شغل نوبار باشا القادم من أصول أرمنية مناصب عديدة فى حكومات مصرية متعاقبة، إذ عمل وزيرًا للنقل والأشغال والداخلية والخارجية، كما اختير أول رئيس وزراء لمصر فى مجلس النظار الذى أسسه الخديو إسماعيل عام 1878 . وشغل هذا المنصب مرات ثلاثًا قبل أن يُتوفى عام 1899 . كتب نوبار باشا هذه المذكرات عندما بلغ الخامسة والستين ـ وتناول فيها الفترة من عام 1842 وحتى عام 1879، وهى الفترة منذ قدومه إلى مصر وحتى أن عزله الخديو إسماعيل. وتكشف المذكرات، التى تترجَم هنا كاملة للمرة الأولى، عن الوجه الآخر لنوبار باشا الذى كثيرًا ما تعرض للاتهام بموالاته للأجانب على حساب المصريين. وهو يقدم هنا ما يؤكد ضيقه بسيطرة الأجانب على الوضع العام فى مصر، وسعيه لتأسيس المحاكم المختلطة للحد من هذه السيطرة. ثم يتناول علاقته بكل من العضوين الإنجليزى والفرنسى فى مجلس النظار الأول.
وهذا الكتاب يضع بين يدى القارئ والباحث تفسير نوبار باشا للقرار الذى أحدث زلزالاً فى التاريخ المصرى الحديث، وهو تسريح 2500 ضابط من قوات الجيش، مما أدى إلى مظاهرة الضباط الشهيرة فى 18 فبراير 1879 .
عندما تقرأ مذكرات نوبار باشا لا يسعك إلا أن تتحسر على المذكرات السياسية المعاصرة التي ليس لها أي قيمة، أو تخرج منها بمعلومة مفيدة، لكن مذكرات نوبار فرغم حجمها الضخم ( 724 صفحة) بعد أن نشرتها دار الشروق كاملة إلا أنها ممتعة و لا تشعر بهذا الحجم، ولا تمل منها إذا كنت من مُحبي القراءة في تاريخ مصر الحديث، فالمذكرات حافلة بالمعلومات الثمينة غنية بالتحليلات الرائعة من وجهة نظر رجل من أهم الرجال في الجهاز البيروقراطي في مصر الحديثة منذ أواخر عهد محمد علي إلى عهد الخديو إسماعيل، هي ليست مذكرات شخصية عن حياة نوبار وعائلته، هي مذكرات عن عمل الرجل السياسي وتقييماته لكل الأزمنة التي خدم فيها في الجهاز البيروقراطي للدولة، فقد كان نوبار من وجهة نظر الخبراء الأوروبيين هو رجل الدولة الأوحد الذي جاء به الشرق.
انتهى نوبار من كتابة مذكراته باللغة الفرنسية عام 1894، يبدأ نوبار مذكراته من بداية عمله في جهاز الدولة في آواخر عهد محمد علي إلى خروجه من هذا الجهاز في عهد الخديو إسماعيل، هذه الفترة الزمنية الطويلة تجعل نوبار شاهدًا على عصر بأكمله، وهنا تأتي أهمية هذه المذكرات، ويبدو من المذكرات ذكاء نوبار في تعامله مع كل الولاة في تلك الفترة، لكن الأخطر أن هذه المذكرات بالرغم من حملها لجرعات نقدية عالية لإبراهيم باشا وعباس وسعيد والخديوي إسماعيل، إلا أنها على الجانب الآخر كانت ترسم صورة وردية لنوبار، فأنت لا يسعك إلا أن تتصور نوبار بالرجل المحب لمصر القلق على مصلحتها، بالرغم من أن كثيرًا من المؤرخين يقرنون بين شخصية نوبار وبين ظهور السلبيات التي ارتبطت بإسهاماته في الحياة السياسية، وقد وصف " ف.روبرت هنتر" نوبار باشا في كتابه [مصر الخديوية] بأنه الرجل عاشق السلطة والنفوذ، ولم يكن تقييم هنتر لنوبار إيجابيًا في مجمله، وهو تقييم يتفق مع المدرسة التاريخية القومية التي ترى في نوبار معبرًا عن المصالح الإنجليزية.
