الحق أن ابن الرواندي كان أحد أسباب تأخير نشر هذا الكتاب الذي كان يفترض، بموجب عقد في شأنه، أن يصدر قبل ثلاث سنوات، لولا ان الشذرات النادرة الباقية من كتابات الرواندي، لم تكن كافية لعقد حوار معه. ويعرف القارئ الذي تابع أسلوبي في تقديم الشخصيات التراثية، منذ محاوراتي في كتابي " 11 قضية ضد الحرية" مع أبي ذر الغفاري وأبي حنيفة وابن حنبل والحلاج وغيرهم، قبل ثلاثين سنة، الى حواري الأخير مع ابن عربي، السنة الفائتة، مرورا بحواراتي مع المعري والتوحيدي والسهروردي وابن رشد وغيرهم،
ولد الشاعر والكاتب المسرحي عصام محفوظ في جديدة مرجعيون بلبنان . درس في مدارس مرجعيون وحصل على دبلوم دراسات عليا من معهد الدراسات العليا بباريس في فرنسا. إلتحق باكراً بحركة مجلة شعر ثم هجر الشعر موقتاً ليكتب للمسرح . عمل في الصحافة مدة ثلاثين سنة . درّس التأليف المسرحي في الجامعة اللبنانية .
يعتبر عصام محفوظ من أبرز مؤسسي الحركة المسرحية الحديثة في لبنان . وكانت مسرحيته الزنزلخت هي التي جعلت منه كاتباً مسرحياً بارزاً . وكانت هذه المسرحية اول أعماله . تبعتها مسرحية القتل وكارت بلانش ولماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله حلو في ستيديو 71 ، وبعدها جاءت مسرحية الديكتاتور ثم قضية الحرية واخيراً التعري .
لمحفوظ مجموعات شعرية منها : أشياء ميتة 1959 ، أعشاب الصيف 1961 ، السيف وبرج العذراء 1963 ، الموت الاول 1973 . ترجم الى العربية للشاعر الفرنسي اراغون بعض مؤلفاته منها الشاعر والقضية .
مرة اخرى يتحول محفوظ عن المسرح ليقدم هذه المرة دراسات عن ابن عربي وابن الراوندي وابو بكر الرازي وجابر بن حيان ، مروراً ببعض العالميين الحديثين امثال رامبو واوجين اونسكو والفرد غاري وصموئيل بيكيت وارثر ميلر وجورج شحاده .
توفي عصام محفوظ في بيروت ودفن في مسقط راسه جديدة مرجعيون .
عصام محفوظ، عند تكلمه عن الملحدين، أخذ مركز المتدين الكاره للملحدين وكل من يخالف دينه،ولكن هو عليه أخذ مركز موضوعي بحتّ عند كتابته لكتاب عن الملحدين وذلك جعله متلاعب بنقله لصورة الملحدين وبينهم كنوع من الكاذبين، السفهاء. فهو قال أكثر من مرة "ادّعى الملحدون" ووصف كل نقد وجهه ملحد عربي نحو الدين بالإدعاء بينما هو لم يقل "ادّعى المسلمون" مما يبين عدم موضوعيته. كما أنه شكك بإلحاديّتهم!!! بالإضافة إلى ذلك، وبعد قراءتي لهذا الكتاب، ألاحظ بأنه لم يحاور ملحدين بل حاور ناس رفضوا الدين ولكنهم لم يرفضوا وجود الله وهذا ليس الإلحاد بل الربوبية وهو شيء مختلف كثيراً عن الإلحاد مما يجعل كتاب عصام محفوظ غير دقيق ولا يجب ما قيل فيه أن يأخذ بعين الإعتبار. وأيضاً، يلاحظ عند حواره معهم أنه كان منحازاً كثيراً لدينه. غير ذلك، يمكنني أن أقول أن فكرة الحوار مع "الملحدين" - و أضع المزدوجين لأنهم ليسوا ملحدين بل اعتقادهم ربوبيّ - وغير سرد الأحداث كانت رائعة وأن الحوار بحد ذاته كان رائعاً، يدفع الإنسان إلى التفكير بعمق بكل ما هو حوله، ويمكن القول إذاً أن الكتاب لا بأس به - إذا حذفنا كل جانب غير موضوعي في حواره مع الشخصيات في التاريخ أو في تكلمه عنهم.
يعرض المؤلف باسلوب المحاورة لافكار بعض المفكرين الذين وصفوا بالالحاد والزندقة بشكل موجز حيث يجري الكاتب محاورة متخيلة مع ابن حيان والرازي للتعرف على فكرهم وارائهم في المسائل المختلفة بينما اختلف الحال مع ابن الراوندي حيث منعه نقص المصادر المؤلفات المنقولة عنه من اجراء حواره المتخيل بشكل مباشر معه فأجراه مع بعض الاشخاص الذين عرفوه وهم من اشد المخاصمين له والمنتقدين لافكاره وهذا ان دل على شيء يدل على قوة الاقصاء والابعاد الذي تعرض له ابن الراوندي وفكره على مر التاريخ الاسلامي لدرجة عدم وصول اي من مؤلفاته الينا فكان ذلك اشبه بمحاولة محو هذه الشخصية وفكرها من التاريخ. وقد وصف الكاتب ابن حيان والرازي بالالحاد على الرغم من انهما بعيدين عن الالحاد بمفهومه المعروفه ولكنهم اتهمو بذلك بسبب خروجهم عن الخط الفكري الرسمي للسلطة في ذلك الحين. فجابر بن حيان وابو بكر الرازي مؤمنين بالله وان كانت لهم اراء اشكالية في مسائل عقائدية اخرى بينما ابن الراوندي هو الوحيد الذي يتضمن فكره الالحاد الصريح بين المفكرين الثلاثة.
