جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970). هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة 1954 بعد أن عزل الرئيس محمد نجيب وحتى وفاته سنة 1970. وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، ومن أهم نتائج الثورة هي خلع الملك فاروق عن الحكم، وبدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتي تضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين سنتي 1958 و 1961، والتي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة. كما أن عبد الناصر شجع عدد من الثورات في أقطار الوطن العربي وعدد من الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولقد كان لعبد الناصر دور قيادي وأساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 وحركة عدم الانحياز الدولية.
يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات. وبالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائد اهتزت إبان نكسة 67 إلا أنه ما زال يحظى بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه، والذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال". توفي سنة 1970، وكانت جنازته ضخمة جدا خرجت فيها أغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.
يقال أن أحدهم سأل محمد حسنين هيكل .. هل قرأت كتاب فلسفة الثورة؟ فرد .. أنا كتبته!. و لكنى هنا سأتغاضى عن ذلك و سأعتبر أنه من تأليف عبدالناصر نفسه
حينما يكتب عبد الناصر عن الثورة فستجد عروبة و اسلام و مصر فى ثلاث دوائر متداخلة و طبعا لن ينسى العمق الإفريقى. بالرغم من ان عبدالناصر لم يكتبه بنفسه بالطبع و سواء كان من صياغة هيكل أو غيره إلا أنه بالفعل فكر عبدالناصر الذى ترجمته كافة تصرفاته في الحكم و يتبقى أنه صار وثيقة مهمة لثورة يوليو.
اهو العبيط ده كان حاكم مصر والناس مفكراه زعيم وكان منيم الشعب من المغرب زي الاسد وخاض في حياته كام حرب انتهت بهزيمة ساحقة ماحقة لينا سواء شارك فيها كظابط او رئيس اهو ده وش قفص العسكر زي كده ماسورة اللواءات المتقاعدين اللي بنشوفهم.
يحاول عبد الناصر في ثلاثة أجزاء كتبها هيكل أن يبرر فلسفة القحبة -ولا يوجد خطأ إملائي- الناصرية، في الجزء الأول يتناول الأوضاع قبل الانقلاب، وينفي مرارا وتكرارا أن يكون انقلاب يوليو تمردًا من الجيش ثأرًا لكرامته بعد هزيمته في حرب فلسطين وصفقة الأسلحة الفاسدة، أو بعد قضية انتخابات نادي الضباط. يحاول بعد ذلك أن يبرر سبب بقاء الجيش في الحكم بعد أن أزاح فاروق بحجج ما يزال يستخدمها قادة الانقلابات إلي يومنا هذا، فالجموع المتناحرة، والمؤامرات والأطماع، والخوف من الفوضي الخ الخ كانت السبب في أن يبقي رجال الجيش مكرهين في الحكم وليس الطمع في المناصب لا سمح الله. من الطريف أن يعترف ناصر بمحاولة اغتيال مسئول سياسي قبل الانقلاب، والطريف أنه فشل كعادته -افتح يا جمال يا عبد الناصر- في الجزء الثالث يحاول ناصر دغدغة مشاعر الجماهير بالحديث العمق المكاني، سواء العمق الأفريقي أو الإسلامي، ودعم قضايا القومية العربية.
لا لوم علي جيل الخمسينات والستينات إن صدقوا أوهام هذا المجرم، فكل جيل مرهون بأدواته، فحتى وقت قريب كنا نري في هذا المجرم صورة الزعيم المخلص، حتي قامت الثورة وامتلكنا أدوات مكنتنا من تفكيك الخطاب الناصري المسموم، ورأينا صورة مختلفة تماما، وانقلب كل الحب والتقدير لكره واحتقار. أرث جمال عبد الناصر باق حتي اليوم، سياسيا وعسكريا وأمنيا؛ فلترقد روحك في جحيم كما دمرت مستقبل هذا البلد
هذا الكتاب باختصار يوضح وجهة نظر الزعيم عبد الناصر عن الثورة ومفهومها وانواعها (سياسية واجتماعية) .. وكأنه يشرح للعالم بأسلوب بسيط جدا كيف حدثت الثورة ولماذا حدثت، وماذا حصل بعد ذلك ..