ربما هذه المذكرات تعطي لك رؤية أوسع للصورة؛ حيث أن نوبار لم يكن عميلًا للمصالح الأجنبية ولم يكن منتفعًا منها، ويقول في مذكراته أنه كان يعمل على إحلال رقابة نفرضها نحن على أنفسنا محل رقابة أجنبية تفرضها الدول علينا، وأنه أراد وزراء مصريين لكن فُرض عليه وزراء أجانب، لكن هذا لا ينفي أن بريطانيا عملت على استقطابه لتحقيق مصالحها، وهو قد وجد في هذا الاستقطاب تحقيق غايته في تفكيك عُرى سلطة الخديو إسماعيل، وارغامه على التنازل عن أملاكه للدولة.
صحيح نوبار هاجم الضرائب والسخرة، لكنه لم يكن مناضلًا ولا زعيمًا، بل أولًا وأخيرًا إذا أردنا أن نفهم نوبار لابد أن نضعه في موضعه كترس في عمل الألة البيروقراطية في مصر، وفي وقت ما، وجد نفسه خارج هذه الألة البيروقراطية مطرودًا على يد إسماعيل، ولما عاد مرة أخرى كان يُدرك أنه لن يبق في السلطة طالما ظلت يد الخديو مطلقة، هذه الحقيقة قد تختفي في المذكرات تحت هالة صدام نوبار مع إسماعيل وتحت شعار الإصلاحات= وفي نفس الوقت لم يكن نوبار يعول أو واثقًا من تدعيم النفوذ الأجنبي له، فوقف في المنتصف حيث فكك عرى سلطة إسماعيل، وأنشأ المحاكم المختلطة التي رأي أنها قد تضع قيودًا على السلطة المطلقة لأصحاب الامتيازات الأجنبية، وعلى التعديات الشاذة من جانب القناصل " أصحاب السلطة القضائية"، ويرى نوبار أنه منح مصر أول مؤسسة قضائية عصرية، وواقعيًا هذه المحاكم المختلطة كانت البداية لانحسار الشريعة عن نظام المحاكم في مصر؛ حيث أخذ التقنين المدني المختلط في مصر كل التقنين المدني الفرنسي ، كما نقل بعض المسائل عن القضاء الفرنسي، وأيضاً نقل من التقنين المدني الإيطالي القديم الذي صدر في سنة 1866.
على كل حال تقييم مثالية نوبار الإصلاحية وفق رؤيته عن نفسه من خلال المذكرات لا أراها جيدة، لكن تقييماته لكل ولاة مصر من الأهمية بمكان، فهو يعتز جدًا بتجربة محمد علي باشا، ويراها التجربة الحقيقية لبناء مصر، ويرى في تجربة سعيد و الخديوي إسماعيل البداية الحقيقية لخراب مصر، ورغم أنه خدم إبراهيم باشا لم يكن نوبار متعاطفًا معه ولا حزن لوفاته، ويتكلم عن العلاقة القلقة بين إبراهيم باشا ووالده محمد علي باشا في آواخر حياته، ويتكلم عن القلق النفسي الذي كان يعتري محمد علي باشا في آخر حياته، والأزمات النفسية لإبراهيم باشا التي جعلته يرى في نومه أشباح من قتلهم، ويتكلم عن النواحي الإيجابية والسلبية عند عباس الأول ووصفه بالاستبداد والتوحش، ولا يقطع برأي فاصل في قضية اغتياله، وينقد بشدة سعيد باشا ويرى فيه نموذجًا للحاكم المبذر والمغرور، ويتكلم عن المغامر المفلس ديليسبس ودوره التخريبي في مصر، والفساد والسمسرة والعمولات، والنهب المنظم لثروات مصر على يد الوكلاء الأوروبيين الذين يستغفلون سعيد باشا، ويتكلم عن الفساد التام لمصر في عهد إسماعيل= وكيف أغرق البلد في الديون، ووضع رقبة البلد تحت رحمة القناصل الأجانب، ثم يسكت نوبار عن الفترة التي أعقبت تولي توفيق الحكم في مصر والاحتلال الأجنبي بلا سبب مفهوم، رغم أنه تولى رئاسة مجلس الوزراء مرتين بعد عام 1879 .
