يفتتح د.طه عبد الرحمن هذا الكتاب بسؤال: هل للأمة المسلمة جوابها الخاص عن أسئلة زمانها؟ إذ يعتبر أن لكل زمان أسئلته التي تخصّه، ومن واجب كل أمة أن تجيب عن هذه الأسئلة، وهي لا تكون أمة بحق حتى ترتقي بالجواب إلى رتبة الاستقلال فيه.
وهو يقدّم في هذا الكتاب جوابه عن هذا لسؤال، حيث وعلى طريقة د.طه عبد الرحمن التي يبنيها بناءً منطقياً، يصل إلى اعتبار أن روح الجواب الإسلامي عن أسئلة هذا الزمان تتجلّى في حقيقتين اثنتين: الأولى: الإيمان، ويُتوصل إليه بالنظر في مختلف الآيات، أي بالنظر الملكوتي (الذي ينفذ إلى عمق الآيات بوصفه مؤسساً للنظر المُلكي (على أساس الظاهر). والحقيقة الثانية: التخلّق، ويُتوصّل إليه بالتعامل مع مختلف الأشخاص والأمم، أي بالعمل التعارفي بوصفه مؤسساً للعمل التعاوني. وهو يحمل جوهر التواصل مع كل البشر وتقبُّل الاختلاف عنهم.
طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي. تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه". درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006. تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".
" يتضح مما سبق أنّ الجواب الإسلامي عن أسئلة هذا الزمان يقضي بضرورة تحصيل الإنسان لهوية جهادية , فالإنسان بلا جهاد كلا إنسان , والأمة بلا جهاد كلا أمة "
كتاب ثريّ لأستاذنا طه عبدالرحمن , استكمالاً لمشروعه في تأسيس فلسفة أخلاقية إسلامية , و عني بالردّ على الحملة الموجّهة ضدّ الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر , و التأكيد على أنّ الإسلام هو ضامن الاختلاف , في قمابل الأحديّة و الاثنينية الإقصائيّة التي يتعامل بها الغرب , منطلقاً من همّ مؤسّس يتمثّل في حقّ الأمّة الإسلاميّة في أن تمتلك جوابها الخاصّ عن أسئلة زمانها .
! إنه لقائي الأول بالأستاذ طه ، وقد كان حقاً مدهشاً
لغة طه خلاّبة ، وطريقة طرحه لأفكاره أخّاذة ، يعرض ويفصّل في المحاور بترتيبٍ وربطٍ عجيبين لم أقرأ بهما من قبل. تستيقن من قراءةما بين الأقواس والهوامش أن الكاتب عميقَ الفكر ذكي الإشارات لم يكتب كلمةً من هذا الكتاب عبثاً.
أما الكتاب فمحوره الرئيس أفضلية الأمة المسلمة على غيرها من الأمم بما تحمله من منهجٍ للإيمان الملكوتي(ينفذ إلى الآيات والمعاني عوضاً عن الوقوف على ظاهر الأحداث) والخلق التعارفي ( يجيز التعاون على المعروف فقط ). أيضاً يقدم شرحاً مفصلاً لكيفية تفعيل هذا الإيمان وتأصيل ذاك التخلق بما يتيح للأمة المسلمة أن تقيل عثرتها بالنهوض من كبوتها وتقيل عثرات غيرها من الأمم بالنصح والتقويم .
حاولت أن أحصر المفاهيم والمصطلحات الواردة في الكتاب فهذه قائمة بهم ظ – الظاهرة : هي كل ما يظهر للعيّان محددا في الزمان والمكان وحاملا أوصاف تقوم بينها علاقات موضوعية كلها مضبوطة وملحوظة ، كما هو نزول المطر. آ- الآية : هي الظاهرة منظروا إليها من جهة المعنى الذي يزدوج بأوصافها الخارجية، دالا على الحكمة من وجودها، وهذا المعنى هو عبارة عن "قيمة" ينبغي لمن يدركها العمل بمقتضاها كما هو معنى "الحياة" الذي تشير إليه ظاهرة نزول المطر، وقد يقارن الظاهرة أكثر من معنى بحيث تصير الظاهرة الواحدة عبارة عن آيات متعددة. م - المجتمع : مجموعة أفراد يسلكون سبيل الاشتراك في سد الحاجات وأداؤ الخدمات. أ- الأمة : هي المجتمع منظورا إليه من جهة القيم التي يدعو إليها والتي تؤهله لأن يبلّغها إلى الأمم الأخرى سعيا وراء ارتقاء الإنسان. (أو هي عبارة عن المجتمع الذي يؤمن أفراده – وكذا جماعاته- بأنهم أصحاب رسالة أخلاقية لا يحدها مكانهم ولا زمانهم، وأنهم يتحملون جيلا بعد جيل، مسؤولية تخليق المجتمعات الأخرى على وفقها ) ت – التعاون : هو تعامل لا قيد أخلاقي معه . (أو الانتظام في أعمال جماعية خيراً كانت أو شر). ت – التعارف : هو تعامل مقيّد بالمعروف. ن – النظر الملكوتي : رؤية القيم أو القيم المعنوية المقترنة بالظاهرة . وهو نظر يعقل من الآيات ليوصّل إلى الايمان الأشمل وإلى الكمال العقلي ن – النظر الملكي : هو نظر يعقل الأسباب وراء الظواهر وهو نظر فرعي يصل بالإنسان إلى العلم لا الإيمان. م- مبدأ الكونية : القيمة التي تسدد أمم الأرض نحو الاتفاق فيما بينها و- واقع الكونية : تمثله الكونية الحادئثة في هذا الزمان ق – قانون التغلب: يقتضي أن أحد الخصمين ينسب إلى الآخر أشنع وصف يمكن أن يحقق له التغلب في ظروف المواجهة. خ – الأخلاق : هي الأفعال نفسها وقد اتخذت قيما مخصوصة أهدافا لها. (= هي مجموعة من الصفات الأخلاقية لسلوك الإنسان، بحيث إذا فقدها نزل عن رتبته كإنسان وأصبح معودا في الأنعام، وهي محموعة العادات الضرورية التي يتصف بها المجتمع في تعامله مع غيره ، بحيث إذا فقدها المجتمع اختل نظام الحياة فيه وأصبح معدودا في القطعان). ت – التعددية/ التعددية القيمية Pluralism: - هي مذهب فلسفي أخلاقي يقول (بمبدأ تصادم القيم ) ومقتضاه أن القيم معان متغيرة ومتباينة فيما بينها وأن الحياة الطيبة تواجه قيما متعددة متصادمة. وأهم خاصية يتميز بها هذا الاتجاه هي القول بأن القيم المتصادمة الأساسية التي تنبني عليها الحياة الطيبة تكون متعارضة أو متنازعة أو قل متصادمة بحيث لا يمكن رفع هذا التصادم بردّ هذه القيم بعضها إلى بعض ولا بترجيح بعضها إلى بعض. (كأن تتصادم الحياة مع الحرية متى كانت التضحية بالحياة ثمنا للحرية) . ت – تعددية القيم المتصادفة : ه يالتعددية التي لا تسيّب عقلي فيها ولا يكون ذلك إلا بوصل العقل بمبدأ الإيمان، وهي التعددية التي لا تسلط سياسي فيها ولا يكون ذلك إلا بوصل السياسة بمبدأ الخير، وهي التعددية التي لا تطرف ثقافي فيها ، ولا يكون ذلك إلا بوصل الثقافة بالفطرة. ذ- الذاتية القيمية: المذهب الذي يعزو ارتباط القيم بذات الإنسان ويعدّ القيم أذواقا ومشاعر خاصة. ن- النسبية القيمية:- المذهب الذي يجعل كل قيمة متعلقة بسياق ثقافي مخصوص. م- مبدأ القيميةالعام - تعريف الكاتب- : أن المؤمن يأخذ قيمه من دينه الخاص الموافق للفطرة، محققا لها قي بعض أفعاله. م- مبدأ القيميةالخاص - تعريف الكاتب- : أن المسلم يأخذ قيمه من الدين الخاتم الموافق لكمال الفطرة، محققا لها قي كل أفعاله.
