هل يستطيع الإنسان أن يعيش مرتين أو أكثر لكي يتعلم ويجيد فن الحياة، ويحسن التعامل مع ما يواجهه في حياته من اختبارات عسيرة وتناقضات كثيرة وألغاز محيرة؟
في هذا الكتاب يجيب الكاتب على هذا التساؤل .. فيقول: إن الإنسان لكي يحقق هذه الأمنية الصعبة، فإنه يحاول أن يطيل عمره المحدود بإضافة أعمار الآخرين إليه.. بمعنى إضافة ما تعلمه الآخرون من دروس حياتهم وتجاربهم إلى ما تعلمه هو من أخطاء وعثرات .. فهو بذلك يضيف عصارة أعمار هؤلاء الآخرين إلى عمره
محمد عبد الوهاب مطاوع، كاتب صحفي مصري، تخرج في قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1961، ثم التحق محررا صحفيا بقسم التحقيقات بالأهرام في السنة نفسها ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام من عام 1982 حتي 1984، ثم نائبا لرئيس تحرير الأهرام 1984، فرئيسا لتحرير مجلة الشباب,، ومديرا للتحرير والدسك المركزي بالأهرام.
كان عضوا بمجلس إدارة الأهرام، وعضوا بمجلس قسم الصحافة بكلية الإعلام كأستاذ غير متفرغ من الخارج، وله العديد من المؤلفات. وقد أشرف علي كتابة بريد الأهرام منذ عام 1982 الذي أصبح يحتل شهرة واسعة في حل المشكلات الإنسانية وحتي وفاته، كما حصل علي جائزة أحسن صحفي يكتب في الموضوعات الإنسانية.
لقب عبد الوهاب مطاوع بلقب "صاحب القلم الرحيم"، حيث كان يتصدى شخصياً ومن خلال مكتبه وطاقمه المعاون لمساعدة الناس وحل مشاكلهم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو صحية، وكان يستخدم أسلوباً راقياً في الرد على الرسائل التي يختارها للنشر من آلاف الرسائل التي تصله أسبوعياً، حيث كان أسلوبه في الرد على صاحب المشكلة أسلوباً أدبياً، يجمع بين العقل والمنطق والحكمة، ويسوق في سبيل ذلك الأمثال والحكم والأقوال المأثورة، وكان يتميز برجاحة العقل وترجيح كفة الأبناء واعلاء قيم الأسرة فوق كل شيء أخر.
الانسان الحقيقي هو الذي يعرف كيف ينتهي..لا كيف يبدأ في تقديري اننا نحتاج لعمرين على الاقل☆ نتخبط في الاول بين التجربة و الخطأ..و ندفع ثمن اخطاء و عثرات..فنفجع في خيانة شريك و في معدن صديق..و نجرب هذا الطريق لنعرف انه ليس طريقنا لنبدأ بعدها رحلة الحياة الحقيقية الخالية من الجاهلية و العثرات و سوء التقدير ..فلا تفلت منا هفوة لسان تكلفنا غاليا ☆ا بخبرته النادرة و صدقه المعتاد يكتب لنا مطاوع ما سبق
هذه مجموعة مقالات "مطاوعية الطابع" ينبغي ان يتم تدريسها بكليات الصحافة ..تتمحور حول اهدافنا في الحياة..متى نقرر ..متى نكتفي ..و متى نكف عن الرقص على السلالم المقالات ثرية جدا⭐ .عمل أدبي راقي الأسلوب ..مرصع بمقولات لمفكرين ..أبيات شعر...امثلة من حياة مشاهير...رسائل مختصرة للقراء تؤكد المعني. .لمحات من رحلات مطاوع. .قفشات من افلام. .و مقتطفات من شباب مطاوع .. عصارة عمر في مائتي صفحة من المتعة