الحقيقة هذه المذكرات مؤلمة؛ فهي توضح بشكل صريح كم الظلم والقهر والنهب والفساد الذي ساد في تاريخ مصر الحديث، حتى أنك ليُخيَّل إليك للحظات أن الظلم هو القاعدة والعدل هو الاستثناء في تاريخنا الحديث، فكل ظلم يعقبه ظلم، وكل فساد يعقبه آخر، متوالية من التيه في منظومة من القهر تحيط بالمصريين الذين لا تحس بهم ولا تسمع له ركزًا، وحالهم هو كحال مشايخ دمنهور الذين ضربهم أفنديا عباس بالعصا بعد أن ألزموا أنفسهم أمامه بزراعة ما لا يطيقون، وقد فشلوا في الوفاء بما ألزموا به أنفسهم، ولما سُئلوا في ذلك بعد ضربهم قالوا "وهل يستطيع أحد مخالفة ما يقوله الوالي!! ".
لقد ختم نوبار مذكراته وهو يُعلِن أن مهمته انتهت بكتابة مذكراته، لكنه يقول بأسى " لكن ما يشغلني نفس القلق دائمًا ..مستقبل البلاد يقلقني: هل ستظل الحالة الراهنة إلى الأبد؟ أم أنها ستكون حالة مؤقتة؟ " ، وكانت الأيام هي خير إجابة على سؤال نوبار، إنها ليست حالة مؤقتة، بل لعنة ..لعنة يبدو أنه لا فكاك منها إلا بأن يأذن الله تعالى برفعها.
فيما يربو علي السبعمائة صفحة يخوص بنا نوبار باشا في تاريخ مصر الحديث كمعاصرا وكصانع قرار في فترات حكم محمد علي وابراهيم باشا والواليان عباس وسعيد والخديو إسماعيل يمتاز الكتاب بالقرب الشديد من سدة الحكم ويبين لك الاختلافات الشخصية والخلقية بين الحكام المختلفين وكيف تؤخذ القرارات السياسية وعلاقات المد والجزر بين الدولة العثمانية وبين مصر وبين الاخيرة والدول الاوروبية ومطامع تلك الدول في مصر وطبعا كيف تم توريط مصر في مشروع قناة السويس وكيف اهدرت القروض الممتالية والتي كان بقليل من الجهد لم نكن بحاجة لها ... يعيب الكتاب انه برغم انه يدور حول حياة كاتبه الا انني كنت انتظر الكثير من التفاصيل التي كنت اتشوق لسماعها كظروف نقل مقر الحكم من القلعة الي قصر عابدين وتفاصيل بناء هذا القصر وايضا وصف حفلة افتتاح قناة السويس برغم ان الكتاب تعدي كما ذكرت السبعمائة صفحة .. يعيب الكتاب ان قسم كبير منه يدور حول تفاصيل غاية في الملل في مفاوضات نوبار مع الحكام وقناصل الدور الاوروبية لأقرار الاصلاح القضائي (المحاكم المختلطة ) وهو فكرته في الاساس ولكن عندما تم تنفيذها كان خارج الحكم فتم تحريف الفكرة على حد قوله بالاضافة الي دوره في القضاء على السخرة وتقليل اضرار مصر مشروع قناة السويس
اولما قريت الجملة اللي استشهد بها بلال فضل فيمقاله بالمصري اليوم بقيت في حالة من الانبهار بجد حاكم ظالم يتحدث عن ابنه الطامع اللي حبسه لطمعه في الحكم وكان معتمد ان ابوه يموت لكن للأسف الابن مات قبل الاب فقال الحاكم حبسني فنال جزاءه ولكن لكوني ابوه فلازم اترحم عليه ياااااااااااه روعة
يحكي فترة مهمة جدا من تاريخ مصر، من أواخر حكم محمد علي إلى تولى الخديو توفيق و مبادئ حركة عرابي. المثير انه مخالف تماما لكل ما تعلمناه من كتب التاريخ و المناهج الدراسية عن هذه الفترة، فضلا عن أنه يتعرض لهذه الشخصيات من ناحية شخصية انسانية كانت مجهولة لدينا حتى الآن. عجبني..
* خلال الفترة اللى فاتت قضيت وقت عظيم جدا فى قراءة مذكرات نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر، وهي بحق عمل عظيم بيلقي الضوء على كثير من جوانب الحياة السياسية فى مصر فى خلال الفترة من انتهاء الحرب المصرية العثمانية 1841 ( تاريخ وصول نوبار لمصر والتحاقه بخدمة محمد علي )، وحتى إقالته من نظارته الأولى فى 1879 بعد واقعة مظاهرة الضباط واقتحامهم مجلس الوزراء والاعتداء عليه بالضرب، وهي أول أحداث الثورة العرابية والتى ستنتهي فى سبتمبر 1882 بهزيمة التل الكبير واحتلال مصر.