لم يتعمق بفلسفتها وإنما كتب خواطر بسيطة عن الثورة، وهذا ما ورد على لسانه في الكتاب، حين قال انها خواطر من الأفكار كانت تعصف بعقله وتجتمع مع الأحداث في وقتها لتكتمل الصورة وتصبح واضحة جلية.
استوقفني هذا السؤال: "ما هو دورنا الإيجابي في هذا العالم المضطرب ، وأين هو المكان الذي يجب أن نقوم فيه في هذا الدور ؟". وأعجبني قوله: "أن القدر لا يهزل، ليست هناك أحداث من صنع الصدفة .. ولا وجود يصنعه الهباء .. ولن نستطيع أن ننظر إلى خريطة العالم نظرة بلهاء .. لا ندرك بها مكاننا على هذه الخريطة ودورنا بحكم هذا المكان." في نهاية كتاب فلسفة الثورة .. أعجبتني ثقة الزعيم عبد الناصر بنفسه المرتفعة نوعا ما .. حيث قال:" ذلك هو الدور ، وتلك هي ملامحه ، وهذا هو مسرحه ، ونحن وحدنا بحكم (( المكان )) نستطيع القيام به".
انتهى الكتاب .. وعندي شكر خاص لمن ذكر اسمه أمامي وجعلني اقحمه في جدول قراءاتي الحالي .. :)
ناصر كما لم اعرفه من قبل ، لا ادري كيف يكون من يتقولون عليه ان لا يجيد سوي الكلام، لا ادري كيف استطاع قراءة الواقع و التاريخ و المكان بهذه الصورة ، قراءة لاتزال بعد ما يقرب من ستين عاما صالحة للتعقيب علي حياتنا اليوم، انه يشرح لي لماذا الي الان لم تنجح ثورتنا و تحقق اهدافها ، وضع يده علي مواطن المرض و حاول قدر طاقته علاجها ، حقيقة ابهرني الكتاب علي صغره و بساطة اسلوبه.
الان فقط استوعبت مقولة جمال حمدان :
“الناصرية هي المصرية كما ينبغي أن تكون… أنت مصري إذن أنت ناصري… حتى لو انفصلنا عنه (عبد الناصر) أو رفضناه كشخص أو كإنجاز. وكل حاكم بعد عبد الناصر لا يملك أن يخرج على الناصرية ولو أراد إلا وخرج عن المصرية
احب هذا الرجل ليس لانه زعيما قويا بل لانه رجل يمتلك رؤية و حلم ليس ليخدم نفسه فقط و لا حتى شعبه فقط بل رؤية تشمل كل الوطن العربى هذه الرؤية خلقت منه زعيما قويا جاء لينصركلمة المظلوم و يبدأ عصر نهضة جديد و لولا هذه الاخطاء التى وقع فيها و لولا ذلك الفساد من حوله لكانت حال مصر اليوم مختلفة
(لست من المفتونين بعبد الناصر ..أريد فقط أن أرى خطّه) هكذا حدثت نفسي وانا أتحسس بندقية قلمي الصغير والتي أعلم أني قبل البدء حشوتها من النقد رصاصاً لاذعاً حتى التمام..ولكن سطراً فسطراً إلى الختام ألفيتني ألقيتها جانباً بل وأُلقيت بقربها من خزانة عقلي قميصين وقصة ..أما القميصان فكانا لأبي ..(( أيامها يا مروه ما كنش حيلتي غيرهم ..هرتهم غسيل ومكواة كل يوم للجامعة ..وقال لما أجيب واحد جديد كانت جدتك الله يرحمها تلاقي اللي لسه بيفرح بالقديم ده .. الناس كانت حالتها صعبة أوي وعبد الناصر كل كام يوم يبيع لهم خطب الوحدة العربية ويباتوا جعانين )) ثم يكمل باسماً (( بس ده ما يمنعش إن أبوكي كان ملك في نفسه و إن البنات كانت بتحبه من أول نظرة !!)) ...وأما القصة فلأمي (( أخدوا خالي في نص الليل وهو بيذاكر لامتحانات كلية الحقوق ورجع لنا بعد سنين بقايا راجل بيكلم روحه ف أوضة مقفولة)) ثم تكمل متساءلة (( لو عبد الناصر ما يرضاش بكدة طب هو كان فين؟؟))..وها أنا الآن بعد كل ما ألقيته قد رأيت خطّه... وكأني حين فعلت صدقت أني عرفته!!