ل- الليبرالية: هي الفكرانية السياسية التي تطالب بمجال واسع لممارسة الأفراد لحرياتهم دون تدّخلبعضهم في أفعال بعض وكذا لتحقيق تصوراتهم للحياة الطيبة دون تدخل الدولة فيها " إلا بما يحفظ هذه الحريات !" ن – النزاع : يغلب عليه الطابع السياسي ص- الصراع : يغلب عليه الطابع الاقتصادي ص- الصدام : يختص باعتماده العنصر الثقافي وتقديمه على السياسة والاقتصاد ت – التقرير الإرادي: مسلك تقريري تبناه فيبر وبرلين للتعامل مع تصادم القيم الذي يدّعي بأن الإرادة هي وحدها التي تقرر أي القيمتين من القيم المتصادمة التي تقرر من يصلح لأن يكون موضع التحقيق، يمعنى أنه لا مفر من أن نختار إحداهما على وجه التحكم وبهذا المسلك يتم يصرف الاستناد إلى الدليل العقلي أو البينة الدينية لمنع التصادم! م – مبدأ التعميم(أو مبدأ الشمول) :- أي أن الحكم القيمي لا يصح إلا إذا كان كل ما ينتج من تطبيقه العام – قضاء لمصالح كل واحد- مقبولا عند جميع الأشخاص المعنيين، بمعنى أنه لا صحة للحكم القيمي من غير إجماع. م – مبدأ المناظرة :- الحكم القيمي لا يصح إلا إذا اتفق على صحته جميع الأشخاص المعنيين بوصفهم متناظرين، بمعنى أنه لا صحة للحكم القيمي من غير مناظرة. ت- طريق التفريق : - يعني أن لكل شخص الحق في التمتع بأكبر قدر من الحريات الأساسية موافق للقدر الذي يتمتع به غيره، وبأن الفروق الاجتماعية والسياسية تتعلق بوظائف وأوضاع متاحة للجميع، والفروق تحقق أكبر فائدة للفئات المحرومة. ت- طريق التجميع : يتمثل في وجه كثيف يخص كل أمة على حدة، ووجه لطيف يشترك به أفراد الإنسانية جميعاً. أ- أخلاق التعاون – الأخلاق التعاونية: هي الأخلاق التي لا يحصل اليقين في نفع مقاصدها ولا في نجوع وسائلها،أي أنها ظنية النفع في المقاصد وظنية النجوع في الوسائلز أ- أخلاق التعارف- الأخلاق التعارفية : هي التي يحصل اليقين في نفع مقاصدها أو في نحوع وسائلها. ت - التغاير أي أن القيمتين لا تقبلان مقايسة مقارنة بالأخرى ث- الثقافة : - مجموعة القيم والمبادئ المعنوية التي تختص بها الأمة. ث- الثقافة اصطلاحا للنص : هي جملة القيم التي تقوّم الاعوجاجات الفكرية والسلوكية داخل الأمة على الوجه الذي يجدد اتصال الفكر والسلوك بأسباب هذه القيم في عالم الآيات ، وبالقدر الذي يمكّن هذه الأمة من استرجاع قدرتها على الإصلاح والإبداع، طلبا لتنمية الإنسان والارتقاء به في مراتب الكمال العقلي والخلقي. ح – الحضارة : مجموعة الوقائع العمرانية المادية التي تحتص بها الأمة ث- الثقافة المنفصلة – الثقافة الانفصالية : هي التي تضم القيم التي تم فصلها عن الآيات في الوجود أو عن الفطرة في الإنسان، وحتى إذا ألحقت بها قيم ما زالت تحمل آثار هذه الصلة فإن باقي القيم داخل هذه الثقافة لا ينفك يُعمل على أن ينقل أليها وصفه الانفصالي. ث- الثقافة المتصلة أو الاتصالية : هي التي تضم القيم التي تحفظ صلتها بآيات الوجود وبفطرة الإنسان. ا – الاستتباع الثقافي : -إحدى المفاسد الثقافية التي يقوم بها الواقع الكوني بأن يخضع الشعوب المسلمة لسياسات تربوية وتعليمية تعزز سلطانه، وتنال من القيم الإيمانية والأخلاقية التي تحملها ثقافات هذه الشعوب، وتجعل هذه الثقافات تنزوي وترضى بوضع لا يتعدى "الطقوس الشكلية" أو"التقاليد الشعبية" . ت – التخريب الثقافي : إحدى المفاسد الثقافية التي يقوم بها الواقع الكوني يرمي فيها إلى نسف قيم الثقافة الإسلامية بكل الوسائل مثل: التشكيك في الثوابت العقدية في الدين الإسلامي، والتطاول على مقدساته بدعوى تحري النزاهة والموضوعية، وكذلك الطعن في الحقائق التاريخية التي تعلقت بالحضارة الإسلامية، التخويف من الإسلام بأنه دين إرهاب ودين تطرف، ودين كراهية للغرب ت – التنميط الثقافي :- إحدى المفاسد