* المذكرات لم تنشر إلا فى سنة 1983 فى نسختها الفرنسية (كما كتبها نوبار) أي بعد حوالي 100 سنة من نهاية أحداثها، ولم تترجم للعربية سوى بعد 25 سنة تقريبا، وفى مقدمتها شرح أحفاد نوبار إنهم عرضوا المذكرات على كل من الملك فؤاد والملك فاروق وطلبوا منهم نشرها لكن الملكين رفضوا ورأوا إنها مسيئة لعائلتهم، كما إن الأبناء آثروا عدم نشرها عقب ثورة يوليو حتى لا تفهم كأنها فعل "منافق" للسلطة الجديدة، لأن هذه المذكرات كاشفة لكثير من خفايا أسرة محمد علي وآلامها وفضائحها والكثير أيضا من كوارثها.
* فى الجزء الأول من مذكرات نوبار بيكشف الصراع الرهيب بين محمد علي ونجله إبراهيم، واللى بيوصل إن إبراهيم كان عايش طوال الوقت كابوس رهيب لا ينتهي إسمه "محمد علي"، وإنه كان طول الوقت عاي�� بهاجس إن أبوه هيقتله، وإن مع الوقت كان إبراهيم بيتجه إلى "الجنون" ويصاحبه نوبات هذيان يتجادل ويتشاجر فيها مع أبوه غير الموجود، بخلاف كمان تأثير الحروب الطويلة اللى خاضها إبراهيم على صحته النفسية وال��ى بتخلي أشخاص قتلهم يزوروه فى الليالي اللى بيبيت فيها سكران.
* الصراع بيكون من القسوة إن محمد علي بيتشفى فى موت ابنه إبراهيم المأساوي والبطيء والمؤلم، وبيعتبر إنه نفاذ للعنته اللى ألقاها على إبراهيم، وإنه بيتكلم بده طول الوقت لدرجة إن العامة فى الشوارع بيعتبروا محمد علي "ولي" و "درويش" لأنه لعنته على ابنه تحققت بموت قاسي لابنه.
* خدم نوبار أيضا فى معية عباس الأول، الحاكم اللى وصف دوما بأنه كان رمزا للتخلف، لكن نوبار لم ير فى عباس هذا الشخص المتخلف، بل رآه إنسان أمين وكان حريصا على تحقيق العدالة، بل إن ما وصم به من "تخلف" إنما هو من فعل الأوروبيين اللى وقف عباس ضد محاولات تدخلهم فى مصر لاستغلالها ونهب ثرواتها، لكنه فى نفس الوقت رأى الجانب الإنساني المخيف من عباس المصاب بجنون الشك، المحب للانعزال، صاحب الأحكام القاسية والمخيفة على المخالفين.
* فى فترة الوالي سعيد كان نوبار أيضا من المقربين منه وعمل كسكرتير ليه، وهي الفترة التى بدأ فيها التدخل الأجنبي فى مصر بشدة، اعتقد نوبار إن فكرة قناة السويس هي اسوأ الأفكار اللى تم طرحها على الإطلاق، وإنها جلبت الخراب على مصر، بيوصف سعيد بالرجل الطيب الكريم العطوف لكنه الفوضوي قليل الحيلة، وبيرى إن خراب مصر الحقيقي بدأ فى عهد سعيد، وبيكن الكثير من الاحتقار لـ"ديليسيبس" وخسته واستغلاله.
* لعل الجزء الأكبر من المذكرات تناول الفترة اللى خدم فيها بالقرب من إسماعيل، وهو جزء من المذكرات يكيل فيه اتهامات عنيفة لإسماعيل بالأنانية والجشع والخبث، وكذلك أيضا هي بالنسبة له فترة من الإسراف الرهيب اللى أدى فى النهاية لكارثة إفلاس مصر بعد فوضى إدارية رهيبة يرجعها نوبار باشا فى الأساس لجشع إسماعيل اللى استولى لنفسه على ربع مساحة مصر الزراعية كأرض خاصة.
* حقيقة فإن المذكرات طوال الوقت ضجت من "السخرة" وآلام المصريين فى هذا النظام المرعب، وذكرت الكثير من الأمثلة المرعبة لآلام المصريين فى السخرة، وحملت ما أظن أنه تعاطف حقيقي مع ألم الفلاح المصري من هذا النظام المجحف، وكشفت حقيقة عن جهود نوبار فى محاولة إيقاف نظام السخرة، واللى كان بينظر ليها طوال الوقت من عناصر الإدارة المصرية على إنها نوع من الجنون، لأن نظام السخرة كان نظام راسخ ومسلم بيه ومقبول بشدة حتى من الفلاحين أنفسهم.
