يتناول المفكر الإسلامي الكبير محمد قطب في هذا الكتاب عددا من الأخطاء العلمية الموضوعية التي يقع فيها من يتخذ المفاهيم الأوربية والمعايير الأوربية منهجا لهم في الحديث عن الإسلام
محمد قطب إبراهيم كاتب إسلامي مصري, له عدة مؤلفات. وهو أخو سيد قطب ، وكان يقيم في مكة المكرمة قبل وفاته.
مثل الأستاذ محمد قطب علامة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركة الإسلامية المعاصرة ، فهو صاحب مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية ، وهو يربط بين الفكر والواقع عبر العديد من مؤلفاته التي حاولت تفسير الواقع أيضا من منظور إسلامي ،
من كتبه: قطب في تأسيس مدرسة إسلامية ذات طابع حركي داخل الجامعات الســعودية عبر إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية . ينبه محمد قطب في كتبه إلى خطر الصدام مع الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم العربي قبل القدرة عليه ، وقبل أن يفهم الناس ـ المحكومون بهذه الأنظمة ـ معني كلمة التوحيد وضرورة الحكم بما أنزل الله ، واستدل على ذلك بقوله تعالى: ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ). واستطرد محمد قطب قائلاً : إن قيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعي والخبرة التي تمكنها من إدراك خطر التورط في مواجهة مع النظام السياسي . يرى محمد قطب أن موقف الغرب من الإسلام هو موقف صليبي واضح ، وما يقول عنه الغرب: "إنه تسامح مع الإسلام " ، إنما هو في الحقيقة مجرد شعارات فارغة. وتوقع أن تكون أوضاع الأقليات الإسلامية في الغرب ـ وأمريكا خاصة ـ في منتهى الصعوبة والخطورة ، ونبه المسلمين هناك للاستعداد للأخطر والأسوء.
كتاب المغالطات لـ محمد قطب وهو يعتبر أول كتاب أقرأه له بإستثناء قرائتي لكتاب التربية الإسلامية وأنا صغيرة. قرأته مرتين متتاليتين حتى أرسخ أفكاره في عقلي إستعدادا للقرائات القادمة من كتب في التاريخ مثل قصة الحضارة وغيرها من الكتب.
الكتاب يتكون من قرابة ال100 صفحة، والتي توضح المغالطات التي يبني عليها العلمانيون بعض دعاهم من الخوف من العودة الى الدولة الدينية، ودعواهم للحداثة. رغم ان الكتاب مر عليها سنوات عدة ولكنه لا زال يطابق أيامنا هذة. وأضحى الكاتب بدلائل من التاريخ وإستشهادات من مختلف المؤرخين مما أتاح لي قرائات جديدة في هذا المجال، ومنها للكاتب الرائع والمؤرخ هـ. جـ. ويلز.
يوضح محمد قطب ان التوحيد يشمل أمورا ثلاث وهي: توحيد الله في الإعتقاد، توحيد الله في العبادة وتوحيد الله في التشريع. وأشار ان الإخلال بأي من الثلاث ينقض الإيمان. وأروبا لا تجادلنا في الإعتقاد أو العبادة، وإنما يجادلونا في التشريع ويتبعهم مثقفونا العلمانيين
وهذة قلة قليلة من الإقتباسات التى أعجبتني وودتها مشاركتها:
"نقول للعلمانيين أن العبد المقلد لا يقدر على الإيجابيات، إنما يقدر فقط على السلبيات، لأنها لا تقتضي منه أكثر من فك الرباط! أما الإيجابيات فتحتاج الي عزيمة صادقة، وعمل جاد، ومثابرة على بذل الجهد، وتلك كلها لا يملكها العبد المقلد، بحكم أنه عبد"
"والترف والفسوق والفجور والاغماس في الشهوات قد يشغل زمنا فتذهل عن أسئلتها ولا تبحث -بوعيها- عن الإجابة. ولكن ذلك ينعكس في اللاوعي، في الأعماق فيظهر في صورة قلق نفسي، أو إضطراب عصبي، يلجأ صاحبه - للهروب منه - الي الخمر والمخدرات .. أو يلجأ الى الجريمة. والدين وحده هو الذي يجيب على أسئلة الفطرة الإجابة التي تطمئن لها القلوب: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴿٢٨﴾
جزا الله محمد قطب خيرا على هذا الكتاب، نفعنا الله وإياكم بها وجعلها في موازين حسناته.