الثقافية التي يقوم بها الواقع الكوني يفرض فيها رؤيته الخاصة ومعاييره الثقافية على باقي الأمم، دعماً لهيمنته الاقتصادية المتمثلة في السيطرة على رؤوس الأموال والأسواق التجارية والشركات العالمية. ت – التلبيس الأخلاقي:- إحدى المفاسد الثقافية التي يقوم بها الواقع الكوني بقطع صلته بالأسباب الروحية للأخلاق والعمل على مبدأ الاشتغال بالإنسان وترك كل اشتغال بالله، والتوسل بالعقل، ومبدأ اعتبار الدنيا، وترك اعتبار الآخرة، ومعلوم أن القيم الإيمانية العظيمة هي "الله" و"الوحي" و"الآخرة". ت- التصدع الثقافي: وصف لواقع الأمة (الإسلامية) عندما تتخذ الازدواج بين ثقافة المستعمر وثقافة الأصل، والازدواج بين الحداثة والأصالة، (والازدواج بين الإسلام والغرب)، والازدواج بين الماضي والحاضر، والازدواج بين القومي والعالمي. ا- الاستدلالية : مطلب يقتضي انشاء خطاب ينطلق من مقدمات محددة ومعلومة وينتهي إلى نتيجة لازمة منها لزوما يتبع قواعد مقررة ومقبولة من الجانبين : المستدل والمستدل عليه:. ا-الأخلاقية : يقتضي بأن تكون نتيجة هذا الاستدلال عبارة عن دعاوى أخلاقية يتعين إيقاعها وهذه النتيجة - وإن أتت بصيغة الخبر – فإنها تكون بمعني "الأمر" أو "النهي" أو على الأقل بمعنى النصيحة أو التوصية. ا –الاستدلال الحربي : يقتضي هذا الاستدلال أن تنسب إلى العدو صفات الشر ، بحيث بقدر ما يزداد عدد هذه الصفات ويشتد سوءها تكون حرب هذا العدو أعدل وأوجب. ا – الاستدلال الفاسد أو الشبهة : هي استدلال مردود يقتضي أن يدخل على صورته الاستدلالية اختلال معين، بحيث قد تصدق مقدمته (أو مقدماته) ولا تصدق نتيجته. ا –الاستدلال الغالط أو الأغلوطة : هو استدلال مردود يقتضي بأن يدخل اختلال معين على غير صورته الاستدلالية،إذ يجوز أن تصدق نتيجته متى صدقت مقدمته أو (مقدماته) م – مغالطة إنسان القشّ: أغلوطة يعمل الخصم بمقتضاها على تحريف دليل (أو أدلة) خصمه عن موضعه (أو مواضعها)، بحيث يخرج به (أو بها) إلى معنى(أو إلى معان) فاسد (فاسدة) يسهل عليه إبطاله (إبطالها). م – مغالطة الالتباس : تقوم في استعمال اللفظ الواحد أو العبارة الواحدة بمعنيين محتلفيين في نفس الجملة أو النص، والانتقال من أحد المعنيين إلى الآخر من غير تنبيه على ذلك . م – مغالطة الإتيان بالمثل : تقوم بأن يأتي الشخص ما ينهى عنه غيره. م – مغالطة التأثيل : تقوم في البناء على أن المدلول الاصطلاحي للفظ يتحدد دائما بمدلوله اللغوي الأصلي إن كان لفظا مفردا أو بالمدلول الأصلي لأجزاءه إن كان لفظا مركبا. م – مغالطة المرافعة الخاصة: تقوم في ذكر الأدلة أو الوقائع التي تسند الغرض الذي يراد الوصول إليه مع السكوت عن الأدلة أو الوقائع التي لا تسند. - بحث الانسان عن المعرفة : أن يطلب الإنسان الأسباب الظاهرة للأشياء من أجل التحكم في الوقائع النازلة وإشباع الرغبة في السيادة على الطبيعة - بحث الإنسان عن الحكمة : أن يطلب الإنسان المقاصد الخفية للأشياء من أجل العمل بمقتضاها والتحكم في أهواء الذات وإصلاح أحوالها. م – مصيبة : آية تذكر الناس بما كسبت أيديهم ا – الابتلاء : آية تمتحن صبر الناس وتصرفاتهم ف- الفتــنة : - آية تختبر إيمان الناس وصدقهم إ- إنذار : آية تنــبه الناس إلى عقاب قريب أو حساب مهين. و- الواقعة : أحداث كونية يتم تفسيرها على أنها ظواهر كونية ذات أسباب واضحة ومباشرة- بنظرة ملكية. ج- الأمة المجاهدة : هي التي بمقتضاها ينبغي للأمة ان تخلص في كل فعل تأتيه، وتحسن في كل وقت، وتبذل النفس عند الضرورة، منزلة في كل هذه الأعمال غيرها من الأمم منزلتها. م – المفاهيم : هي أبسط الوحدات الفكرية العامة التي يتوسّل بها في إدراك الأشياء. من حيث هي أدنى الوحدات الفكرية تركيبا حتى لا تركيب فيها، بحيث تدخل في