* جزء من الأشياء اللى جت على ذهني طول الوقت وأنا بقرا المذكرات، هو إزاي فيه ناس عاقلة بتمجد النظام الملكي، وبترى إن مصر الملكية كانت جنة!، حقيقة فإن 5 مليون مصري عاشوا أوضاع بائسة خاصة فى عهد إسماعيل المسرف اللى اقتات على جوع الفلاحين وآلامهم، بل إن عبارة واحدة فقط ذكرها نوبار على لسان "إسماعيل المفتش" مسئول مالية إسماعيل، تبين مدى قسوة أسرة محمد علي لما بيقول المفتش: إن مصر مثل الجوال، وأموال فلاحيها مثل الدقيق، فإذا ظننت أنك أفرغت الجوال من الدقيق تماما، فليس عليك سوى استخدام العصى وضرب الجوال لتجد المزيد من الدقيق!.
* طبعا لم يكن لمصر أن تعيش فى ظل هذه الظروف المأساوية، سوى كونها جزء من إمبراطورية ينخرها الفساد من أولها لآخرها وتتجه لموتها المحتوم، وهي الإمبراطورية العثمانية، وزي ما الإنسان لا يملك سوى الاستغراب من "محبي الملكية"، فلا يستطيع فى الوقت نفسه سوى أن يكن مشاعر "الإزدراء" لللى بيمجدوا فى هذه الدولة العثمانية الفاسدة والمتخلفة.
* على الرغم مما التصق بنوبار باشا من اتهامات بكونه رمز للتدخل الأجنبي كون إن وزارته، وهي الوزارة الأولى فى تاريخ مصر حملت وزيرين أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي، لكن الحقيقة إن قراءة ملابسات فكرة تكوين "الوزارة" نفسها، وإدخال نظام "مجلس الوزراء" نفسه، كان على العكس محاولة للتخلص من الضغط الأجنبي، لأن ببساطة التدخل الأجنبي كان موجودا ومطلقا، وفكرة الوزارة نفسها جاءت لتقليص قوة "المراقبين الأجانب" وجعلهم يعملوا من داخل نظام "مجلس وزاري".
* أحد طبعا الاتهامات الملتصقة بنوبار هو تأسيسه "المحاكم المختلطة"، والتى جعل على رأسها قضاة استقدمهم من أوروبا، وفى مذكراته بنقدر نفهم إن هذا النظام إنما جاء كمحاولة للتخلص من كارثة "المحاكم القنصلية" واللى تسببت فى تكبيد مصر أموال طائلة من التعويضات غير المستحقة، بل كان فى الأساس عمل وطني لتأسيس نظام قانوني وقضاء إداري فى مصر للمرة الأولى فى تاريخها.
* وكما هو معروف فإن اطلاق "مظاهرة الضباط" واللى كانت بداية أحداث الثورة العرابية، هي واحدة من مناورات الخديوي إسماعيل عبر "الحركة الوطنية"، وهنا ومن خلال الضحية الأولى لـ"مظاهرة الضباط" المعتدى عليه رئيس الوزراء نوبار باشا، بنقدر نشوف كيف ساوم إسماعيل الوزارة المصرية لعدم التنازل عن أملاكه "ربع مساحة مصر الزراعية" عبر دفع الضباط للتظاهر، وفى نفس الوقت القوى الوطنية كانت مدركة إن محاولات إسماعيل التقرب منها والتودد إليها لم تكن سوى لمصلحته الخاصة لذا لم تتعاطف معه ومع قضيته كثيرا.
* دي شوية خواطر سريعة الواحد حابب يسجلها بعد الانتهاء من قراية المذكرات، وهي ضخمة حوالي 750 صفحة، لكنها ممتعة للغاية وأنصح جدا بقرايتها..