عبدالوهاب مطاوع كاتب "رصين" للغاية، وبالتالي تعكس أفكاره ومذكراته تلك الصفة، وعندما يتحدث عن نفسه وتجاربه في الحياة، فلا تتوقع مغامرات مجنونة خاضها الكاتب ليخرج منها بحكمة ما، أو مواقف غريبة غير اعتيادية تعرض لها شكلت فلسفته في الحياة، وإنما مواقف وذكريات بسيطة من حياته لكنه يخرج منها بمعاني عميقة الكتاب ملئ بالحكمة ويبعث على التفاؤل، يسرد من خلاله مواقف مختلفة في حياته تتسم معظمها بالبساطة، كالأيام الأولى في حياته كطالب جامعي في القاهرة، والبنسيون الصغير الذي أقام به، وكيف قابل فرنسي عاش لفترة طويلة في مصر وذكرياته عن تلك المرحلة، وفي كل موقف يخرج بحكمة عميقة أو درس مستفاد، بالإضافة إلى بعض التأملات عن الحياة الكتاب جيد لمن يحب البساطة، تشعر معه بالكثير من الارتياح والصفاء، وكعادته في كتابة الردود على مشاكل القراء في بريد الأهرام، يستعين الكاتب بالعديد من الأقوال المأثورة الجميلة، كمقولة "ألبير كامي"التي أقراها للمرة الأولى: من بين كل الفنون، لم أجد فنا أصعب في تعلمه من فن الحياة هو كتاب إذن عن فن الحياة، قد تخرج منه بنظرة مختلفة لها
اذا اردت ان تصل الى حاله من السلام النفسى ,اقرأ لعبد الوهاب مطاوع اذا اردت ان تلمس تجربتك الشخصيه فى حياه الكثير من البشر ,اقرا لعبد الوهاب مطاوع اذا اردت ان تكتسب حكم وامثال عالميه شرقيه وغربيه ,اقرأ لعبد الوهاب مطاوع
كلما قرأت لهذا الرجل العظيم العديد من مقالاته تدبرت قول الله سبحانه وتعالى " ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا" لا اريد ان اسهب فى وصف اعجابى وافتتانى بهذا الرجل ,واعود الى تقييم الكتاب هو مجموعه من المقالات التى تعطيك خبرة فوق خبرتك الحياتية ,وتضيف الى عمرك اعمار عديده ..فلم يخطىء حين اختار هذا العنوان الجذاب ليكون الخيط الرئيسى الذى يمسك بتلابيب المقالات المتعدده داخل هذا الكتاب
ابتدأ بمقالين قويين يعطيانك امل فى الحياه حتى وان كانت كل ظروفك المحيطه تشجع على عكس ذلك ,,كلماته تنتشلك من بئر الاكتئاب وتضعك على طريق التسليم بقدر الله دون التواكل او القنوط بل التسليم مع الاخذ بالاسباب. ثم يعود فى مقال اخر ويحدثك عن اصدقائه ,فتأخذ درس عميق فى قيمه الصداقه والاصدقاء واخر عن الجيران والترابط العميق دروس عديده تخرج بها من هذا الكتاب ,الذى بالفعل احسست بعد انتهائى من قراءته ان قد اضيف الى عمرى اعواماً عديدة
الإنسان -في وجهة نظر مطاوع- يحتاج إلى أكثر من عمر بجانب عمره الأصلي، لاكتساب خبرات وتجارب مُفيدة من الآخرين تدعمه للتعايش مع الحياة وتريه الطريقة المُثلى للتعامل معها، دون الوقوع في أخطاء الآخرين ❤
اجلس على أريكة في بيتك، أفتح هذا الكتاب، واستخلص تجارب وأعمار الآخرين التي أخذت عقودًا حتّى توصّلوا فيها لرأس الحكمة. تجلس أنت وتقطفها ببساطة، فكرة عظيمة تستحق القراءة!
يضع بين يديك المفارقات الساشعة من مفارقات الحياة، وكيف أن الناس يتفاوتون في تقبلها، لأن المشكلة هي في الشخص نفسه، والسر يكمن في "كيف تحتفظ بشمسك الداخلية ساطعة طوال العمر" وهذه إحدى فنون الحياة، فيكشف لك خبرته وتجربته ومواقفه في رحلة الحياة، يعرض نماذج من البشر وشخصياتهم ومواقفهم معه، ولكل تجربة أو موقف فائدة وعبرة يستخلصها عبدالوهاب مطاوع، أمور تتعلم منها وتثري عقلك وقد تعينك على تقبل الحياة في معركة الحياة.