تركيب غيرها ولا يدخل غيرها في تركيبها. ح - الحكم : هي دعوى تنتج عن إسناد المفهوم إلى مفهوم آخر أو إلى الأفراد أو الذوات بحيث يكون حكما صادقا إذا طابق الواقع وكاذبا في العكس. ا- الاختلاف الفكري اللين : هو الاختلاف الذي يقع بين أمتين اختارتا في التعامل الفكري بينهما طريق التعارف بحيث تُلقي كل واحدة من الأمتين بفكرها إلى الأخرى بقدر ما تتلقى منها فكرها. ا- الاختلاف الفكري الصلب: هو الاختلاف الذي يقع بين أمتين اختارتا في التعامل الفكري بينهما طريق التعاون بحيث يحتمل أن تنتقل فيه الصلة الفكرية من رتبة التواصل الحقيقي إلى رتبة التوصيل الذي يتضمن بأن تلقي إحد الأمتين بفكرها إلى الأخرى ولا تتلقى منها فكرها. ت- التصلب الاستعلائي – الأمة المستبدة: أن أن الأمة بأن مفاهيمها وأحكامها وقيمها تعلو على قيم وأحكام الأمة الأخرى، وأنه يلزم هذه الأمة الثانية الأخذ بها جميعا أيا كانت ظروفها الخاصة. آ- آفة التعصب الفكري هي ما تقوم به الأمة المستبدة عندما تجعل المشروعية الفكرية في جانبها فتصير إلى التشدد في أفكارها وأحكامها ، ناظرة إلى كل اعتراض تورده هذه الأمة على أفكارها وأحكامها على أنه اعتداء على حقوقها وتهديد لوجودها. آ- آفة التسلط الفكري: هي ما تقوم به الأمة المستبدة عندما تتخذ كل الوسائل المتاحة مشروعة أم لا في فرض أفكارها على كل أمة تدخل في التعاون معها ،وقهر عقول أهلها على الانقياد لها. آ- آفة الإقصاء الفكري: هي ما تقوم به الأمة المستبدة عندما تنكر حق الأمة المتعاونة معها في أن تفيدها بما ليس عندها مستقلّة هي بهذا الحق، ولو أنها تقر بأن لهذه الأمة الثانية فكرا يخصها.( كأن تنزع عن الامة الأخرى صفات "الفائدة" و "المعقولية" و " الإبداع" التي تتصف بها وأن تخلع عليه صفات " اللغو" و"الهوى" والجمود" مانعة هذه الأمة من المساهمة في بناء فكر مشترك بينهما يكون أوسع أفقا. ) ت – التعصب : أن لا ترى الأمة الصواب إلا فيما تفكر فيه. ت – التسلط : أن تملي الأمة على غيرها ما تفكّر به، وما لا ينبغي أن يفكر فيه . إ- الإقصاء : أن تمنع الأمة غيرها من ممارسة حقه في التفكير. م- مبدأ التسامح الفكري: ينبغي لكل واحدة من الأمتين المختلفتين أن تحترم أفكار الأخرى، فلا تقتحم عليها مفاهيمها ولا أحكامها ولا قيمها. م- مبدأ الاعتراف الفكري: ينبغي لكل واحدة من الأمتين المختلفتين أن تسند إلى الخصوصية الفكرية للأخرى من القيمة ما تسنده إلى خصوصيتها الفكرية نفسها، اعتبارا لكونها هي كذلك تنطوي على ما يمكن أن يفيد البشرية جمعاء. م – مبدأ التصويب الفكري: ينبغي لكل واحدة من الأمتين المختلفتين أن تحمل أفكار الأخرى على وجه الصواب ، فتجعل أكثر مفاهيمها دالة وأكثر أحكامها صادقة وأكثر قيمها نافعة. ح –الحياء اصطلاحا : امتناع المرء عن إتيان المنكر، شعورا منه بأن إتيانه ينقص من إنسانيته على مرأى ذي الكمال الذي لا نقص معه. <<يقول الرااغب الأصفهاني : قيل : الحياء أول ما يظهر في الإنسان من أمارة العقل، والإيمان آخر مرتبة العقل ، ومحال حصول آخر مرتبة العقل لمن لم يحصل له المرتبة الأولى، فبالواجب إذا كان من لا حياء له ، فلا إيمان له- الذريعة إلى مكارم الأخلاق >> م- مبدأ الحياء : مبدأ يوجب على الأمة الحيية الاستحياء من غيرها بقدر ما يوجب الاستحياء من خالقها، فضلا عن الاستحياء من الذات فيما لا يرضيه والذي ينتج عنه أن تتمسك الأمة بالقيم التي تجنبّها الرذائل والمفاسد . (أو أن ينبغي لكل واحدة من الأمتين المختلفتين أن تراعي أفكار الأخرى بما لا يخل بمراعاة أحكام الإيمان بالله، حتى تكون مفاهيمها دالة حيث ينبغي وأحكامها صادقة حيث ينبغي وقيمها نافعة حيث ينبغي ) و – الوقاحة : تصلب الأخلاق (أو تصلّب الوجه) << يقول الراغب الأصفهاني في كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة : الوقاحة مذمومة بكل إنسان، إذ هي انسلاخ من الإنسانية >> جملة من التصرفات الرعناء تنزع عن الأمة المستبدة صبغة الإنسانية ومن هذه التصرفات: الصلف ، الفظاظة، التجبر في الأرض، العزة بالشر، التهديد بالقوة، التعامل بالقسوة، هدر الكرامة والحقوق،انتهاك الحرمات، ممارسة الضغوط، المساومة بالمصالح، جحد الحق، التلبيس، التمويه، التقلب، التناقض، الكذب. وتشمل هذه التصرفات تحت إحدى الأصناف التالية : الغاء حق الاختلاف الفكري ، الوقاحة الانكارية، طلب المشروعية للإنكار والمعقولية للوقاحة، التعاون على المنكر، شدة الغضب للمعاملة بالمثل . و- وقاحة الاستعلاء: أن تتوقح الأمة بأن تُقدم فكرها على أفكار غيرها من الأمم بحيث تكتفي بأن تنقل إلى هذه الأمم فكرها من غير أن تنقل عنها و – الوقاحة الإنكارية أو وقاحة الإنكار : أن تتجاوز الأمة المتوقحة حد الاستعلاء على غيرها من الأمم بأن تنكر وجود فكر مختلف عند هذه الأمم، بل لا ترى لأي واحد منها الحق في أن يكون لها فكرها الخاص بها، فضلا عن أن يكون مفيدا لما عداها. ف- الفكر الاثنيني : هو الفكر الذي يقوم على على مبدأ التقابل بين الذات والآخر ويأخذ بأزواج تقابلية من القيم هي زوج الخير والشر في المجال الديني وزوج الصداقة والعداوة في المجال السياسي وزوج الحياة والموت في المجال العسكري، فيرى بذلك الحق في جانب أمة واحدة بعينها ويرى سواها من الأمم على باطل وبذلك يلغي حق الاختلاف الفكري. ن- النزعة الاثنينية (النزعة المانوية) – في الصورة العامة أو الإجمالية- : تؤمن بوجود تصارع في العالم بين مبدأين أصليين اثنيين لا ثالث لهما، أحدهما مبدأ إيجابي ينبغي العمل على جلبه، والآخر مبدأ سلبي ينبغي العمل على دفعه. وتنبني على القوة المادية ف- الفكر الأحدي ( ويستخدم الغرب مصطلح "الصحيح فكريا: سياسيا\اقتصاديا\اعلاميا\ايدولوجيا\دينيا ..") هو عبارة عن مفاهيم مكررة، وأحكام مقلدة واستدلالات جاهزة في مختلف المجالات التي تعني المواطنين في أحوال معاشهم،اذ تتم صياغة هذه المفاهيم والأحكام والاستدلالات لغة تدّعي مراعاة السياق الكوني الذي ترد فيه هذه الأمور المعاشية ثم تتولّى بثها وترسيخها في نفوس هؤلاء المواطنين مجموعات قوى مخصوصة، تحقيقا لأهدافها وقضاء لمصالحها حتى لا يخطر على بال أحد أن هذا الفكر مبثوث ولا بالاعتراض على مضامينه، فضلا عن إمكان تصور بدائل له تحل محله لما استقر في نفوسهم بسبب هذا البث المزدحم من أنه الصحيح، وهو يأتي على شكل حلقات متصلة بعضها ببعض وهي الحلقة الإعلامية والاقتصادية والمعلوماتية. وقد ظهر بدخول الواقع الكوني آخر أطواره المتمثلة بالعولمة و الذي يفضي إلى إنكار اختلاف الأمم. ف- الفكر الأحدي في الحلقة الإعلامية : هو الفكر الذي يتولى اضفاء المشروعية على المصالح السياسية للأنظمة الحاكمة عبر فئة معينة من المثقفين السياسيين أو العاملين في كنف أرباب السياسة الرسمية بانية على افتراضين : الأول أنه لا وجود لفكر بديل عنه والثاني أن معاضة هذا الفكر تخرج صاحبها من دائرة العقل ودائرة الواقع معا. وينبني على مبدأ أن العنصر السياسي يتقدم على العنصر الاجتماعي ومن أهم المفاهيم التي يعتمدها الحدائة السياسية ، الشعبوية، العولمة (الليبرالية الجديدة). ش- الشعبوية: الصفة التي يتهم بها المعارضون. ف- الفكر الأحدي في الحلقة الاقتصادية :- هو الفكر الذي تنتجه مجموعة القوى المتحكمة في الاقتصاد ويتولى إضفاء المشروعية على مصالح المؤسسات الاقتصادية العالمية . وينبني على مبدأ أن العنصر الاقتصادي يتقدم على العنصر السياسي ومن أهم المفاهيم المعتمدة فيه هي :- السوق، التبادل الحر، خوصصة قطاعات اقتصادية، إلغاء القوانين عن الاقتصاد، تحرير