What do you think?
Rate this book


359 pages, Paperback
First published April 1, 1956


حين يدافع الإنسان عن عقيدة من عقائده المذهبية يظن أنه إنما يريد بذلكوجه الله أو حب الحق والحقيقة. وما دري أنه بهذا يخدع نفسه. إنه في الواقع قد أخذ عقيدته التي نشأ فيها. وهو ولو كان قد نشأ في بيئة أخرى لوجدناه يؤمن بعقائد تلك البيئة من غير تردد ثم يظن أنه يسعى وراء الحق والحقيقة.
قدم تثبت المجتمع وأخرى تدفعه. والسير لا يتم إلا إذا تفاعلت فيه قوى السكون والحركة معا. والمجتمع الذي تسوده قوى المحافظين يتعفن كالماء الراكد. أما المجتمع الذي تسوده قوى المجددين فيتمرد كالطوفان حيث يجتاز الحدود والسدود ويهلك الحرث والنسل. والمجتمع الصالح ذلك الذي يتحرك بهدوء فلا يتعفن ولا يطغى، إذ تتوازن فيه قوى المحافظة والتجديد فلا تطغى إحداهما على الأخرى.
والواقع أن معاوية كان يملك بين يديه عددا كبيرا من الصحابة من طراز أبي هريرة والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم ومن لف لفهم. وأخذ هؤلاء يملؤون الدنيا بأحاديث رسول الله صلاة الله وسلامه عليه. وكان معاوية يغدق على كل من يأتيه منهم بحديث نبوي يرضيه مبلغا لا يستهان به من الأصفر الرنان.
"من طراز أبي هريرة" ،، ...
كانت السيدة عائشة تبغض عليا بغضا شديدا منذ زمان بعيد. وهذا أمر لا نشك فيه.