تلقائي العبارة ..فطري الفكرة وارتجالي الأسلوب كان عبد الناصر في هذا الكتاب ..و أبداً لن تجده ابتذالاً حين يعيد نفس الخاطر في أكثر من موضع.. بل ستسميه (انسكاب)...كإناء يرسل ما فيه على السطر دونما عودة لقطراته الأولى بمراجعة أوتراجع....ولكن أحجم عن القراءة إن دفعك إليها رغبة في حقائق مؤرخة ، فمنذ البدء يصارحك قائلاً : (( لست أريد أن أدعي لنفسي هنا مقعد أستاذ التاريخ..ذلك آخر ما يجري به خيالي)) بل هي خواطر في بساطة حديث القطارات والسفر الطويل لرجل ستعرف منذ الصفحة الأولى أنه طيب السريرة له في الغالب أبٌ يشبه أباك وأمٌ حين لا ترده النداء يعلم أنها تصلي... وسيتبع الكثيرمن حديثه إليك ايماءة من رأسك (نعم .. أنا أفهم ما تعنيه)... وحين تصل إلى الصفحة الأخيرة ستدرك أنك و إن لم تعرف أي شئ عن هذا الرجل فأنت توقن أنه الشخص الذي يمكنك أن تجالسه لرحلة طويلة ثم تنام مطمئنا إن أردت ولا تخشى على نفسك أو الحقائب !!
فعن بداية الثورة قال : ليس صحيحا أن يكون سبب ثورة 23 يوليو هو نتائج حرب فلسطين أو صفقة الأسلحة الفاسدة او تزوير انتخابات نادي الضباط أو ايام مظاهرات مدرسته الثانوية والتي تنادي بعودة دستور 1923 أو أيام ما كان يسعى مع وفود الطلبة إلى بيوت الزعماء ليطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر قبيل 1936....ثم يسأل (( وإذن فمتى كان ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه بذور الثورة في أعماقي ؟؟ إنه بعيد )) ويكمل ((سأتركها للتاريخ يجمع شكلها في نفسي وشكلها في نفوس غيري وشكلها في الحوادث جميعا ويخرج من هذا كله بالحقيقة كاملة....أما الواقع الذي أملكه في هذا الصدد شيئان : أولهما مشاعر اتخذت شكل الأمل المبهم ثم شكل الفكرة المحددة ثم شكل التدبير العملي. وثانيهما تجارب وضعت هذه المشاعر موضع التنفيذ الفعلي منتصف ليل 23 يوليو 1952 حتى الآن ..وعن هذه المشاعر والتجارب أريد أن أتحدث ))
وعن ما بعد الثورة يقول: (( أشهد انه مرت عليّ بعد يوم 23 يوليو نوبات اتهمت فيها نفسي وزملائي وباقي الجيش بالحماقة والجنون الذي صنعناه ..لقد كنت أتصور أن الأمة كلها متحفزة ومتأهبة وأنها لاتنتظر إلا طليعة تقتحم أمامها السور فتندفع الأمة وراءها صفوفا متراصة منتظمة تزحف إلى الهدف الكبير وكنت أتصور دورنا على أنه دور طليعة الفدائيين وأنه لن يستغرق أكثر من بضع ساعات ..ثم فاجاءني الواقع ..فبعد أن قامت الطليعة بمهمتها وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الصفوف المنتظمة ..طال انتظارها ..لقد جاءتها جموع ليس لها آخر ..ولكن ما أبعد الحقيقة عن الخيال.. كانت أشياعا متفرقة ..وفلولا متناثرة (آه والله قال فلول) وتعطل الزحف المقدس إلى الهدف الكبير وبدت الصورة قاتمة ومخيفة تنذر بالخطر))
أما عن الحيرة فيما بينهما فيصرح : ((لم نكن على استعداد.. وذهبنا نلتمس الرأي من ذوي الرأي، والخبرة من أصحابها ومن سوء حظنا لم نعثر على شئ كثير ..فكل رجل قابلناه لم يكن يهدف إلا إلى قتل رجل آخر وكل فكرة سمعناها لم تكن تهدف إلا إلى هدم فكرة أخرى ولو أننا أطعنا كل ما سمعناه لقتلنا جميع الرجال وهدمنا جميع الأفكار ولما كان لنا بعدها ما نعمله إلا أن نجلس بين الأشلاء والأنقاض نندب الحظ البائس ونلوم القدر التعس !!))