أعتبر الكتاب إختصاراً لكتاب محمد قطب السابق "مذاهب فكرية معاصرة" تحدث هنا لنقد عدة عبارات شائعة أو حتى أفكار لكن بشكل مختصر كما هو معلوم محمد قطب يرد عليها من مبدأ إيمانه بالإسلام و بالعقيدة و بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة تحدث عن القروسطى (القرون الوسطى) و العقلانية و الثيوقراطية (الحكومة الدينية) و الموقف من الآخر، والحداثة وما بعد الحداثة أعتقد أن الأربعة الأولى كان رده عليها مقنعاً، لكن فصلي الحداثة ومابعدها كرر فيها بعضاً مما قاله سابقاً أكثر ما أعجبني في الكتاب ماقاله حول العقلانية بأن الإسلام خاطب المسلم من خلال عقله و وجدانه، فعندما يستحق الموقف التفكير فيخاطب عقله، وعندما يحتاج الموقف للتأمل يخاطب فيه الوجدان
الكتاب صغير يقرأ في جلسة واحد كالمطار أو استراحة طبيب الأسنان و هكذا :)
في ظل هذا التخبط الذي نعيش فيه ، وتلك المفاهيم المغلوطة التي تمﻷ مجتمعنا .. لا بد من وجود مثل تلك الكتب . أول كتاب أقرؤه لمحمد قطب .. يتحدث عن بعض المفاهيم التي فهمت خطأ ﻷننا سرنا فيها وراء الغرب وحسب ، ولم نقس تلك المفاهيم بحسب تاريخنا وحالنا .. الكتاب طبعا صغير ومختصر ، لكنه مفيد - كبداية - في هذا المجال .
هذا الكتاب يصور لنا اصل الفكر العلماني و مايدعو اليه هؤلاء من نبد للدين اقتداء بالاوروبيين لكونه كما يزعمون يؤدي الى التخلف إلخ، و هذه مغالطة خطيرة، فالكاتب يوضح اصل الوضع الذي آلت اليه اوروبا بتركها للدين انطلاقا من الاستبداد الكنيسي في القرون الوسطى و التخلف والانحطاط في كل جوانب الحياة التي عرفته اوروبا في تلك الفترة من الزمن، ولا يصح ان نربط ذاك الانحطاط في فترة من الزمن وفي مكان معين بالدين فالسائد حينذاك هي سيطرة رجال الدين على الحياة واستغلالهم للدين... حيث انتهت هته الفترة حين بدأ عصر النهضة الذي اتسم بدوره بنبذ الدين... وتصور العلمانيين خاطئ حيث ان اصل المشكل ليس في الدين بل في استغلال الكنيسة الخاطئ له... وبذلك لم يكن عليهم نبذ الدين بل نبذ النضام الكنسي السائد حينذاك... مع العلم ان العالم الاسلامي كان يعيش في نفس الفترة ازدهارا عظيما، حيث ان النهضة الاوروبية لم تكن لتوجد لولا الرجوع لما وصل اليه المسلمون في شتى المجالات... لذا فذك التخلف ليس راجعا الى الدين بل الى استغلاله... و الكتاب يتحدث عن مواضيع شتى تندرج في نفس السياق لم يسعني ان اذكرها في هذه النظرة العامة عن الكتاب
بالرغم من أن هذا الكتاب استعرض كم من المعلومات لا يخفى على الجميع، إلا أن طريقة السرد والربط والاستدلال كانت مسترسلة جميلة وسلسة.. كما أنه كتاب خفيف حيث لم يتجاوز المئة صفحة "مراح ومُستراح"..
هنا بعض مما اقتبست: __________________________________________
"ولكن الطغيان الذي نشأ ابتداء من تحول رجال الدين إلى كهنة، وصيرورتهم وسطاء بين العبد والرب، لم يكن -بطبيعته- ليقف هناك عند عالم الأرواح والقلوب، إنما كان من شأنه أن يمتد إلى ميادين أخرى، كما هي طبيعة الطيغان في جميع العصور!"
"فإن كبار رجال الكنيسة كانوا يقفون في مائة ساحة من ساحات الأسواق في أوربا ليراقبوا أجسام أعدائها -وهم في غالبية الأمر قوم فقراء لا وزن لهم- تحترق بالنار وتخمد أنفاسهم بحالة محزنة، وتحترق وتخمد معهم في نفس الحين الرسالة العظمى لرجال الكنيسة إلى البشرية، فتصبح رمادًا تذروه الرياح"
"وكانت نتيجة ذلك كله هي الانقلاب الرهيب الذي أحدثته "النهضة" في الحياة الأوربية، الانقلاب الذي نقل الناس من دين أخروي يهمل الحياة الدنيا إلى دين دنيوي يهمل الحياة الآخرة، من دين يعظم الله بتحقير الإنسان إلى دين يؤله الإنسان بدلًا من الله، من دين يحتقر الجسد ويكبت طاقاته إلى دين يمجد الجسد بكل نزواته ويرفض الضوابط، من دين يحجر على العقل إلى عقلانية تحجر على الدين، من دين بلا علم إلى علم بلا دين، ومن دين بلا حضارة إلى حضارة بلا دين!"