تحدث في مقالاته عن الحاجز الوهمي الذي نبنيه بأنفسنا أمام الآخر، تحدث عن كون معايير النجاح أمر نسبي، وتحدث عما يعلق في النفس ويشوبها أحياناً، تحدث عن المقارنات الظالمة والمغالاة فيها -وإن كانت عن حسن نية أحياناً- والتي غالباً ما تكون نتائجها عكسية وقد وصفها بأنها "حيلة تربوية خاطئة" أما عن بعض الشخصيات التي عرفها فنجد منهم من تعرض لشتى المضايقات والمصائب ومع ذلك يبقى سليم النفس ساكن القلب لا يخالطه غلاً ولا حسداً على أحد، ومنهم من يبقى يتعامل مع الحياة "بروح الشباب وليس بمنطق الكهول" كما عبر عبدالوهاب مطاوع، وهناك من تبقى روحه مطمئنة دائماً للحياة ضاحكًا لها ومتسامحاً معها بالرغم من كل شيء، ويقول عبدالوهاب مطاوع في ذلك: "الشيخوخة الحقيقية هي في الإحساس المدمر بأن العمر قد انقضى ومات الأمل .. وضاعت الأهداف والغايات والإهتمامات، وليست في أي شيء آخر .."
أما أجمل المقالات وأكثرها تأثيراً وأقربها إلي هي: -حسب ترتيبها في الكتاب- : [نعم ..لا ..ربنا، أرجوك أعطني عمرك، لن أركب السفينة، صدفة سعيدة، ولا فخر] ----
*اقتباسات من الكتاب*
"لم يبق لنا إلا أن نحاول قدر الجهد والطاقة أن نتعلم من أخطائنا وتخبّطنا في التجربة والجهل ببعض حقائق الحياة، ونستفيد من تجارب الآخرين ودروس حياتهم، كأنما نضيف أعمارهم إلى أعمارنا وخبراتهم إلى خبراتنا، ونستعين بعقولهم مع عقولنا على قيادة سفينة حياتنا في مياه النهر بغير إن نصطدم بالجنادل والصخور، فلا نكرر خطأ وقعنا فيه مرتين.. ولا ننخدع بمن سبق له خداعنا من قبل .."
"تستطيع أن تغني للدنيا وتبتهج بها وترى كل الأشياء من حولك جميلة وواعدة.. وتستطيع أيضاً أن تكره الدنيا وتكتئب لها ولا ترى فيها إلا كل ما هو رديء ومحزن وباعث للتشاؤم! والدنيا هي الدنيا في الحالتين، وأنت هو أنت في حال الإبتهاج بها، وحال الإكتئاب منها. لكن جهاز الإستقبال الداخلي عندك هو الذي تغيرت "شفرته" فتغيّر تأثيرك بها وتجاوبك معها! "
"لقد علمتني الحياة أن أفضل وسيلة للتعامل مع ذوي النفوس المظلمة هؤلاء هي الإحتفاظ دائماً بمسافة بينك وبينهم لا تسمح لهم بالإقتراب من دائرة "البهر" عندك، أي دائرة التنفس، إيماناً بأن البعد عنهم غنيمة ولو كانت كل عطايا الدنيا تنتظرك معهم."
كتاب رائع كعادة كتب عبد الوهاب مطاوع .. مقالاته متعددة وفريدة ... وأعجبني جداا مقال (الرقص بالعصا)(صدفة سعيدة ) وأيضا مقال (ولا فخر ) وغيرها من المفقالات الأخرى ..