وعن الشعب المصري : ((لو أن أحدا سألني في تلك الأيام : ما أعز أمانيك ؟؟ لقلت له على الفور : أن أسمع مصريا يقول كلمة إنصاف في حق مصري آخر ..,,وأن أرى مصريا لا يكرس وقتا لتسفيه أرآء مصري آخر)) ((كانت كلمة أنا على كل لسان.. كانت هي الحل لكل مشكلة وكانت الدواء لكل داء ..وكثيرا ما كنت أقابل الكبراء أو هكذا تسميهم الصحف من كل الاتجاهات وكنت أسأل الواحد ��نهم عن مشكلة ألتمس عنده حلا لها ولم أكن أسمع إلا (أنا) ..مشاكل الاقتصاد هو وحده يفهمها اما الباقون جميعا فهم في العلم بها أطفال يحبون ..ومشاكل السياسة هو وحده الخبير بها أما الباقون جميعا فما زالوا في (ألف باء) لم يتقدموا حرفا واحدا ..وكنت أعود إلى زملائي فأقول لهم في حسرة : لا فائدة))
وعن شعوب الأرض : (( لكل شعب من شعوب الأرض ثورتان ..ثورة سياسية يسترد بها حقه في حكم نفسه بنفسه من يد طاغية فُرض عليه ..وثورة إجنماعية تتصارع فيها طبقاته ثم يستقر الأمر فيها على ما يحقق العدالة لأبناء الوطن الواحد...وبين شقي الرحى هذين قدر لنا أن نعيش اليوم ثورتين ثورة تحتم علينا أن نتحد و نتحاب وثورة تفرض علينا برغم إرادتنا أن نفترق وتسودنا البغضاء ..وبين شقيّ الرحى هذين ضاعت (من قبل) ثورة 1919))
يتحدث كثيراً عن العمل الإيجابي ثم يجذب فجأة من الذاكرة أول محاولة إغتيال قام بها عام 1936 وتشعر وكأنه ببساطة يحكي لك أول مغامراته الصبيانية : ((وفكرت في اغتيال كثيرين وجدت أنهم العقبات التي تقف بين وطننا وبين مستقبله ورحت أفند جرائمهم وأضع نفسي موضع الحكم على أعمالهم وعلى الأضرار التي ألحقتها بهذا الوطن ولم أكن وحدي في هذا التفكير ولما جلست مع غيري انتقل بنا التفكير إلى التدبير... كانت حياتنا في تلك الفترة كأنها قصة بوليسية مثيرة ..كانت لنا أسرار هائلة وكانت لنا رموز وكنا نتستر بالظلام ونرص المسدسات بجوار القنابل ..والحق انني لم أكن في أعماقي مستريحا إلى تصور العنف على أنه العمل الإيجابي الذي يتعين علينا أن ننقذ به مستقبل وطننا.. ولكنا كنا أعددنا العدة للعمل واخترنا واحدا قلنا أنه يجب أن يزول من الطريق ..وسار كل شئ طبقا لما تصورناه..وفجأة دوى في سمعي أصوات صراخ وعويل وولولة امرأة ورعب طفل ثم استغاثة متصلة محمومة ..وكانت أصوات الصراخ والعويل ما زالت تطرق أذني ولم أنم طول الليل ..وبقيت مستلقيا على فراشي في الظلام أشعل سيجارة وراء سيجارة وأسرح مع الخواطر الثائرة ..أكنت على حق ؟؟؟ ووجدت نفسي أقول فجأة : ليته لا يموت! وكان عجيبا أن يطلع عليّ الفجر وأنا أتمنى الحياة للواحد الذي تمنيت له الموت في المساء !!))