الأسواق وما شابهها من المفاهيم التي تدعو إلى رفع يد الدولة عن شؤون الاقتصاد. ف – الفكر الأحدي في الحلقة المعلوماتية: :- هو الفكر الذي تنتجه مجموعة القوى المتحكمة في الاتصاليات والمعلوميات ويتولى إضفاء المشروعية على مصالح الشركات المعلوماتية الكبرى وينبني على مبدأ أن العنصر المعلوماتي يتقدم على العنصر الاقتصادي بحيث يروج لمفاهيم :القوة، السرعة ، المرونة، السيولة، المخاطرة، الانفتاح، الشفافية، الجماعية، الترابط ،الفضاء السيبريني، العالم الأفضل. الصحيح فكريا :(سياسيا\اقتصاديا\اعلاميا\ايدولوجيا\دينيا )..:- مصطلح اقتبسه الأمريكيون من لغة الشيوعيين وكان يفيد معنى (اتباع الخط السياسي الذي تمليه اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي ) ثم نقلوه إلى معنى آخر هو: ( اجتناب ما من شأنه ان يجرح شعور المخاطب أو يجعله يزدري نفسه، قولا كان او فعلا) كما إذا استعملت عبارة "الأمريكي الإفريقي " بدل لفظ "الأسود" . م- مبدأ الحكمة : يقضي بأن الفكر الإعلامي الأحدي لا يطيق التخلص من آفاته التي تنحط بعقل الإنسان إلا إذا قام بمقتضى التفكير، ويقضي ايضا بأن الفكر الاقتصادي الأحدي لا يقدر على صرف آفاته التي تنحط بسلوك الإنسان إلا إذا وفّى بمقتضى التفكر ، ويقضي بأن الفكر المعلوماتي الأحدي لا يتمكّن من دفع آفاته التي تنحط بالإنسان في كليّته عقلا أو سلوكا إلا إذا أوفى بمقتضى التفاكر. أو ينبغي لكل أمة في الواقع الكوني أن تحفظ الصلات الثلاث: صلة التأسيس بين النظر الملكي والنظر الملكوتي ، وأيضا صلة التأسيس القائمة بين العمل التعاوني والعمل التعارفي، وأخيرا صلة التكامل القائمة بين النظر الملكوتي و��لعمل التعارفي ت- التفكير :- هو تأسيس النظر الملكي على النظر الملكوتي. ت –التفكر : هو تأسيس العمل التعاوني على العمل التعارفي. ت – التفاكر : هو تكامل النظر الملكوتي مع العمل التعارفي. أ- الأداتية: الفكر الذي يقضي بأن الوسائل ينبغي أن تكون موافقة للغايات، بناء على المعلومات الموضوعية الحاصلة عن العالم. إ- الإجرائية: الفكر الذي يقضي بأن الوسائل هي جملة من القواعد والطرائق والعمليات التي ينبغي إنجازها على أفضل وجه ممكن. ع- العقل ( على تعريف العقلانيين) : هو الفعل الذي يتبع فيه صاحبه قواعد مضبوطة توصله إلى تحقيق أكبر انتفاع ممكن بالنظر إلى الظروف التي يوجد فيها. ت- تعميم التسليع : هو الاعتقاد بأن كل ما في العلم كائنا ما كان، يمكن تسويقه عاجلا أم آجلا بمعنى أن كل شيء فيه إنما هو سلعة بالفعل أو بالقوة، كما أن العالم ينبغي أن يكون سوقا واحدا تجول وتروج فيها مختلف السلع. م- مبدأ الانتهاز الأقصى: هي الحالة التي تتنقل فيها السلعة من كونها ممنفعة إلى كونها فرصه. م- مبدأ الاثنينة الجديدة م – مبدأ الجهادية الأخلاقية:- : مبدأ يقضي بضرورة التداخل بين الذات والآخر بازدواج الشعور بالذات وبالشعور بالآخر، إذ ينبغي لكل واحدة من الأمم في الواقع الكوني أن تبذل أقصى الجهد في الإتيان بأفضل الأعمال والتصرفات في التعامل مع الأمم الأخرى كما يبذله الأشخاص في تعامل بعضهم مع بعض. ونبني على القوة المعنوية. ج – الجهاد لغة : بذل أقصى الجهد ، اصطلاحا : بذل الروح. أ- الأعمال القاصرة : هي الأعمال التي تبقى آثارها الإيمانية والخلقية منحصرة في دائرة الذات. أ- الأعمال المتعدية : هي الأعمال التي تجاوز آثارها الإيمانية والخلقية دائرة الذات إلى دائرة الآخرين. ت- التعامل الثابت : هو الذي تبقى فيه الأعمال والتصرفات واحدة، سواء أتعلقت آثارها الإيمانية والخُلُقية بالذات أم تعلقت بالآخر. ت- التعامل المميِّز : هو الذي تختلف فيه الأعمال والتصرفات باختلاف من تتعلق به آثارها الإيمانية والخُلُقية;فإذا تعلقت هذه الآثار بالذات زاد