جملة أعجبتني في مقال صدفة سعيدة :( الحياة السليمة تحتاج إلى ذاكرة ضعيفة بالنسبة لأخطاء الأصدقاء و قوية بالنسبة لمآثرهم وعطائهم ولولا هذه الذاكرة المركبة لما طالت صداقة ولا استمرت علاقة إنسانية طوال رحلة العمر )
وفي مقال الرقص بالعصا ..( والمغزي في النهاية هو أن كل إنسان في الحياة يحتاج إلى (عصا ) يستعين بها على وحدته وهمومه ويتشاغل بها عن مسئولياته وأحزانه وإحباطاته ... ويفرغ فيها شحنة التوتر والقلق التي تتجمع في أعماقه خلال معركة الحياة . فأين عصاك يا صديقى
كتب عبد الوهاب مطاوع بتحسسك ان فى حد بيتكلم معاك مش مؤلف بيرمى كلام وخلاص الكتاب دا عبارة عن مقالات ومواقف من حياة المؤلف بيحكى فيها عن ايام الكلية والدراسة .. وعن اصدقائه وقصصه التى لا تنتهي واللى اتعلمه من كل موقف شافه او مر به اكتر مقال عجبنى اللى على اسم الكتاب "أرجوك اعطنى عمرك" فيه اقتباسات عن ازاى الانسان يستفيد من حياته ومن حياة الناس الى حواليه او اللى بيقرا عنهم
التقييم مش عالى أوى يمكن لانى مكنتش-"محتاجة" اقرأ لعبد الوهاب مطاوع دلوقتى .. لكن الكتاب جميل وانصح بقرائته خاصة فى حالات الوحدة او الحاجة لقراءة حاجة خفيفة ومريحة
أحب عبد الوهاب مطاوع لحب أمي له ومتابعتها الدائمة لبريد الجمعة في جريدة الأهرام. الصور الإنسانية صادقة التعبير جميلة ومؤثرة في مجموعة المقالات هذه لكنها ليست مكثفة، لن يكون الأخير إن شاء الله...
"ويقول لك قائلهم: عاشر الأحباب وابتعد عن عشرة الثقلاء واليائسين من الحياة وكارهي البشر، والحاقدين وناكري الجميل و(اللحميين) الذين ينهشون لحوم الآخرين بألسنتهم نهشا، ولا يفرقون في ذلك بين عدو وحبيب، وابتعد عن ذوي النفوس المظلمة التي لا ترى في الآخرين إلا كل نقيصة. فعشرة هؤلاء تحولك تدريجيا إن لم تحترس منها ومنهم إلى مثال الدلو الباكي الكاره للحياة والبشر، والأفضل هو ألا تسمح لأمثالهم بالاقتراب الشخصي منك لكيلا ينالك من أذاهم بعض الشظايا التي لابد أن تصيبك حتى ولو كانو يتظاهرون لك بالود والإخلاص..!!"
كأغلبِ كتب عبدالوهاب مطاوع ، كتابٌ شيِّقٌ ، لا تمَلّ من صحبتِهِ حتى تأتي على آخرِهِ لكن ما لا يعجبني فيه التطرق لبعضِ الأمور التي تخصُّ جيرانه والتي لا يليقُ بها أن تسرَدَ هكذا على الملإِ ؛ لِمَا لها من خصوصيةٍ حتى وإن نالَ الإذن بذلك ، تبقى بعض الأمورِ من الأفضلِ لها السكوت عنها وعدم سردِها هكذا كالفتـاة والعاشقِ الذي يتسلل لها وتفتح له شراعة الباب !