وعن أول نظرة للكعبة المشرفة يقول : ((يجب أن تتغير نظرتنا إلى الحج لا يجب أن يصبح الذهاب إلى الكعبة تذكرة لدخول الجنة بعد عمر مديد أو محاولة ساذجة لشراء الغفران بعد حياة حافلة ..يجب أن تكون للحج قوة سياسية ضخمة ويجب أن تهرع صحافة العالم إلى متابعة أنباءه لا بوصفه مراسم وتقاليد تصنع صورا طريفة لقراء الصحف وإنما بوصفه مؤتمرا سياسيا دوريا يجتمع فيه كل قادة الدول الإسلامية ورجال الرأي فيها وعلماؤها في كافة أنحاء المعرفة وتجارها وشبابها ليضعوا في هذا البرلمان الإسلامي العالمي خطوطا عريضة لسياسة بلادهم وتعاونها معا حتى يحين موعد اجتماعهم من جديد بعد عام))
وعن سرحان الوحدة يقول: ((لست أدري لماذا أذكر دائما وأنا جالس وحدي في غرفتي شاردا مع الأفكار قصة مشهورة للشاعر الإيطالي الكبير (لويدجي بيراندلو) أسماها (ست شخصيات تبحث عن ممثلين) ولست أدري لماذا يخيل إلي دائما أن في هذه المنطقة التي نعيش فيها دوراً هائما على وجهه يبحث عن البطل الذي يقوم به وأبادر هنا فأقول أن الدور ليس دور زعامة )) قبل أن يؤكد في السطور الأخيرة ان هذا الدور التائه ((نحن وحدنا (المصريين ) بحكم المكان نستطيع القيام به )).
البارحة وبعد إنهائي للكتاب يبادرني بالسؤال : (إيه رأيك فيه ؟؟) ..فأجيب على الفور: (رائع لوكنت قريت أجزاء منه من غير ما أعرف إنه لعبد الناصر ، كنت قلت دي بوستات من صفحة (كلنا خالد سعيد) ..( للدرجة دي ؟؟ هو إمتى عبد الناصر كتبه بالضبط ؟؟)....أراجع التاريخ بحماس من مقدمة الناشر ( سنة 1953) .فيقول:(آه يعني بعد الثورة بسنة واحدة ..مممم!!!)..( ايوه مضبوط !!) .في تلك اللحظة وجدتني أهرع لأعيد قميصا أبي المهترئين وقصة أمي الحزينة إلى مكانهما في خزانة عقلي ..ومشيت أتمتم بامتعاض (لقد كان لي هنا أيضا بندقية !!).
أعترف ان الراجل ده مبهر .. أعترف ان اسلوبة و الطريقة الي بيتكلم بيها ملهمة لأقصى حد .. أعترف انه نجح في تغيير وجهة نظري نحوة بعد ان قمت بمقارنة حيادية بين أحداث يوليو و أحداث يناير خاصة ما بعد الأحداث .. بالمقارنة بما أظنة حقائق .. .. الكتاب جميل
عنوان مقترح: هواجسي عن العالم العربي لأنها ليست فلسفة، ولا هي معبّرة عن الثورة لكنها خواطر ماتعة في الحقيقة وساذجة وطموحة وفيها اعترافات بأخطاء كان ينبغي أن يُحاكم عليها وفيها جناية على العهد الملكي لتبرير الثورة
الكتاب موجز جدا ، يوضح فكر حاكم مصر في احد اكثر فترات تاريخها صخباً تستطيع ان تفهم الكثير عن فكر ناصر بمجرد التأمل في مفردات لغته المركسية بامتياز ، فلا تجد ذكر للمجتمع إلا في إطار صراع الطبقات و لا وجود يذكر لفظة "الانسان" طوال الكتاب تقريباً !!
المثير في قراءة الكتاب في هذه الفترة هو حديث عبد الناصر عن حالة النخب بعد يوليو و كيفية تعاملها و تقديمها لأراءها، الذي وصفه ناصر بقوله: كل رجل قابلناه لم يكن إلا إلى قتل رجل أخر و كل فكرة سمعناها لم تكن تهدف إلا لهدم فكرة اخرى فلو اطعنا و سمعنا لقتلنا جميع الرجال و هدمنا جميع الأفكار
و كذلك تعجبه من ان آلاف الشكاوى كانت بدافع الأنتقام لا طلب العدالة
و هذه الأمور التي لازلنا نعيش في ظلالها بعد عامين من ثورتنا المجيدة ، لان الذي نواجهه هو من امراض النفوس لا امراض العصور !!