تحسين هذه الأعمال، وإن تعلقت بالآخر نقص هذا التحسين. ع- عموم الإخلاص: هو أن تتجنب الأمة المجاهدة كل الأغراض الذاتية والمصالح المادية التي قد تفسد قصدها الجهادي. د- دوام الإحسان : هو أن ترتقي الأمة المجاهدة في مراتب الإيمان، حتى تنزل أعلاها. د- دوام الحياة : هو العطاء والوعي الناتج عن حياة القلب أو حياة الروح. ا- الاستشهاد الضروري : هو أن تجود الأمة المجاهدة بأرواح أبنائها حيث لا ينفع سبيل آخر في حفظ حياة الآخرين. ج – الجهد : طاقة تطلب بلوغ غاية ما غ- الغاية : الشيء الذي يجهد المرء نفسه في بلوغه والانتفاع بهز والفرض في هذا الشيء هو إمكانية وقوعه أو إيقاعه بالعالم.- أي ليشّكل واقعة- غ- الغريزة : جملة من التصرفات الوراثية غير الواعية التي يشترم فيها أفراد النوع الواحد كالإنسان أو الحيوان. (وقائع سلوكية ذات أصل عضوي). ق- القصد : التوجه بالذهن إلى غاية مخصوصة. ( حالة شعورية تحصل في الإنسان كلما تعلّق ذهنه بغرض معين). ر- الرغبة : ميل من الميول الطبيعية للنفس. وهي تحمل نفس معنى القصد إلا أن الفرق أنها تحصل في الفعل المقدور عليه كما تحصل في الفعل المعجوز عنه. ن – النفس: قوة طبيعية نتبين آثارها في كل الوقائع الحياتية والظواهر السلوكية المختلفة ، ويشترك فيها الإنسان مع الحيوان. ر- الروح : قوة خُلقيّة خفيّة لا نتبيّن آثارها إلا في مجالات العمل بالقيم المعنوية والمثل العليا، ويختص بها الإنسان من دون الحيوان، لكن يجوز أن تبقى معطّلة ولو أنها موجودة فيه.
يستلهمُ طه عبدُ الرحمن من آياتِ القرآنِ وما توحيه منطلقاتٍ لبناءِ التصورِ الإسلامي في قضايا الوجودِ يؤسسُ منها فلسفةً إسلاميةً لها حضورُها وينحتُ منها مفاهيمَ نستطيعُ القولَ أنَّها جديدةٌ مبتكرةٌ إبداعيةٌ يحضرُ معَنا عالَمان ويرافقنَّا إلى خاتمةِ الْكِتَابِ العالم الملكوتي والعالم الملكي وبفهمهما في الإجابةِ على أسئلةِ الزمان ما يُغني عن التطويلِ في كتابةِ مراجعةٍ تهضمُ الكتابَ حقَّه
في هذا الكتاب يبدع دكتور طه عبد الرحمن كعادته مفاهيما جديدة وأنساقا مختلفة للفهم والتفكير ، وهو هنا يرى أن لكل زمن أسئلته ولكل أمة الحق في الجواب بما يناسب قيمها ومجالها التداولي وفكرها الخاص ، من أجل ذلك يؤسس لما يسميه " أخلاقية الجواب الإسلامي " من خلال تفعيل الإيمان ( المبني على النظر الملكوتي في الآيات ) وتأصيل الأخلاق (المبني على العمل التعارفي بين مختلف الأمم ) ، وهو يرى أن خصوصية هذا الجواب تكمن في الجهاد بصفته منتهى مكارم الأخلاق وحقيقة هوية كل إنسان فلا إنسان بلا جهاد ، وهذا الجهاد لا يقتصر على الجهاد القتالي وإنما يمتد ليشمل جهاد الإنسان في كل لحظة لتحصيل القيم والمثل العليا والتحقق بها في نفسه وفي سلوكه مع غيره " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " .
كتاب عميق جدًا يقدّم نظرية الإختلاف الفكري الإسلامي على غيره من الفكر، وكذلك يبيّن خصوصية الفكر الإسلامي وبالمقابل يدرس الفكر الغربي الأمريكي والليبرالية وكيف أحيانًا الأمم تطغى على بعضها وتحرمها حرية الإختلاف. كذلك يقدم فلسفة عميقة للجهاد.
يؤسس د طه عبد الرحمن كعادته من خلال مؤلفاته إلى مشروع فلسفة إسلامية من خلال إبداعه لمفاهيم أصيلة تصلح للسياق التداولي للأمة و تؤسس لفكر فلسفي أصيل.. في كتابه هذا يبني أطروحة دفاعه عن خصوصية الجواب الإسلامي على مفاهيم "النظر الملكي" و "النظر الملكوتي" ثم ينطلق إلى تأصيل هذا الجواب و الرد على منتقدين هذا الطرح..
الدكترو طه في كل مرة يبهرني ويزيدني تعلقا به وبكتاباته وبفلسفته الجذابة .. الرجل يقدم تصورا أخر في الدفاع عن تراثنا وكيف نستفيد منه بالجابة على أسئلتنا زماننا هذا وكيف يهاجم ويفند أراء وافكار الغرب بالتحليل والدليل القاطع