"ومرة أخرى نقول: إن أوروبا حرة تقول في دينها ما تشاء، وتفعل بدينها ما تشاء.. ولكن ما بالنا نحن الذين اختلفت تجربتنا مع الدين اختلافا جذريًا نتبع سننهم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه!"
"لأوروبا أن تصرخ كما تشاء: لا تعودوا بنا إلى القرون الوسطى.. لأن القرون الوسطى في تجربتها هي الظلم والظلام. أما نحن فلماذا لا نعود إلى تجربتنا الحية المشرفة المتفتحة الموارة بالنشاط والحركة في كل اتجاه؟!"
"ليس في الإسلام رجال دين! لا توجد فيه هيئة "إكليروس" ذات مسوح خاصة، ولها "قداسة" ولها سلطان روحي على الناس، مستمد من كونها وسيطًا بين العبد وربه، رضاها من رضا الله، وغضبها من غضب الله، إنما فيه علماء وفقهاء، يوقرون لعلمهم، وعلى قدر عملهم، ولكن لا قداسة لهم، ولا عصمة لهم كذلك فيما يقولون وما يفعلون، فكلهم يؤخذ من كلامه ويرد"
"ويبقى الإسلام هو الإسلام كما أنزله الله، لا يتفيؤ من كلاسيكي إلى وسيط حديث"
"فإذا نظرنا إلى الواقع التاريخي الإسلامي فقد حدثت ولاشك مخالفات شتى في تطبيق الشريعة، نتجت عنها مظالم ... وعلاج ذلك لا يكون بإلغاء الشريعة ... إنما بتربية الأمة التربية الصحيحة التي تضمن التطبيق السليم"
" "إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع" رواه مسلم "
"كان الانقلاب انتقامًا من الكنيسة، وتشفيًا فيها، ومحاولة لمحو كل آثارها! و"مثقفونا" قد لا يصدقون أن "العملاق" الأوربي يتخبط في سيره من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لأنهم يرونه في بهرتهم مستقيم الخطى، صاعدًا أبدًا إلى الذرى، مالكًا لأمره في كل مرة، يحسب حساب كل خطوة قبل أن يخطوها، ويتحرك حسب منهج مدروس!"
"ولكن فورة الغضب لم تكن عاقلة .. ومتى كان الغضب -في فورته- يخضع لميزان العقل؟!"
"لم يقل لنين ولا غيره ممن يدافعون عن اليهود لماذا يقع هذا التمييز المجحف عليهم! لماذا يكرههمةالناس؟ أمن أجل لطف معاشرتهم ودماثة أخلاقهم وحسن تعاملهم مع الآخرين أم بسبب نقيض ذلك كله؟"
"إن الإسلام يخاطب "الإنسان" كله، عقله ووجدانه في آن"
"وهكذا يلاحق الخلل الحياة الأوروبية في كل مرة، وتعجز عن استيعاب الكيان الإنساني المتجمع في كل مرة. والإسلام هو الرشد. هم المنهج المتكامل المتوازن، الذي يأخذ "الإنسان" كله: جسمه وعقله وروحه، عمله وفكره، دنياه وآخرته، ضروراته وانطلاقاته، حسياته ومعنوياته.. جميعها في آن"
"نقول إن الأمة اليوم في أسوأ حالاتها .. وإنها بلغت حدًا من السوء لم تبلغه في التاريخ. فلا هي تمارس دينها الحق ممارسة سليمة، ولا هي عالجت أمراضها التي ألمت بها في مسيرتها التاريخية نتيجة بعدها التدريجي عن حقيقة دينها، ولا هي خلال ما يزيد على قرن من الزمان في محاولة الأخذ من الحضارة الأوروبية قد استطاعت أن تكتسب إيجابيات هذه الحضارة -وفيها ولا شك إيجابيات كثيرة وهائلة إلى جانب السلبيات الكثيرة الهائلة- بل إنها أخذت من سلبياتها ما أضافته إلى أمراضها الذاتية، فأضافت سوءًا على سوء، وتخلفًا على تخلف، وضعفًا وهوانًا وتبعية ومذلة.."