من زاوية نظر برجماتية لهذا الكتاب يظهر أن الكتاب فاشل بامتياز لأنه تحدث فيه عن مبررات وأسباب وتحديات ثورة الثالث والعشرين من يوليو في مصر وذكر منها الإستبداد والنفوذ الأجنبي في البلاد وأنها كانت سبب قوي جداً للثورة ، فماذا كانت النتائج ؟ كانت استبدال النفوذ البريطاني بنفوذ روسي-أمريكي فيما بعد وكانت ديكتاتورية عسكرية بغيضة دامت عقود وعقود واستمرت حتى الآن . في هذا الكتاب يتجلى الخطاب الديماغوجي للشعوب والذي يعتمد على تخديرها بالعواطف وتنويمها بالوعود والأوهام . سيغضب القوميون العرب من هذا الكلام وأنا لا أبالي بهم لأنهم لا يُعَوَلُ عليهم .
حين تقرر أن تقرأ كتابا لسياسي ما حاول أن تتجرد من كل الانطباعات المسبقة عن ذلك الشخص وابدأ باستكشافه من خلال ما يكتب لا من خلال ما يكتب عنه. شخصية جمال عبدالناصر مبهمة بالنسبة إلي ومحيرة، فهنالك من يحبه ووصل به حد التقديس، وفي المقابل هناك من يلعنه ويلعن سياسته ليل نهار وكلاهما يفتقد للحيادية. كتاب قصير يتحدث فيه جمال عبد الناصر عن ثورة يوليو وما تبعها من وجهة نظره، كلامه مقنع وواقعي جدا. قد يكون بداية لتحديد موقف إيجابي من الراحل جمال عبد الناصر.
قراءة التاريخ من اجمل القراءات و لا يمكن ان تقرأها الا بشخوصها و ان لا تحكم على هذه الشخوص الا من خلال مصادر عدة و لكن هذا لا يعني القراءة من زاوية واحدة مؤيدة أو متباينة ,,
أقرأ في سير و تراجم و حياة القادة الذين تحركوا في التاريخ و الواقع و خلقوا حركة التغيير و من ضمنهم بلاشك جمال عبدالناصر الذي كان قائداً في عصره و لازال عند الكثيرين ,, تحدث في هذا الكتاب عن زمن قبل التكوين للثورة و اثناءها و ما دار فيها و من ارهاصاتها و مجموعاتها و بعد ذلك الحركة التي قادها ضمن اساليب مختلفة في المواجهة او المسايرة للواقع ان كان في تعامله مع الحكام في عصره و الحاكمون لبلده او الخارجين عنها و من ثم تحدث عن المكان و انه ليس مختصرا في ارض مصر بل هو في كل العالم و ضرورة تحديد وجودنا في هذا المكان العالمي و موقعنا ,,
تحدث كثيرا و أشار اشارات من مقاطع قد اختصرت حوادث كبيرة مع تأكيده بعدم كونه مؤرخا ,,
القراءة في هذا المجال بقدر جمالها و لكنها تحتوي على الكثير من المؤشرات التي قد يستفيد منها الانسان القارىء في تعاطيه مع كل القراءات المختلفة او المؤيدة .
يبدو الكتاب رحلة بحث عن فكرة الثورة و نشأتها و بذورها داخل نفس جمال و لدى الضباط الأحرار، و عامة المصريين ضمن سياق امتداداتها التاريخية و ما الذي كان بالإمكان لهذه الثورة أن تفعله و ماذا كان يجب عليها أن تفعله ،
ثم يأتي الحديث عن المجال الحيوي المصري كفكرة مستعجلة ، فهو قائد ٌ بالفطرة و سياسي رفيع و ليست الفكرة الوطنية معدومة داخله بل متجلية بشكل واسع جدا ، هذا الكتاب أدبي سياسي ممتع و لذيذ جدا ، و إنساني بسيييييط بكل ما تحمله الكلمة من معنى !!
أعتقد أن عبد الناصر لم يكن يقصد بهذا الكتاب إلا أن يُفهم قارئه ما حدث ولماذا حدث وكيف كان يفكر ؟! .. أن يُفهمنا عقليته وطريقة فهمه لواقعه و كيفية اتخاذه لقراراته .. وأعتقد أنه وُفّق في ذلك
قرأته من 5 اعوام تقريبا ... واليوم قررت ان اقرأه من جديد ..