يذهب بك في كل حكاية الى الشرق والغرب ويجمع لك امكان وامثال وعبر تستمتع احيانا وتشعر بكثير من الملل والتكرار احيانا اخرا ،، نجمه احترامه له ونجمه لصديقتي التي تحبه
تحفة وقع ف إيدى بالصدفة...وصدف مطاوع دائما سعيدة من اجمل المقالات فرصة سعيدة ومفاله عن الفنان رخا وعشقة للحياة رغم كل الصدمات من اجمل المقولات ف الكتاب الحياة السليمة تحتاج إلى ذاكرة ضعيفة بالنسبة لأخطاء الأصدقاء، وقوية بالنسبة لمآثرهم وعطائهم،ولولا هذه الذاكرة المركبة لما طالت صداقة،ولا إستمرت علاقة إنسانية طوال رحلة العمر رائع مطاوع دائما كتبه بلسم على قلبى وتنقلنى لحالة مختلفة تماما عن اى كاتب أخر رحمه الله
"إن لكل إنسان منا شمسين ..واحدة في السماء ..وواحدة في داخله ، وإنه حين تغيب شمس السماء ويظلم الكون فلا يضيء للإنسان حياته إلا شمسه الداخلية " أرجوك أعطني عمرك أي أخبرني بكل خبراتك وعثراتك في الحياة علني أستفد منها ..مجموعة مقالات تتناول قصص وتجارب الكاتب بعضها تستخلص منه الحكمة والبعض الآخر تظن أنك بحضرة خالتي اللتاتة :) بعض المواقف ذكرتني بكتاب الأيام لطه حسين ، لم يرد إحراج أخيه أمام أهله لكونه يتناول أفضل الطعام ولا يترك له إلا العسل الأسود ولكن حكى عنه كل شيء في مذكراته لكل البشر !
نحن نحتاج الي حياتين أو عمرين علي الأقل لنفهم الحياة حق فهمها ونحسن التعامل معها ومع من حولنا من البشر ومادمنا لانستطيع ذلك عمليا فلنكتف إذن باستعارة "أعمار" الآخرين أقصد خبراتهم ودروس حياتهم. رحمة الله عليه الرائع عبدالوهاب مطاوع اضاف لعمري الكثير وكتبه لازم تحدث في اثر ينفعني في تعاملاتي مع الناس ومع ظروف الحياة .
كعاده عبد الوهاب مطاوع قصص اجتماعيه مفيده بيتكلم عن عنوان الكتاب انه حياه واحده مش كفايه انت هتزود عمرك بانك تضيف خبرات الناس وتجارب الناس لتجاربك حاول تستفيد قدر الامكان منها :) الحياه محتاجه كتير من كتب عبد الوهاب مطاوع بصراحه رجل رائع :)
يتحدث فيه عبدالوهاب مطاوع عن الحياة والتجارب هل تكفي حياة واحده لكي يستفيد الانسان من تجاربه واخطائه ارجوك اعطني عمرك يلخص قصص جميلة وتجارب رائعه تضيف الى حياتك حياة جديده ولعمرك اعمار عديده
تقييمي للكتاب 5/5 أعطي التقييم لكتب عبد الوهاب مطاوع من قلبي بسبب طاقة الحب والايجابية والسعادة والتفاؤل التي أحصل عليها من كتبه..
دائما عندما يسألني أحد عن اذا خيرت ما بين تلك القدرات الخارقة أن أطير أو اختفي أو اتحكم في الزمن فماذا سأختار، ودائما تكون اجابتي التحكم في الزمن لأتجنب الأخطاء والقرارات الغير صائبة والتجارب الغير ناجحة وأرتب وأعيد حياتي من جديد، ولن أخسر أحدا ولن أجرح شعور أي إنسان، ولكنه للآسف غير ممكن فكنت دائما اتمنى من أعماقي أن يمد الله في عمري ويعطني الصحة لأحقق أحلامي واساعد في تغيير الأرض للأفضل وسأعيش سعيدة ومنفعلة بملحمة الحياة الخاصة بي إلى أن ألقى الله شاكرة على نعمة اعطائي الفرصة لأحيا.. فاحيانا يكون التقرب من الآخرين ومعرفة تجاربهم وخبراتهم في الحياة يعطينا عمرا فوق عمرنا ونكتسب من خلاله الحكمة التي تجعلنا نتعامل مع المواقف بشكل مختلف..