"لقد تضافرت عوامل كثيرة في تكوين ذلك "المفكر الحر" في عصر النهضة، كان من أبرزها -وإن أنكرت أوروبا ذلك وكرهت أن تقر به- بدء إحساس أوروبا -بعد احتكاكها بالإسلام- بما كانت تعيش فيه من الظلام دون أن تدرك أنه ظلام، وتكون الرغبة عندها في الخروج من ذلك الظلام إلى النور، بعد ما رأت كيف ينطلق "الإنسان" -في العالم الإسلامي- مفكرًا ومبدعًا وعالمًا وناشطًا في مجالات الحياة المختلفة بلا معوق يعوقه عن الانطلاق."
"وما كانت الشورى لتكون قاعدة أساسية من قواعد المجتمع المسلم ينص عليها القرآن نصًا لو أن الخلاف في الرأي كان غير جائز! وإلا فما مجال الشورى إذا كان الرأي تقوضه جهة معينة فيلتزم به الجميع؟!"
"فمن ذا الذي يزعم أنه أحكم من الله، وأعلم من الله، وأقدر على معرفة الحقائق من الله، حتى يكون من حقه أن يضع كلام الله على ميزانه، فيقر منه ما يقر، ويعترض منه على ما يشاء؟!"
"كيف يتأتى لعقل -سوى- أن يترجم "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" إلى: أنه يمكن أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه .. ثم يكون بعد ذلك "مؤمنًا" بصحة النص؟! إلا أن يلغي "العقل" ذاته، ومعاييره، ومفاهيمه.. أو يقر بأنه "غير مؤمن" بما يدعى الإيمان به!"
"لقد عرف المسلمون قبل أوروبا بقرون، أن هناك أسبابًا تؤدي إلى حدوث الأشياء، فلم يجعلهم ذلك يكفرون بالله، ولا جعلهم يضعون العلم بديلًا من الدين. ذلك أنهم أدركوا أن مسبب الأسباب -سبحانه- هو الذي أنشأ الأسباب، وأجراها على النحو الذي تجري عليه، فزادتهم معرفة الأسباب قربًا من الله لا بعدًا عنه" "إنما يخشى الله من عباده العلماء" "
"هذا الشقاء الذريع الذي تقاسيه البشرية تحت وطأة الجاهلية الحاكمة في كل الأرض.. هذا العذاب القاتل الذي يصوغ حياة الناس.. هذا القلق المدمر للأعصاب.. هذا الفساد الذي يوقع المظالم بالناس: في السياسة والاقتصاد والاجتماع والأخلاق وعلاقات الجنسين والفن.. وكل شيء.. هذا -بذاته- عامل من العوامل التي ستعيد الإنسان إلى الله"
"وحين تعود أوروبا إلى الدين، فسيجد العلمانيون أنفسهم في مأزق!"
"وفي يوم من أيام المستقبل أراه قريبًا ويرونه بعيدًا سيقف العلمانيون ذات الموقف من قضية الدين، حين تعود أوروبا إلى الدين! "ويومئذ يفرح المؤمنون ¤ بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم" "
نقول للعلمانيين إن العبد المقلد لا يقدر على الإيجابيات إنما يقدر فقط على السلبيات ، لإنها لا تقتضي منه سوى فك الرباط ! أما الإيجابيات فتحتاج إلى عزيمة صادقة وعمل جاد وتلك كلها لا يملكها العبد المقلد بحكم أنه عبد...
<\b>
كتاب رائع يتحدث عن المغالطات التي يقع فيها المثقفون العرب ( العلمانيون خاصة) عندما يتخذون المفاهيم والمعايير الأوروبية منهجا لهم للحديث عن الإسلام. التي حسب رأي الكاتب لا يعتذر عنها حسن النية ولا الإخلاص لإنها بالمقاييس العلمية المنطقية لا تثبت ولا تستقيم . ومن أهم تلك المغالطات :
1- رفض معظم المثقفون العرب – تحت تأثير الغزو الفكري - العودة للحكم الإسلامي وهيمنة الدين على كل جوانب الحياة العامة متخذين التجربة الأوروبية في فترة العصور الوسطى- وهي الفترة التي عرفت أيضا بعصر الظلمات والجهل إثر وقوع أوروبا تحت الحكم الكنسي وهيمنة رجال الدين- وما أسفرت عنه تلك الفترة من إنتشار للظلم والظلمات بشكل عام في أوروبا . وهي تجربة يقول عنها الكاتب أنها كانت تجربة خاصة بأوروبا وحدها ودينها المختلف قلبا وقالبا في احكامه وشرائعه عن الدين الإسلامي – لا يعنينا من أمرها شيئ لاختلاف ظروفها وأحوالها عن التجربة الإسلامية - إذ أن الحضارة الإسلامية في تلك الفترة كانت في أوج إزدهارها وتألقها تحت راية الإسلام.