حالة من التعجب الشديد .. وكأنني أقرأه للمرة الاولي ! كل سطر خطه #جمال_عبد_الناصر في ذلك الكتاب كأنه يصف اخر ثلاث سنوات منذ يناير 2011 الي اليوم كل تفصيلة ... كل حدث تاريخي ... وكل وضع سياسي يتكرر بالحرف نفس فصول الرواية الرتيبة ونفس الادوار القذرة الدنيئة وان اختلفت الشخصية التي تؤديها لا اكثر ...
- موقف جموع وعموم الشعب (حزب الكنبة كما نسميه اليوم او صفوف الامة كما اسماها ناصر ) من الثورة وقت حدوثها وكيف كان مخيباً لآماله .... هو نفسه لم يتغير
- موقف النخبة _ (كما نسميهم اليوم - والكبراء كما تسميهم الجرائد علي لسان ناصر ) _ عقب الثورة وفسادهم وتكالبهم وآنياتهم ويثارهم للمناصب والكراسي مما دفع ناصر الي التحول من .. هو نفسه ماحدث ويحدث
- حالة المجتمع عقب الثورة من تزلزل للقيم وتخلخل للعقائد وتصارع للمواطنين مع انفسهم افرادا وطبقات كما وصفه عبد الناصر .. هو نفسه وكأن ناصر يصفنا اليوم
مازلت في الجزء الاول وحتي الان ... صوت ناصر وقلمه الآتيان من علي بعد اكثر من 60 عام .. كأنهم يصفا مايحدث لنا علي مدار اخر 3 سنوات ... وان دل ذلك علي شئ فلا يدل الا علي ان مجتمعنا المصري بكامل مفرداته شعباً وفرداً ومؤسسات .. احزاب سياسية واشخاص غير مسيسة .. جماعة النخبة وبسطاء الشعب .. كل مفردات وتكوينات وطبقات المجتمع مازالت قابعه عند نفس النقطة ولم تتقدم ولو نصف خطوة منذ اكتر من 60 عام ان لم تكن تخلفت اكثر
وهنا السؤال الاهم .. واجب الاجابة :- مــــــــن المســــــــــئول .. عن وقوف وتحجر شعبنا بكامل مفرداته عند نفس النقطة منذ ثورة يوليو الي اليوم ؟؟؟ كبف لم يطرأ علي هذا الشعب في اكثر من 60 عام اي تغير او تطوير في العقل والتفكير والرؤية .. فيتخذ الشعب نفس الموقف .. وتكرر النخبة نفس التصرفات .. ويعيد المجتمع نفس تخبطه ؟؟؟ بعد اكثر من 60 عام اي اكثر من نصف قرن واكثر من 6 عقود فترة كفيلة ببناء حاضرة مكتملة الاركان وليس بناء دولة فقط ... كيف وقف كل شئ في مكانه دون اي تطور الي اليوم ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شخصيًا أعتبر أسلوب هيكل أفضل ما في الكتيب.. كعادته أسلوبه في حكي التاريخ مشوق ولطيف ومُبسَّط ويضع فيه ما يشاء من سموم.. لكن العجيب أن يبدأ شخص مثل ناصر عصره بالاحتيال والخداع! ينسب هذا الكتيب لنفسه وأسلوب هيكل بداخله صارخ لتلك الدرجة؟! أخيرًا -الكتاب كله (نحنحة) شبيهة بنحنحة السيسي حاليًا: الشعب طول عمره منتظر الفرج -أنا مش أستاذ ولا عايز أكون أستاذ- احنا عملنا ثورة ولم نكن ننتوي الاستمرار لكننا فوجئنا بالفوضى الشعبية والناس تريد قتل بعضها البعض - مين يمسك؟ اضطررت بأمر الشعب -إلخ إلخ إلخ.. تشابهت قلوبهم وكتاباتهم وأفعالهم.. ألا لعنة الله على الظالمين
كتاب قصير يشرح بشكل شديد الايجاز فكر عبد الناصر الثورى .... لفت نظرى عدة اشياء اولها ان مطالب هذا الشعب واحدة منذ الابد .... نفس شخصيات حزب الكنبة موجودة ... نفس التفرق و النخبوية .... نفس الفتى و الكسل .... نقطة اخرى فى معرض كلام ناصر تكلم عن عيوب حكتم مصر و اتى مثلها