ولكن على عكس توقعي تغيرت تماما وكأن ذلك الكتا�� وقع في يدي ليثير احزاني فالكتاب اسمه أرجوك أعطني عمرك أقرأه في التوقيت الذي أتمنى أن أعطي عمري فيه للآخرين ليس أن أخذه منهم.. فدائماً في أيام اكتئابي لا أجد إلا عبد الوهاب مطاوع لأذهب اليه واطلب من الله أن يلهمني بشىء يريح قلبي من خلال كلماته، ففي كل مرة أقرأ له أجد الراحة والسكينة وأرى حقا من يفهمني بدون أن يراني ولا يحدثني.. هو دائما كما أقول توأم روحي، لو تمنيت أنا ألقى شخصا يوما سيكون هو، أشعر بكل كلمة يكتبها من أعماقي كانه يخترق قلبي ويخرج بمكنونه ويضعه على أوراقه..
يبدأ عبد الوهاب مطاوع كتابه بالتحدث عن مقاييس النجاح، فهي ليست بالمناصب ولا بالأعمال الخارقة ولا بأي شىء مادي بل بمقدار الرضا والسعادة الذي يشعر به الشخص ومدى سلامه النفسي.. ثم ينتقل بنا إلى حياته في الجامعة ويحكي تفاصيل الحياة في اللوكاندة التي كان يعيش فيها وعن علاقته بأصدقائه، وأنهم كانوا ممتلئين بالأمل والرغبة في الحياة وكل ما يشغلهم هو السعادة.. دائما ما أشعر بالسعادة عندما يتحدث عبد الوهاب مطاوع عن ذكرياته دائما ما اجد فيها الأمل والسلام النفسي..
ويتحدث أيضا عن مفهوم السعادة، فللآسف الغالبية العظمى غير راضية عن حياتها، فالكثير من المشاهير والعظماء كانوا يروا أنفسهم يفتقرون إلى السعادة بالرغم ما حققوه، ويرى الكاتب أن ذلك نتيجة أن الإنسان يريد أن يحصل على كل شىء وذلك يجعله غير مستمتع بما معه، بالرغم أن السعادة الحقيقية هي السعادة الخفية التي لا يدرك كنهها إلا الحكماء والعقلاء التي يقول عنها الصوفي لو علم الحكام ما نحن فيه لقاتلونا عليه بالسيوف بالرغم من أنه يعيش حياة متقشفة.. وفي حكمي أنا السعادة بساطة.. فما المشكلة أن يكون عندنا امور خاصة نسعد بها كالاطفال حتى لو كانت أعمال مجنونة نجدد بها حيويتنا ونغسل احزاننا لو لن يستوعبها الآخرون، المهم أنها مباحة ولا تؤذي أحدا.. كما كان يفعل المحامي الفرنسي الذي يذهب إلى عمله ويؤدي كل واجباته ويأتي آخر الليل يستمع إلى المزمار البلدي ويرقص بالعصا وحيدا ويصفق وحيدا،فهو لن يؤذي أحدا ولكنه يستمتع على طريقته..
ثم يأخذنا في رحلة صغيرة عن حياة الفنان محمد عبد المنعم رخا المحب للحياة، فبالرغم من سجنه ظلما ووفاة ابنه والضائقات المالية التي مرت به الا انه لم يتأفف ولم يفقد الرغبة في الحياة بل ظل سعيدا الى آخر عمره..
ومن الفصول المميزة في الكتاب لن أركب السنة.. وهنا يرى أن السعادة والكآبة هي نتاج نظرتنا الداخلية.. فالحياة فن يجب أن نتعلم كيف نتفاعل معها وكيف نستمتع بجمال الأشياء والعلاقات الإنسانية،وكيف نستثمر حياتنا وأوقاتنا وقدراتنا بشكل أفضل، فالعقل لا يهرم ولا يشيخ طالما متجددا بطاقة الحياة ويجب دائما ان يسعى الانسان الى ايجاد هدف صغير يسعى لتحقيقه في كل مرحلة عمرية يمر بها..