2- إعتماد المثقفون العلمانيون مصطلح " الحكومة الثيوقراطيه " أو" الحكومة الدينية "عند وصف الحكومة الإسلامية - التي طبقا لنا كمسلمين يجب أن تُعرف على أنها الحكومة التي تحكم بما أنزل الله – وهي مصطلحات أوروبيه تستخدم في أوروبا لوصف فساد أي حكومة تقوم على أساس الدين بعد تجربتها السيئة في العصور الوسطى ، فهو مصطلح اوروبي إذًا يرمز إلى الفساد والظلمات والحجر على عقول الناس تستخدمه أروبا لفصل الدين عن السياسة وعزل الدين لإيجاد" حكومة مدنية " لا تربطها صلة بالدين -الذي أحتكر بعلاقة خاصة تتكون بين العبد وربه فقط لا شأن لها بواقع الحياه - في حين أن الحكومة الإسلامية تعريفها قائم على الحكومة التي تحكم بما أنزل الله في كتابه وهي بالتالي حكومة بعيده كل البعد عن أي شبهة من ظلم أو فساد أو جهل ، فهل يجوز لنا وضع الإسلام على الموازين الأوروبيه ثم قياس النتائج على تلك المقاييس وتعميمها لندعوا لاحقا لتقليص دور الدين وحصره في المساجد والبيوت لمواكبة التطور وعدم تكرار الأخطاء السابقه التي وقعت في أوروبا في عصورها المظلمة!!!!!
3- العقلانية التي تدعو إليها أوروبا اليوم – ومثقفينا العلمانيين تباعا – تدعو الإنسان للتحرر من روابط الدين والإله الذي ترى لا حاجة لوجوده في ظل العلم التجريبي الذي أثبت قدرته على تفسير كافة الظواهر الطبيعيه وإستنساخها ، هي عقلانية منقوصه ، فإن العقل إذا ما شب عن الطوق بعيدا عن الله يفسد ، وهذا ما نراه اليوم في المجتمعات الأوروبيه التي إنتشر الفساد فيها والإنحلال الاخلاقي ولعل الأزمة الأقتصادية التي تمر بها أروربا إثر إعتمادها على الربا خير دليل على ان عقل الإنسان بحاجة دائمة إلى وصاية الله عليه . لكن ما ترتب عليه إنقياد المسلمين الأعمى لتقليد الغرب هو فشل بكافة المقاييس ، فلا نحن نجحنا في العودة للدين الإسلامي الحق ولا إستطعنا إكتساب بعض إيجيابيات الحضارة الأوروبيه التي لهثنا وراءها سنين طوال غير أننا دون أدنى شك تفوقنا في إستيراد كافة سلبياتها وآفاتها التي إنعكست على واقعنا الحالي من تخلف عن ركب الحضارة وإنحراف عن الدين .
4- أسباب إنحراف الأمة الأسلامية في الوقت الحاضر هو إنحرافها عن الدين الذي هو الطريق القويم ، أما اوروبا فكان إبتعادها عن دينها هو سبب لخروجها من عصر الظلمات إلى عصر النور وليس ذلك بسبب الدين بشكل عام بل هناك فرق شاسع ما بين الدين الاوروبي والدين الإسلامي وكلاهما له ميزانه الخاص لاختلاف أحكامه وشرائعه التي تفرض إختلاف مقاييسه . فلا يجوز إذا المناداه بالتحرر من الدين لإطلاق الحرية في الفكر والإبداع الفردي التي إحتكرتها الكنيسه وحجرت عليها بينما كفلها الأسلام لأفراده وحرص على رعايتها وتنميتها.
رحم الله مفكرينا المسلمين وجزاهم عنا وعما ما نقلوه لنا من فكر وعلم كل خير
كتاب مهم يتناول فيه كاتبه مجموعة من القضايا أبرزها التيار العلماني في بلاد المسلمين فيشرحه و يحلله بطريقة منطقية سلسة مليئة بالأدلة و الأمثلة فيجعل القارئ لا يملك إلا موافقته. كما تناول معها قضايا مرتبطة بالعلمانية كالعقلانية و الحداثة بنفس الأسلوب العالي.
تعجبني مثل هذه الكتب فيها إعتزاز بالهوية الإسلامية بأسلوب موضوعي وتبريري (يوضح لك لماذا) ومقنع وواقعي وغير منحاز ليمين أو يسار بين إفراط أو تفريط يعيبه فقط التكرار
الكتاب يبين مدى عبودية العلمانيين للغرب وافتتانهم بهم، وينعى على التقليد الأعمى الذي به يطالب علمانيو البلاد المسلمة نبذ الدين، ويبين أن ما بعد الحداثة هو الإيالة إلى الإسلام لا محالة..