#مذكرات_نوبار_باشا نبذة: احتل نوبار باشا مناصب عدة في ظل حكم محمد على باشا، إبراهيم باشا، عباس باشا، سعيد باشا، و الخديو إسماعيل في الفترة ما بين عام ١٨٤٢ م حتي عام ١٨٧٩ م التقييم: ما كل هذة التفاصيل التي بلا داعي؟! وما كل هذا الشح في المعلومات على الرغم من أن الكتاب تجاوز السبعمئة صفحة؟! أشعر أن والدتي دعتني كي أتناول وجبة الغذاء والتي غالبا ما تحتوي في أحدى عناصرها على البروتين الحيواني؛ فوجدت كوبا من الماء وكسرة خبز. فحين سألت عن باقي الطاعم فقالت لي "سأُحُضِر حالا الملعقة"؛ فسألتها "ولما الملعقة؟" فأمرتني بأن أرتدي فوطة الطعام. فأحيانا تكرار بلا داعي، وأحيانا كلاما ليس بالمكرر ولكن بلا داعي أيضا. وما كل هذة الأخطاء اللغوية؟! وهل يليق باسم شخص أن يكتب بطريقتين مختلفتين؟! وهل كان نوبار باشا نرجسيا؟ أشعرني نوبار باشا بأنه رأس حربة وحيد في مباراة كرة قدم مملة، وأن الباقون تكالبوا عليه من أجل تسديد أهداف دون تمرير الكرة إليه. فانتهت المبارة بدون أهداف نتيجة أنانية المحيطين. ترجمة الكتاب على يد "جارو روبير طبيقان" فمن هو؟ بحدثت عن اسمه في موقع جوجل وتطبيق جود ريدز ولم أجد له أثر في المرتين، هل حقا هو يجيد العربية؟ وهل الإطالة الفجة للأحداث منسوبة فقط لنوبار باشا؟ أم أن جارو كان له نصيبا من هذا الفشل؟ أم أن الأمر يرجع إلى د. إلهام ذهني والتي نُسب إليها مراجعة هذا العمل؟ ⭐⭐ #قراءات #هيام_محروس
كتاب رائع بل أكثر من رائع ، أكثر من ٧٠٠ صفحة ولكن لم أشعر بالملل إلا قليلاً مع أني لست بقارئ محترف للتاريخ أو دارس جيد له. ولكن مايحزنني هو وضع مصر وقتها وكم كانت تنتظر موافقات من القوى الأوروبية لتفعيل بعض القوانين أو الإصلاحات ، وكذا حال المصري وخاصة الفلاح والمزارع وقوانين السخرة البائسة والظالمة.
. يعتبر نوبار باشا من اعمدة الدولة المصرية الحديثة في ايام الاسرة العلوية ويعتبر اول رئيس وزراء لمصر وهو ارمني مسيحي. . عاصر نوبار باشا محمد علي باشا مؤسس دولة مصر الحديثة وتدرج في المناصب فيها حتى حصل على لقب الباشا وصار رئيس الوزراء وظل في السياسة المصرية حوالي خمسين سنة وشهد تأسيس الدولة عن قرب. . رغم ان نوبار باشا جزء من الدولة بعيوبها وفسادها الا ان شهادته غاية في الاهمية للتعرف على عقلية الاسرة العلوية ونظرتهم للشعب المصري ويشهد له مواقف مشرفة في تخفيف من وطأة عمل السخرة وان كان موقفه نابع من مصلحة الدولة وليس مصلحة الشعب، وكذلك يرينا عن قرب حكام الاسرة العلوية الاسود على الفلاح المصري كيف يتحولوا لحمل وديع امام الاوروبيين وكأنهم اجراء لخدمتهم. . المذكرات دسمة جدا ويتكلم فيها سنة بسنك تقريبا وهو ما يجعلك تتوه في التفاصيل ورغم ذلك اظنها من اهم الشهادات على حقبة من اهم الحقب في الدولة المصرية الحديثة، لكن للامانة لم اسطتع اكمالها وتوقفت عند صفحة ٥٠٠
٧٠٠ صفحة وشوية من الخيبة التقيلة رصدها نوبار باشا الأرمني وواحد من الحاشية في آخر فترات محمد علي وابنه ابراهيم وطوال عهد كل من عباس وسعيد والخديو اسماعيل.
ربما تاريخياً يعتبر نوبار من ضمن السيئين بحكم تواجده في مناصب حوالين الحكام دول دايماً ، لكن ما يحاول تبريره للأشياء السيئة اللي تسبب فيها كان إن الوضع كان أسوأ وهو خلاه أقل سوءاً.
