكد من طبيعة الإنسانية والله وتسهيل تجربة وجود الحب الإلهي والحكمة في العالم. "
فالأمر واضح على ان المذهب الصوفي مذهب روحاني يستهدف الباطن بامتياز .
للمزيد : https://www.britannica.com/topic/Sufism
C.11
حتى ولو اثبتنا روحانية المذهب الصوفي , وهو شيء مثبت ذاتيا من تعريف الصوفية نفسه .
ولكن حقيقة 2 و 3 هي التي تقود الى صحة النقطة الكبيرة 2 .
النقطة التي تهمني فعلا , والتي ارى الكاتب سعى كثيرا لنقضها ونقدها , هي النقطة الثالثة , اي عدم تأصل مسالة الجهاد في التاريخ الصوفي .
وهي التي ستقود الى فشل الاطروحة القائلة بالتخاذل التاريخي لدى الصوفية .
وهنا سأستعين بعدة مصادر أهمها الكتابين التاليين :
" تطور مفهوم الجهاد "
للكاتب محمود محمد احمد .
و "صور من جهاد الصوفية" لأسعد الخطيب .
C.12

ان ظاهرة "التنظير الصوفي" , او بروز الحركة الصوفية كحركة مؤسسة ومنظمة , بلغة معينة وبتفرع الطرق , ادى الى تحول الصوفية من فكر فرعي , الى مذهب كامل الجوانب وذو مدافعين ومؤسسين , طبعا نتحدث هنا عن القرنين الثاني والثالث الهجريين .
والاقتباس الذي ذكرته , هو خلاصة الحديث عن مفهوم الجهاد عند الصوفية , لا شك أن الصوفية ليس لديهم اعتبار ان الجهاد "الاصغر" (المفهوم المستورد
من حديث جابر بن عبد الله )
اعظم من الجهاد الاكبر , وهذا قادم من مذهبهم في اصولية الروح وعمق التجربة كأساس للمذهب الصوفي) .
فالكثير من الصوفية كانوا يرون في الغنائم الهائلة المكتسبة من انتصارات الفتوح الاسلامية كترف كبير , ومتاع مُبعد عن حياة الزهد الصوفية التي تكوّن اساس الحياة المثالية لكل تصوف , ولكن اعيد , المذاهب الصوفية متفرعة كثيرة , فهذه المفاهيم قد تكون نسبية بالدرجة طبقا لمقاييس المذاهب .
وسنبدأ بالاقتباس من الكتاب الاخر , وهو صور من جهاد الصوفية لأسعد الخطيب :
C.13
1. أبي طالب المكي (ت 386 هـ): "' ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"
الامام الغزالي :" إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص "2.
3.ابن عربي : "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."
4.العارف سهل التستري (ت 273هـ) : "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد"
اما في حقيقة مجاهدة الصوفية , فهي قد حصلت فعلا , وللعديد من رموز وعرفان الصوفية ! :
أبو اسحاق الفزاري اطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"
إبراهيم بن أدهم : قال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"
عبد الله بن المبارك:قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد ثغر المصيصة، فصحبه الصوفية..."
وقد افرد ابن الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني،منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط
واريد ان اركز بذكر ابو القاسم الجنيد البغدادي وهو من كبار الصوفية , والذي مدحه ابن تيمية بنفسه ! قال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال"
هذا في كبار زهاد الصوفية وعرفائهم , اما من المعروفين من القادة الصوفيين :
صلاح الدين الايوبي , محمد الفاتح , نور الدين زنكي , السنوسي , الامام شامل , العز بن عبد السلام , عبدالقادر الجزائري, عمر المختار ....

وهنا افردت بعضا فقط من الامثلة , والاستفاضة موجودة في البحث طبعا : http://www.reefnet.gov.sy/booksprojec...
وتحتوي على القصص مقتبسة من امهات كتب التاريخ الاسلامي .
مع ما ذكرناه , يجب الاعتراف بسقوط النقطة الصغيرة 3 , مما يؤدي الى سقوط النقطة الكبرى 2 , ولهذا فلا اظن ان البرهان , او اطروحة الكتاب تنجح في اثبات النتيجة المطلوبة .
C.14

هنا يقع الكاتب بمغالطة كبيرة جدا , وهي الخلط الواضح بين الصوفية والدَيْمومِيَّة
اي ال perennialism
و��و خطأ فادح لأن المذهبان مختلفان كل الاختلاف وهو ما يوضح فقر المرجعية الموضوعية لاحدى ابسط الاشياء في فلسفة الدين وتاريخ المذاهب .
C.15