هو كتاب مهم يوضح الكثير من المفاهيم والمعتقدات الغربية التي جلبها بعض المثقفين .. وأرادوا تطبيقها على العالم الإسلامي ومفاهيمه .. فيصور الكاتب أصل الفكر العلماني .. وكيف بدأ .. ومتى انتقل للدول ا��إسلامية .. فبدأ بالقرون الوسطى ومن ثم تطرق لعهد التنوير والأسباب التي أدت لانفصال الشعب عن الكنيسة والبعد عن الدين .. ولا يستنكر الكاتب التطور الذي حصل في أوروبا .. ومنها يؤكد الكاتب أن على المسلمين أن يجلبوا المنافع .. ويبتعدوا عن التقليد الأعمى .. فللغرب دينهم ولنا دين مغاير مكتمل مشرع من الله تعالى .. أما دينهم فهي عقيدة بلا تشريع .. وهو من وضع البشر .. كتاب صغير وجميل .. وماتع بالرغم من معرفتي وقناعتي المسبقة من قبل أن أقرأ هذا الكتاب .. لكنها إضافة على إضافة أكبر وأعمق وأشمل .. بالأدلة والبراهين .. أنصح به ..
بعض الاقتباسات ..
( وقام المثقفون العرب من جانبهم ليؤدوا واجبهم في مهاجمة الإسلام وفكره وتطبيقه وتاريخه،لعلهم بذلك يطفئون الجذوة أو يحدّون من أخطاءها ) !..
( حين اعتنق قسطنطين النصرانية، او ادعى اعتناقها كما يق��ل فريق من المؤرخين الأوروبيين أنفسهم، منذ ذلك الحين بدأ نفوذ رجال الدين يزداد، وبدأ الدين يأخذ مكانه في حياة الناس، ولكن ما الدين الذي عرفته أوروبا، ومارست تجربتها لدينية من خلاله في قرونها الوسطى المظلمة ) !..
( فكل دين يمارس عقيدة بلا شريعة يتحول رجال إلى كهنة ووسطاء بين العبد وربه، لهم سلطان على أوراح الناس وقلوبهم، رضاهم من رضا الرب ) ..
( فإنه تبقى هناك حقيقة واقعة، وهي أن الكنيسة وقفت ضد التقدم العلمي بضراوة بالغة، وعدته لوناً من ألوان الكفر لا يسعها السكوت عليه ) ..!..
( وأصبح الشعار المرفوع: آمن ولا تناقش، حتى جاءت النهضة وجاء عهد الاصلاح ) ..
( وكانت نتيجة ذلك كله هي الانقلاب الرهيب الذي أحدثته النهضة في الحياة الأوروبية . الانقلاب الذي نقل الناس من دين أخروي يهمل الحياة الدنيا إلى دين دنيوي يهمل الحياة الآخرة، من دين يحتقر الجسد ويكبت طاقاته إلى دين يمجد الجسد بكل نزواته ويرفض الضوابط ) ..
( إذن فقد كان هناك فارق ضخم بين ظلام القرون الوسطى في أوروبا والإشراقة الصخمة للإسلام في ذات الفترة ) ..
( إنما تطلق أوروبا مصطلحاتها الخاصة على التاريخ البشري كله غروراً منها، على اعتبار أوروبا هي العالم، وتاريخها هو تاريخ العالم ) ..
( إن الذين يريدون العودة إلى الإسلام يريدون العودة إلى ظلمات القرون الوسطى المظلمة .. ويالها من مغالطة يتعمدها الغزو الفكري ) ..
( ولقد أهمل الأسبان المسيحيون في التاسع تراثهم القديم إيثاراً من للتراث العربي ) ..
( ولكن هذا التأثير الجارف قد أزعج الكنيسة الأوروبية إزعاجاً جاوز الحد وكان من أفعل الوسائل: محاكم التفتيش .. ولنذكر بالنسبة إلى الوسيلة الثانية - ما انتشر في كتاب الأوروبيين في تلك الفترة من بذيء للرسول ﷺ .. ونجحت الوسيلتان - ولا شك - في إبعاد أوروبا عن الإسلام ) ..
( ويعمد المثقفون عندنا إلى وصف الحكومة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله بأنها حكومة دينية، أو حكومة " ثيوقراطية " ليلصقوا بها كل فظائع الحكومة الثيوقراطية الأوروبية وشناعتها ) ..