كتاب بسيط وموجز يلقي الضوء على ناحية مهمة من تراثنا عملت القوى المحافظة على ابقائها خفية طيلة قرون.
الكتاب يغلب عليه الطابع المسرحي حيث يشغلك الكاتب بتفاصيل لا معنى لها ويغيب عنك المضمون
حوارات لا طائل منها سوى عرض قشور لبعض افكار الشخصيات الثلاثة - ابن الراوندي و الرازي و جابر بن حيان - .. كان الأفضل أن تكون شخصية واحدة مع تكثيف أكثر على أفكارها ودون مداخلات لا معنى لها سوى ملأ صفحات الكتاب
كتاب ضعيف لم يتطرق إلى ما يفترض انه عنوان الكتاب إلا بالتسطيح وحوارات تستند إلى فهمه للشخصيات اكثر من الأخذ من كتبهم كمصدر موثوق للكتاب بالإضافة ان الرازي و جابر بن حيان لا ينطبق عليهم وصف ملحدين الذي هو جزء من اسم الكتاب.
يتناول ثلاث شخصيات إلحادية, وإن اختلف إلحاد كل منها, في التاريخ الإسلامي هي ابن الراوندي والرازي وجابر بن حيان أسلوب الكاتب شيق, لتعمد الكاتب الإبتعاد عن الأسلوي التحقيقي الجاف, وصوغه مادة الكتاب في شكل حوارات ممتعة
كانت طبيعة العرب فى شبه الجزيره العربيه تختلف عن طبيعة ابناء الشعوب الاخرى المعاصرة لهم , فلم يعرف العربى نظام مركزيا بل كانت علاقته بالسلطه علاقة مباشرة مع زعيم القبيلة الذى كان يتم اختياره لحكمته او شجاعته او كرمة ..... وحتى طبيعة العرب فى مجال العبادة فى زمن الجاهلية فلم يكن العرب هم اللذين ابتعوا آلهتهم بل استوردوها وتقبلوها بلا مبالااه , ربما فقط ليكون لهم آلهه .. لكنهم لم يقاتلوا مره فى سبيلها بل كانوا يأكلوها إذا كانت من تمر وكانوا هم جائعين ... وعندما قامت قريش ضد رب محمد فليس دفاعا عن آلهتها بقدر ما كان تخوفا من ان يملك محمد امرهم بإسم ربه فانتصرت الدعوه لأن الداعى كان مشهود له فى جاهليته بالصدق والامانه ولم يخيب خلفاء النبى صدق هذه الدعوه فلم يتصرفوا كملوك , بل ان اولهم فى اليوم التالى لاختياره خليفه نزل يسعى وراء رزقه , لولا ان بعض الصحابه أوقفوه عن ذلك وأجرى لهى كأى مسلم محتاج ما يكفيه من بيت مال المسلمين ليتفرغ لتدبير شؤنهم ... ولم تختلف سيرة الخليفه التانى عن الاول , بل انه كان يرقع ثيابه بنفسه ويعتبر انه مسؤل عن الشاه إذا ضاعت فى الفلاة .... وعندما اختلفت هذه السيرة فى عهد الخليفه الثالث قامت ثورة انتهت بقتله .... ومن هنا بدأ الخلاف .. فالاختلاف , حول علاقة السلطة الدينية بالدنيوية , وعبثا حاول الخليفه الرابع أن يستعيد الصورة الأولى للإسلام , وفى غياب المرجعيه النبويى , عندما صار السيف هو الحاسم فى النزاع الدنيوى ظل غير حاسم فى العقيده الا بعد ان راحت الفتاوى الدينية تتدخل لصالح السلطة الدنيوية او ضدها .... حتى عبد الملك بن مروان قتل عمرو بن سعيد وقال انه قتله بما كان من القضاء السابق والأمر النافذ أى أنه كلام الله وما جعل الجعد بن درهم إنكار ذلك .. فذبحه خالد بن القسرى فى المسجد فى اسفل المنبر بعد صلاة عيد الأضحى
.. استغل مفكروا المعتزلة الانقلاب العباسى , فبنوا على أقوال الجعد حركتهم الإصلاحيه مستأمنينمن السلطة التى تبنت إجتهادهم فى عهد المأمون .