بس فيه شوية حاجات مش هيتعرفهم الا لما تقرأ المذكرات خاصة الناحية الإنسانية من الحكام دي ، كانوا بيخافوا ويقلقوا وكان فيهم اللي شخصيته ضعيفة واللي كان مابيرحمش لكن كلهم كانوا متفقين ان البلد دي عزبة ابوهم حرفياً مش مجرد الأرض ، بالناس اللي عايشين فيها.
انا اعرف ناس بتحب مصر أيام الملكية ونفسهم كانوا يعيشوا وقتها لكن دي كانت ايام سودة ربنا ما يعودها (( عارف ان فيه ناس هتقول ما احنا عايشين في زفت , بس عشان انت ماعشتش في الوقت الملكي فالكلام سهل )) احنا وضعنا حاليا وإن مكانش كويس لكن أقل سوءاً ١٠٠٠ مرة من أيام الملكية.
الحقيقة المذكرات دسمة جدا وفيها حكايات مقرأتهاش في مكان تاني ، حكايات مصاطب كده بس بتدي صورة أوضح لتأثير قرارات علي الناس مش هتشوفها في كتب المدرسة.
التقييم ٤ من ٥ ✅ وينصح بقرائتها لمحبي التاريخ والسير ، غير كده مش هيعرف يكمل فيها ١٠٠ صفحة.
من أمتع وأعظم المذكرات اللي ممكن تتقري. متعة فوق الحدود. رؤية تاريخية للأحداث اللي مرت بصمر ولهوية مصر وللحكم, والتوغل في طبيعة الشعب ورؤية ثاقبة فعالة لحد اليوم في أسباب سقوط مصر وسبل نهضتها. العدالة والأمان. رؤية عميقة ومسيرة أحداث من محمد علي لحد الأحتلال الإنجليزي. لا شك بأن الكتاب ده مهم وملهم ويخليك تندهش وتعيد فصول بعينها عدة مرات. مكتوب بمهارة وصدق وحلاوة. السيسي شفته شبه إسماعيل والاتنين تحسهم كربون والزمن دار ورجع تاني تبيكال
وهو كتاب علي ما فيه من معلومات مهمة جداً ومفيدة في بابها الا انني تضايقت جداً من قراءته اكثر مما استفده منه
فالكتاب سفر كبير يتكون من ٧٢٤ صفحة ، استطيع بدون مبالغة ان اقول انه يحتوي علي ما يقارب من ٥٠٠ صفحة منهم مدح نوبار في نفسه
فقد عمل طوال حوالي ٤٠٠ صفحة علي اقناع القارئ بمدي ضرورة انشاء المحاكم المختلطة وان القضاة الاجانب هم طوق النجاة وانه لا نجاة لمصر من دون المحاكم المختلطة !!
ثم تكلم علي مسألة قناة السويس وكم كان معارضاً لانشاءها ثم بعدها تكلم علي مسألة الديون وتدخل القوي العظمي في مصر متمثلين في بريطانيا وفرنسا ثم اشار الي مسالة ضرورة تسليم اراضي الخديو اسماعيل للحكومة من اجل محاولة تصفية الديون.
وفي كل مرة عند حديثه عن مسالة ما ينتهي الكلام بأنه لم يكون في حسبانه انه سيحدث كل هذا !!
الكتاب شيق بعض الشئ بداية من الصحفة رقم ٦٠٠ او ما بعدها أيضاً ، أما جميع ما قبلها فممل جداً جداً جداً هذا في رأيي
كتاب لا اتمني قراءته مرة اخري واعتقد ان هذا اول كتاب يمر عليا اشعر معه بهذا الشعور السئ.
المذكرات صادقة بشكل كبير تناقش الفترة من عصر محمد على حتى عصر اسماعيل ولكنها تغوص فى الاعمال اليومية وبتفاصيل هامة لمن يعشق التفاصيل بعض الفصول سوف تجد فيها ملل بعض الشئ ولكنها توضح لك عالم لم تكن تعرفة قبل ذلك فكثير ممن كتبوا فى هذه الفترة يكتبون عنها وليست مذكرات شخصية تحكى تفاصيل الأشياء
نوبار باشا الذي حضر أجزاء هامة من تاريخ مصر بدءً من محمد علي باشا وحتى الخديو توفيق ، يروي تفاصيل تلك الفترة من خلال تجربته مع كل حاكم ، وبالأخص فترة توليه مسئولية السكك الحديدية ، وكذا فترات رئاسته للحكومة ، بصفته أول رئيس وزراء عرفته مصر .