مغالطة اخرى يقع بها الكاتب وهي مغالطة القناص Texas Sharpshooter
فهنا يختار الكاتب البيانات التي تدعم حجته ( وهي ذاتية طبعا) , ويستغفل عن ذكر بيانات اخرى .
والاجابة سهلة على هذه المغالطة , فقد يرد الصوفي بان ذكره لبعض امثال الصوفية لا ينكر اقتداءه بالرسول , بل لأن موضوع الحديث يطلب طلب قطعة من البيانات ولا يبرر ترك الاخرى عدم الايمان بها .
C.16

وقد بينت سابقا ان كبار رموز الصوفية كتبوا الكثير في الجهاد بل شارك به الكثير منهم .
اما نقطة جهاد الصوفيين ضد المستعمرين , فقد ذكرنا بضعا من الامثلة :
عمر المختار , السنوسي , الجزائري ...
طبعا مرة اخرى , على طريقة نقاش المنتديات , تبدو اللكنة الذاتية القاتلة لموضوعية هذا البحث الفكري ..
التكملة في التعليقات 👇👇
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,700 followers
February 15, 2017

"إن المشكلة الأساسية بالنسبة للغرب ليست الأصولية الإسلامية، بل هي في الإسلام نفسه الذي يُعتبر حضارة متباينة، أصحابها مقتنعون بتفوق ثقافتهم ويتملكهم هاجس الإحساس بدونية قوتهم."
-هنتنجتون





يجب التنويه إلى أن تقييمي للكتاب ليس لدرجة استمتاعي بقراءته، بل لأهميته وملامسته حقائق جليّة من الواقع المشاهد، في الوقت الحاضر.

______


* ما كان بالأمس استشراقاً هو اليوم مراكز بحثية مهتمة بشؤون العالم الإسلامي ولا تختلف في أهدافها عن السياق التقليدي للاستشراق.
* إبراز التصوف والعناية به من الجانب الأمريكي هو اهتمام في الأساس للمصلحة الأمريكية.
* ليس هناك ما هو غامض لدى المراكز البحثية، بل لديها من المعرفة بدقائق الفكر السلفي والصوفي ما يمنع عنها اللبس.
* موقف المراكز الأمريكية الإيجابي من الصوفية هو موقف سياسي نفعي لأهداف تعود لصالح أمريكا قبل كل شيء.
* هناك عداء من الصوفية للسلفية، وعداء قديم .. وذلك لصمود السلفية في وجه الشركيات الصوفية وكذلك عدم تقبل السلفية لأفكارها البدعية الغالبة.
* كانت علاقة الصوفية بالعلمانية علاقة دعم وتأييد وتقبل.
* بدأ التصوف أول ما بدأ زهداً تعبدياً موافقاً للكتاب والسنة إلا أنه غلا وانحرف عبر تاريخه.
* التصوف بأطواره القديمة والحديثة لا يقيم وزناً للقتال في سبيل .. وهذا لا ينافي وجود بعض الأبطال قديماً والذي كانو على نهج الصوفية.
* إن أحداث ١١ من سبتمبر حملت معها حرباً فكرية ضد منابع الإرهاب والتطرف الإسلامي!.
* وما كان من الحرب الفكرية إلا استهداف الدعوة السلفية الذي زعموا أنها منبع التطرف والعنف والإرهاب.
* تدرك أمريكا أن الشريعة ليست مجرد عقوبات وإجراءات جزائية فقط، وإنما هي منهج حياة بالنسبة للمسلمين، وهي التي ستقودهم إلى القوة والاستقلال على الصعيد السياسي.
* تبنت الحكومة بعد ١١ من سبتمبر الدعم القوي للصوفية والاعتراف بها والإعلان عنها للمصلحة فقط.
* العديد من الحكومات في العالم الإسلامي انسجمت مع التوجه الأمريكي.
* المتصوفة بشكل عام ليسوا سواء في إدراك التوجه الأمريكي الداعم للصوفية.