الكتاب عبارة عن خواطر للزعيم عبد الناصر يتكون من 3 فصول الفصل الاول عن كيف نشات الثورة في وجدان ناصر وامتي فكر فيها الفصل الثاني عبارة عن الازمات التي واجهت الثورة في بدايتها زي الاقطاع الفصل الثالث بيتكلم عن علاقة مصر بالعرب وافريقيا والدول الاسلامية اخير الله يرحمك يا ناصر كنت زعيما
. ذكرني هذا النص الردئ بمقال رائع لهيرتا مولر تتحدث فيه عن فقدان ذاكرة جماعي لرومانيا . حيث يتظاهر الرومانيون بأن الديكتاتورية قد أختفت في الهواء هل هذا الرجل فقد ذاكرته إلى هذا الحد ليأتي بكل ما إستنكره وإحتقره ؟
تخيل مثلًا أنك -لاقدر الله- تتابع خطاب للچنرال الحالي، ووجدته يدعو إلى الحد من التصفية العرقية أو يدعو إلى توسيع مساحة الرأي لدى الشعوب، أو حتى ينادي برجوع الجيش إلى ثكناته. درب من دروب الخيال، أنا أعلم. هكذا شعرت مع بداية هذا الكتاب، حتى انتهيت إلى أن هذه الأفكار والخواطر تمثل عقل جمال عبدالناصر وطريقة تفكيره ومسار حلمه وأمله، ولكنها لا توضح على الإطلاقما نفذه جمال بالفعل ، أو ما أخرجه من أفعال إلى النور. ربما كان الجزء الثالث هو أفضلهم لأنه يكشف النزعة القومية لدى عبدالناصر، أنا لا أنكر أن جمال عبدالناصر استطاع بطريقة أو بأخرى أن يرتدي زي هذا الدور الهائم على وجهه بلا ممثل-كما ذكر في الكتاب- وهو دور الزعيم أو القائد لكل البلدان العربية. وأظنه نجح في هذا، فالأغلبية الساحقة من العرب ممن عاصروا حكمه مازالوا يعترفون له بفضل ما، ومازال أغلبهم يزينون جدران غرف معيشتهم بصورته الفوتوغرافية. فالقومية العربية-وان أخطأ هو في استكمال مسيرها- إلا أنها بالنسبة لي أهم وأعظم نزعات عبدالناصر الوطنية. مادون ذلك فعبدالناصر مثله كمثل أي عسكري آخر عندما تضيع منه زمام الأمر يبدأ بالبحث عن الشماعة وغالبا ماتكون الشعب الخانع المتكاسل ،لاصاحب الهمة، الذي يقف حيال مسيرة النهضة التي يغذ الحاكم خطاه نحوها.
في هذا الكتاب يبدو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كما سمعناه في خطبه مراراً .. صادقاً في رغبته بالتحرر ، وبالتصريح في عحزه أحياناً و نبيل النوايا كما كان دائماً، في ثلاثة فصول يسبر ناصر لنا أغوار نفسه وما اختلجها خلال الحوادث التي مرت به ، ويتحدث عن الجيش و دوره في مصر ويسائل نفسه ورفاقه عن صوابية قرارهم باقحام الجيش في دور لم يكن له في يوم من الأيام ، ثم يتحدث عن الواقع الذي صدموا به بعد الثورة ، ويتحسر لندرة المخلصين والمتخصصين في الإقتصاد والسياسة ، ثم يتحدث عن رؤيته لدور مصر و( المكان ) الذي نحن محكومون به ، والدوائر الثلاث التي تنتمي لها مصر :العربية، والإفريقية، والإسلامية.
المثير هنا أننا نسمع ناصر ونقرأ لغته التي استعملها عوضاً عن أن نقرأ عنه بلغة وكلمات الآخرين.
عندما يتحدث الزعماء..فليصمت السفسطائيون الكتاب ده موجه لكل واحد بيشكك فى عبدالناصر و فوطنيته و قوميته و اسلامه كتاب مكتوب فيه ��حلام كل المصريين و العرب و المسلمين اعترافاته بالخطأ و الشك و الاحباط..كلها تثبت وجهات نظره اصراره على هدفه "مهما كان الثمن" كانت جملة تفسر استخدام حكومته للعنف ضد المعارضة فكرته عن افريقيا و الشرق الاوسط و موسم الحج الراجل ده جاب م الاخر
ملحوظة: اللى هيقرا الكتاب يقارن بين الكتاب ده و كتاب "معالم فى الطريق" لسيد قطب..هتشوف الفرق