( إنما يجادل أوروبا في قضية التشريع ، ومن ثم يجادل العلمانيون عندنا في القضية اتباعاً لأوروبا ) ..
( ويقال إن الحكومة الثيوقراطية في أوروبا كانت شراً وفساداً وظلماً وظلاماً، وكذلك تكون كل حكومة تحكم بالدين فلابد إذن من إقصاء الدين عن السياسة، وإيجاد حكومة مدنية لا تحكم بما أنزل الله ) ..
( كما أن هذا التقسيم: كلاسيكي ووسيط وحديث ومعاصر وهو تقسيم أوروبا لتاريخها، قد يكون منطقياً مع ذلك التاريخ. أما تلبيسه على تاريخ الإسلام فإذا صنعه المستشرقون لغايات في نفوسهم ، فلا يجوز لنا نحن استخدام مصطلحاتهم ولا تقسيماتهم، ونحن نملك مصطلحاتنا الخاصة وتقسيماتنا الخاصة التي استخدمها المؤرخون المسلمون: عصر صدر الإسلام - العهد الأموي ) ..
( والدين المنزل من عند الله، المطلوب العمل به من مبعث رسول الله ﷺ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لم يقصد به سبحانه وتعالى تجميد الحياة على صورة واحدة لا تتجدد ولا تنمو ولا ترتقي .. وإنما على العكس منذ ذلك كلف الإنسان بعمارة الأرض ) ..
( ولكن إذا ألغينا الدين، واتخذنا العقلانية بدلاً منه، فعندئذ لن يقع ذلك التمييز المجحف على اليهود، وسيعيشون في المجتمعات التي يعيشون فيها بغير تمييز، ومن أجل ذلك يقوم اليهود بنشر العقلانية في مواجهة الوجدان الديني ) ..
( وفي دين الله الصحيح يُدعى العقل للعمل بكل طاقته، وفي جميع المجالات السوية التي خلق من أجلها ) ..
( وقد نما الفقه الإسلامي نمواً هائلاً، بإعمال العقل، وكان هذا استجابة مباشرة لأمر الله تعالى وتوجيهه : " لعلكم تعقلون " " لعلكم تذكرون " " لعلكم تتفكرون " " أفلا يتدبرون القرآن " ) ..
( فماذا يريد عقلانيو اليوم، الذين يدعون إلى عقلانية تقوم مقام الدين، أت تزيحه لتأخذ مكانه ) ..
( إذا كنا قد عبنا على " المفكر الحر " الغربي على الرغم من كل دوره في " التنوير " وإخراج أمته من بعض ظلماتها. أنه قد شطح بتأثير الانفعال غير العقلاني، فأنكر مافي دينه من الحقائق، مكايدة للكنيسة وطغيانها، فأدخل أمته في ظلمات من نوع جديد ) ..
( فزاد من إحساس أوروبا أو من توهمها، أن نبذ الدين هو أساس التقدم، وأساس تحقيق إنسانية الإنسان ) !..
( وجاء دارون بنظريته التي أكد فيها حيوانية الإنسان وماديته، فتلقفها اليهود، ونشروها في الآفاق، وهم يدركون آثارها السامة بالنسبة إلى العقيدة ) ..
( ومهمة الأمة الإسلامية أن تدعو البشرية كلها لهذا الدين .. ولكن عليها - لكي يستمع الناس لدعوتها - أن تعود هي أولاً إلى حقيقة دينها، وتمثله تمثيلاً صادقاً ليرى الناس النموذج الواقعي الذي يشرح الدعوة شرحاً واقعياً لا بمجرد الكلمات ) ..