صور من حياة الكاتب عاشها وسمعها، تكلم عن زيارته لانيس منصور في المستشفى في باريس، عن انتقاله لبيت جديد واحساسه بالغربة فيه، وذكريات مع رسام الكاريكاتير محمد عبد المنعم رخا، وذكرياته مع المدرس الذي كان يضرب لهم المثل بصف اخر انهم متفوقون ومنظمون عكسهم ليكتشف انهم اسوء من صفه، وعن محاولته ان يبتعد عن صديق اساء اليه وتحاشي لقائه حتى تمر فترة ويصفو له لكن القدر يمنع ذلك ويلتقيه في المطار وهو مسافر ليصبح الكاتب هو المخطئ، وعن كيف بامكان ان ترى الخير في الشر او ان تتباكى على ما اصابك وتعيش بسوداوية، وعن صديقه الفرنسي الذي عاش شبابه في مصر ولكنه غادرها مجبرا بسبب السياسة وهو لا زال يعيش في تلك الثقافة والذكريات المصرية، وعن كيف يحتاج الانسان لعمرين يحيا بهما الاول يعيش ويخطئ وبالاخر يعيش بعد ان تعلم من اخطائه لكن ليس لدى الانسان هذه الامكانية فيتبقى له ان يأخذ اعمار الاخرين باخذ تجاربهم الحياتية، الرضا بالاحلام البسيطة وتحقيقها كما شحات يستجدي قطعة نقود من اصغر الفئات ويكتفي بها بدل ان يطلب في اكبر قيمة، ويتكلم عن نفسه وحبه للتعرف على الناس البسيطين وصغار العاملين اكثر من اهتمامه التعرف على المسؤولين ويتحدث عن ذكريات مع الممثلين الثانويين على القهوة وعن قصصهم وكيفية نفاقهم ليحصلوا على دور لتمثيله، ويتكلم عن السعادة والرضا بما لديه وكيفية نظر ومفهوم الناس للسعادة، ويتحدث عن ذكريات هربه لشقة ابنه الفارغة طلبا للهدوء للكتابة فيجد الضجيج بدلا منها، وعن فن الرد وابداء الرأي لمواطن في مسرحية مملة مدعومة من القيادات، وعن ذكرياته مع المسرح وسرقة جهده في فترة الدراسة وبعدها حمد لله انه لم يكتب مسرحيات بعدها ويتحدث عن موقف مشابه لصديق له مع التمثيل، ويتحدث عن المسؤولين وكيف ان طيب الاصل لا يتغير ولا يتكبر ويبقى يهمه مصلحة الشعب وضرب مثالين لوزيرين كل منهما مخالف للاخر، وكيف ساعد صديقيه العاشقين في خطوة زواجهما لتبدأ حياتها السعيدة، ويتحدث عن ذكرياته في مرحلة الدراسة الجامعية وزملاء تلك المرحلة، ويتحدث عن زملاء الدراسة وكيف التقى ببعضهم صدفة ليتذكر ويقارن الامس باليوم فيطلب احدهم بعد ان يشكر له تعرفه عليه ان يمضي في طريقه فالدروب اختلفت ولم يعودا ملائمين لبعض.