______


هذا الكتاب رسالة بحثية علمية تناولت مواقف البحوث الأمريكية من الصوفية بشيء من التفصيل الممل والذي يجعلك تتشبع الفكرة كاملاً من كثرة ما تكررت عليك وهذا أكثر ما أرهقني مع الكتاب. ولكن كوجهة نظر أخرى هو بحث متوسع ولابد أن يخرج بهذه الصورة المتشعبة والطويلة، والذي أراه استوفى النقاط بشكل كبير جداً وأكبر من المطلوب :)
123 reviews21 followers
September 5, 2017
أحسست بشيء يسير من الحلقات الناقصة استدلاليًا، وقد يكون ذلك من ضرورات تقصير البحث.
عامّة، الكتاب محكم، وملزم بإلزامات قوية جدًا للتصوف، ولرؤوس المتصوفة الذي يعيثون اليوم في الأرض فسادًا.
Profile Image for نجد.
423 reviews243 followers
March 30, 2020
"هذا الكتاب أيها القارئ الكريم يدور في مجمله حول مسألة -الإسلام الذي يريده الغرب- وقد قصدت فيه تحديداً الوقوف على حقيقة موقف أمريكا من الصوفية".

بعض الفوائد الواردة في الكتاب:

1- حَظوَة الطرق الصوفية لدى السَّاسة في تاريخنا المعاصر كتقريب الخديوي للبكتاشية والدولة العثمانية للختمية ومن بعدها الاستعمار البريطاني في السودان وكذلك حظوة التجانية لدى الاستعمار الفرنسي.

2- ثناء المستشرقين على التصوف واعتبارهم إياه الوجه الحقيقي للإسلام.

3- في المنتصف الأول من القرن 20 والذي يُعد الفترة الذهبية للاحتلال الغربي للعالم الإسلامي فقد جَهِد كبار باحثي التصوف من المستشرقين إلى رده إلى مصادر إسلامية! فثمّة شبهة تواطؤ بين المستشرقين وبين الاستعمار في مسألة التصوف.

4- بنظرة سريعة إلى بعض عقائد التصوف تتضح أبعاد الموقف الاستشراقي-الاستعماري فمثلاً عقيدة الرضا بالقدر في المفهوم الصوفي تُنتج الرضا بالواقع مهما كانت مرارته ، وعقيدة وحدة الوجود (لب الفكر الصوفي) تُنتج وحدة الأديان وبالتالي لا فرق بين دين وآخر! فهذا القبول بالكفار وذاك السكون هما من أعظم ما ينشده مستعمرٌ غربي لبلد مسلم! وهذا ما أدركه المستشرقون تماماً.
بل إن المستشرقين يدركون أبعد من ذلك عن التصوف فهم يدركون أنه تاريخياً كان سبباً من أسباب ضعف المسلمين وتدهور حضارتهم.

5- إن مما يزيد هذا التواطؤ المقيت بين المستشرقين والاستعمار في نشر التصوف وإحيائه في العالم الإسلامي أن -لويس ماسينيون- وهو الحجة في التصوف عند المستشرقين كان له مشاركات فعلية مع المستعمر الفرنسي فقد شارك بوصفه ضابط مشاة في معركة الدردنيل ضد العثمانيين وكان من ضمن الجيش الذي دخل القدس 1917.

6- موقف المستشرقين من عقائد التصوف كان موقفاً إيجابياً، ولم يؤثر عنهم ذم عقائد التصوف أو معارضتها. وهذا الموقف منهم يأتي منسجماً مع مصلحة الغرب الاستعمارية والتي قبلت التصوف وساندته بعد أن وجدت أنه يهزم روح المقاومة.

7- وقد تُوِّج هذا الإحياء الكبير لتراث الرمز الصوفي بأن خصصت اليونسكو عام 2000 للاحتفال بميلاد جلال الدين الرومي وابتدعت ميدالية قلدتها للرئيس الأفغاني المُعيَّن من قبل الاحتلال الأمريكي حامد كرزاي!

8- مصطلح السلفية عند المتصوفة مرادفٌ تماماً لمصطلح الوهابية.

9- إن النهاية التي وصلت إليها دولة الخلافة العثمانية لم تكن مفاجئة لمن تتبع خط سيرها قبل تاريخ إلغائها بشكل نهائي كدولة خلافة إسلامية ليحل محلها الجمهورية التركية العلمانية حيث سُبقت هذه النهاية بجرعات من التغريب العلماني والذي تناولته الدولة العثمانية -طواعية- على أنها البلسم الشافي من أدوائها فكان به زوالها!

10- موقف الصوفية من الاستعمار كان مخزياً إذ لم يقتصر الأمر على ترك مناجزته بل تعاونوا معه وعادوا مقاوميه!
Profile Image for Norah Alohali.
138 reviews61 followers
December 31, 2020
بحث موسّع عن موقف الغرب من الصوفية
حقائق ومعلومات مهمة عن جهود مراكز البحوث الغربية في دعم التصوف ورعاية الطرق الصوفية وأسباب ذلك.
Displaying 1 - 5 of 5 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.