في 93 صفحة يشرح محمد قطب معنى العلمانية اذا لم يكن لك اطلاع على العلمانية وكيف بدأت من القرون الوسطة الى غاية اليوم فأنصحك بهذا الكتاب هذا الكتاب هو من ابسط الكتب في شرح العلمانية و نقذها ، تستطيع من خلاله ان تأخذ نظرة شاملة حول العلمانية و كيفية عملها وعيوبها
1- العودة الى القرون الوسطى : يعطي هنا نظرة تاريخية حول ظهور العلمانية طرح مميز
2- الحكومة الدينية : أوما يعرف بالثيوقراطية ، بختصار عندما لم تنجح الكنيسة في اليسطرة على اوربا بعتبار هذه الاخيرة عبارة عن حكومة دينية تم تعميم ان الدين لا ينفع لأن يحكم ومنه الاسلام لا يصلح لأن يكون في الحكم
3- العقلانية : كيف كانت الكنيسة تحارب العقل و المفكرين ؟ كل هذا بسبب الصراع بين الدين و العقل وكيف ابتعدت العقلانية عن الدين ؟ يجب على هذه التساؤولات في هذا الفصل اما الاسلام فلا يوجد صراع بين العقل و الدين ، لان الدين اصلا يتوصل اليه بالعقل و بالقناعة
3- موقفنا من الاخر الاخر هو المفكر الحر الذي يظهر انه يخرج امته من الظلام الى النور و الذي ينبغي الاعتراف به وهنا محمد لا ينكر المفكر الحر بل ينكر خطأ تفكيره ، ويقول ان الامة بحاجة الى مفكرين يخدموها لا يدروها ويزيدونها من الشبهات
4- الحداثة كما قل محمد قطب : مرجبا بالحداثة .. لكن اي حداثة ؟
5- مابعد الحداثة يتكلم هنا عن ان النهاية ستكون لحكم الله
القروسطية ، الثيوقراطية ، الآخر مدلولات أوروبية بحتة لا علاقة لها بالعالم الإسلامي وليست من متعلقات الانسان بما هو انسان انما هي مدلولات تمخضت عن التجربة التاريخية الأوروبية التي تختص بها دون غيرها من الأمم وسحب هذه المدلولات على الحالة العربية الاسلامية مغالطة بحسب محمد قطب أما العقلانية فهي دعوى تقلبت حسب المُعطى التاريخي /الاجتماعي الأوروبي فكان غرورًا عقليًا مستقى من المؤلفات اليونانية في عصر النهضة ثم صار تجريبيًا صرفًا بعد النزعة العلموية مع احتفاظها بصدامها الإنفعالي مع الدين ونقول انفعالي لأنه وبحسب محمد قطب كان من المفترض الفصل بين شريعة الإله و حكم الكهنوت الذي صادر العلم وهذا كله من متعلقات اوروربا التي لايصح اعتبارها تراكمًا من التراكمات الانسانية بالضرورة ؛ ثم يمضي في انكار اسقاط هذه المفاهيم واستخدام هاته المعايير في معظم فصول الكتاب حتى ينتهي الى التبشير بالعودة البشرية الى الله في فصله الأخير المُعنون بـ " مابعد الحداثة " . ا.هـ
كتاب جد ماتع عرض فيه المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ محمد قطب لبعض المفاهيم التي نقلها العلمانيون من الثقافة الغربية وطبقوها (بالفهم الغربي) على المجتمعات الإسلامية دزن أن يدركوا البون الشاسع بين الثقافتين والدينين والحضارتين. أولى هذه المفاهيم كانت مفهوم العصور الوسطى (والذي يرمز به بعض مفكري اليوم للتخلف والظلام) وفرق في هذا الفصل بين الحال الذي كانت عليه دولة الإسلام في القرون الوسطى من تقدم وازدهار وبين نظيرتها الغربية. ثم عرض بعد ذلك لمفهوم الدولة الدينية ومعناه لدى الغرب ومدى صدق هذا المفهوم في الإسلام. كما تحدث عن العقلانية والموقف من الآخر والحداثة. وختم الكتاب بالحديث عن حال الأمة الإسلامية فيما بعد الحداثة واستبشر بعودة الإسلام للقيادة والريادة. نصيجة لا تفوتنك قراءة الكتاب.
هذا الكتاب يعد أحدث ما كتب محمد قطب في سلسلة رده على مغالطات العلمانيين التي يشيعونها عن الإسلاميين والفكر الإسلامي، ويخص منها في هذا الكتاب خمسة مغالطات شهيرة يدرجها تحت هذه العناوين الخمسة: العودة إلى القرون الوسطى، والحكومة الدينية، والعقلانية، والحداثة، وما بعد الحداثة. وهو كتاب صغير في حجمه عميق وخطير في موضوعه وأهميته.
كتاب رائع و مختصر للرد على كل حجج و مغالطات العلمانيين و يوضح جذور الفكر العلماني في اوروبا الناتجه عن انحرافات الكنيسه هناك و هو ما لا ينطبق على الاسلام و العالم الاسلامي حينما كان يحكم بشريعة الاسلام
وجبة خفيفة، يتعرض محمد قطب في هذا الكتاب على المغالط��ت المعروضة حول الإسلام وفكره وتطبيقه وتاريخه، المغالطات حول مقارنة الاسلام بأوروبا سواء في عصورها المظلمة أو في عهد التنوير أو الحداثة، وأيضاً هل الاسلام اذا طبق يمكن أن يسمى حكومة دينية؟ وماهو موقفنا من الآخر -حرية التعبير-؟ وماذا بعد الحداثة؟