أشعر بسعادة بالغة عندما أجد كتابًا لعبد الوهاب مطاوع لم أقرؤه بعد،الحقيقة أن كتاباته بها سلام نفسي وراحة غالبًا لا أشعر بها بصحبة كتب غير كتبه ولم لا فالكتابة دينيًا معتدلة وثقافيًا غنية بحكم وأشعار تغذي العقل والمدارك. عبارة عن مقالات حقيقية مرَ بها الكاتب ذكريات عن الكلية والتدريب الصحفي والسكن القديم ومقابلة دبلوماسيين والسفر،أيضًا مليئ بالحكمة والثقافة دينيًا ومعرفيًا. ... كم عمرا يحتاجه الإنسان لكي يتعلم من أخطائه وتجاربه ويفهم الحياة حق فهمها ويحسن التعامل معها ومع البشر" في تقديري أنه يحتاج إلى عمرين على الأقل أو حياتين .. يتخبط في الأولى منهما في التجربة والخطأ ..ويدفع ثمن أخطائه وعثراته فيفجع على سبيل المثال في صداقة صديق لم يكن يستحق صداقته .. وفى عدم وفاء شريك لم يحسن اختياره .. ويكتشف سوء تقديره واختياره في هذه المسألة أو تلك ويجرب هذا الطريق فيكتشف أنه لم يخلق له من الأصل وإنما لطريق آخر في الحياة ثم تنتهي المرحلة الأولى بخيرها وشرها في موعدها المقدور ويبدأ من جديد رحلة الحياة الحقيقية الخالية من الأخطاء والعثرات وسوء التقدير وسوء الإختيار فلا يكرر خطأ وقع فيه في حياته الأولى ولا تفلت منه هفوة لسان ندم عليها أو دفع ثمنها غاليا في جاهليته السابقة ولا يفقد صديقا فقده من قبل بحماقته وقلة خبرته السابقة بالنفس البشرية ولا يستثير على نفسه عداء الآخرين بإندفاعاته القديمة ورعونته الماضية ولا يمضي في طريق لم تكن ترشحه له مؤهلاته وقدراته من الأصل ولا يشقى لبلوغ هدف أدرك في حياته السابقة أنه لا يستحق أن يشقي الإنسان للوصول إليه على حساب أهداف أخرى أكثر قيمة وأكثر قدرة على تحقيق سعادته الحقيقية ويمضي في الحياة مسلحًا بمعرفة ثمينة بنفسه وخبرة كبيرة بالحياة والبشر من حوله فيحيا سعيدا آمنا من الآذى والخداع والأخطاء والعثرات تحيط برأسه هالة "من الحكمة وحسن الإدراك والفهم الصحيح لكل الأشياء!
عندما يتذوق الإنسان الحياة ويتنشّق عبيرها ويدرك جمالها، فإنه قد تأخذه لوثة الإعجاب بهذه الحياة، فيشعر أن عمرا واحدا لا يكفيه، ويسعى دائما إلى تعميق شعوره وإحساسه بهذه الحياة الوحيدة التي لا يملك سواها ولكنه يملك عيشها بعمق ويملك النظر إليها بنظرة تركيبية تجمع إلى خبراته في الحياة خبرات غيره ممن عاشوا قبله وخاضوا الحياة وتذوقوا عسلها وعلقمها. في هذا الكتاب الماتع، يجمع الأستاذ عبد الوهاب مطاوع مجموعة من مقالاته التي تبث في نفوسنا مشاعر الحب والرضا عن الحياة والإقبال عليها والاستغراق في تذوقها وتذوق النعم الإلهية التي تحفنا من كل جانب. ويقدم لنا صورا إنسانية حية مرسومة بعناية فائقة وحساسية عالية. تمثل هذه الصور لقارئها زادا من الأعمار، لكي يضيفها إلى عمره، فلا يكتفي بحياة واحدة أو عمر واحد! وأجمل ما يميز قلم الأستاذ عبد الوهاب أنه قلم مفرط الإحساس، وهو يترجم عن نفس أديب محب للحياة ومحب للناس راض عن نفسه وشاكر لأنعم الله عليه، والقارئ ما يلبث أن تغمره هذه المشاعر الفياضة الرقيقة، فيتسلى عن همومه وتنفرج عنه كروبه.
يستحق 3.5 / 5 و لعدم وجود انصاف و لانه شبه كتب كتير سابقة للاستاذ ف مش هيروح لل 4/5 و انما الاقرب 3 / 5 لكن لو حد اول مرة يقرا للاستاذ عبد الوهاب مطاوع غالبا هيديه ال 4/5
كتاب جميل ....و دا معتاد من استاذنا الراحل عبدالوهاب مطاوع احب كتبه من نوعية ادب ارحلات او المقالات اكتر من كتب رسائل القراء المجمعة و ردوده عليهم
هناك بعض المقالات المكررة من كتبه الاخرى زى حكاية المدرس اللى كان بيوبخهم و يقارنهم ب مستوى 3/2 و انه ازاى ف مرة عدى من قدام 3/2 لقاه فصل للوحوش و اكتشف ان الاستاذ بيعاير و يوبخ 3/2 ب مستوى فصل 3/1 "فصل الكاتب"