وهى الفتره الوحيده التى عاشها الفكر الاسلامى بحرية , ولكنها انتهت بوفاة المأمون ... لأنه كان يتمتع بجانب عقلة السياسى ببصيرة حضارية ثقافيه وكانت فى عهده ظروف لم يسبق لأسلافه أن استِرفوها وإن تبدت أول ملامحها فى عهد هارون الرشيدى ولكنه كان بحاجه إلى سند فكرى يدافع عن حرية العقل دون التعارض مع الإيمان ... وجه المأمون 3 رسائل إلى أئمة ذلك العصر كانت تؤكد إلى أن القرآن إبن ذمنه وظروفه وتأويل الأحكام الشرعيه وفقا لتغير الظروف , وقد لاقت استجابه من أغلب الأئمة باستثناء أحمد بن حنبل ثم كانت الإنتكاسه , بدءا من الخليفه المتوكل للعسكرياتريا التركيه التى لضمان سلتطها إنحازت بإسم الإسلام الذى لم تكن تعرف عنه سوى الإسم ضد كل اجتهاد فى الدين وهكذا ترسخت الغقيدة الأشعريه المبنية على سلفية أحمد بن حنبل وغلبت على معظم العالم الاسلامى حتى يومنا هذا ومن يتتبع مسيرة تلك الحركة الإصلاحية سيجد أن الظاهره الإلحادية فى شكل ها الأستفزازى الذى جسده ابن الراوندى جائت كرد فعل بائس على الاصلاح فما هى تلك الظاهرة ؟؟
.. لا يمكننا عرض تلك الظاهره عرضا امينا بسبب غياب النصوص التى لا يبقا منها سوى العناوين وسوى تلك الشزرات التى دونها أخصام الملحدين فى الرد عليهم ما يعنى أنها خضعت لإختيار المكقاطع التى يسهل الرد عليها , لكن هذا لا يحول دون استخلاص العناوين التى يمكن أن نستنتجها واختزالها فى عنوان كبير فى انكار الأنبياء والرسل وما إلى ذلك الملاحده المسلمين فى التراث لا ينطبق عليهم صفة الإلحاد فى المفهوم الغربى التى تعنى إنكار الله لأنهم أعترفوا بوجود الله وحاولوا تنزيهه من الأخطاء التى زعموا أنها ارتكبت بأسمه والشيخ القصيمى أحد الملحدين المعاصرين قول محق فيه ( أن الإيمان أرض خصبه للخرافات إذا تخلى عنها العقل , فالطريق إلى الجحيم موصوف بالنيه الحسنه ظهور الإلحاد وانتشار الشكوك والشبهات لم تكن بسبب قلة الإيمان بل بسبب صورة الإسلام التى اهتزت لدى الأجيال اللاحقه لجيل التابعين بسبب ما حدث من تناحرات مذهبيه وتكفير البعض للبعض , عند إنهيار القيم التى نادى إليها الإسلام والحق ان الصراع بين الدين والإلحاد هو صراع غير متكافىء محسوم سلفا لصالح الدين لأن أى جنة تعد بها العقيدة الدنيوية محكومة بالإمتحان على الأرض بعكس الجنة التى تعد بها العقيده الدينيه غير خاضعه للامتحان إلا فى السماء ومهما بدت الجنة الأرضيه مثاليه , فإنها لا تقارن بالجنه الإلاهيه عدا أن الدين يجاوب على سؤال لا يزال يؤرق الإنسان عن معنى هذه الحياة العابره الحافلة بالع��ابات إذ لم يكن بعدها شىء , لذلك اتبع الغرب المسيحى صيغة وسطيه هى العلمانية وكذلك فعل الشرق الاسلامى منذ انهيار الخلافه الراشديه , فانتقل من دوله دينيه إلى دوله دينها الإسلام
مع ابن الراوندى ( 820 - 860 )م
لم يصلنا أى شىء عن ابن الراوندى إلاعناوين وشزرات وجدوها المستشرقون فى كتب خصومه وضعوها فى كتبه لكى يسبوه ويلعنوه ويردوا عليه .. يقول الشيخ ابى على الجبائى قرأت كتاب هذا الملحد السفيه فلم أجد فيه إلا السفه والكذب والأفتراء وكان وضع قبل ذلك كتابا أكثر سفاهه فى الرد على أهل التوحيد أسمه الزمرد طعن فيه نبينا محمد ( ص ) فى 17 موضعا فى كتابه ونسبه للكذب وطعن فى القرأن وإلى غير ذلك والتى تبين خروجه على الإسلام فيقول هذا الفسه على الخالق : وليس عنده من دواء للداء سوى القتل فعلى العدوالحنق الغضوب فما حاجته إلى كتاب ورسول ؟ يقولى ابى هاشم بن ابى على الجبائى : له كتاب اسمه الدامغ دمغ به القرآن أى ألغاه وبدأ ابن الراوندى سيرته فى فى الالحاد بالقول ان المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالكتاب الذى اتى به وتحدى به الفصحاء ولم يقدروا على معارضته , أخبرونا يا معشر المسلمين لو إدعى مدعى ممن تقدم من الفلاسفه بمثل دعواكم فى القرآن وقال بأن اقليدس كتب كتابا عجز عنه الخلق فهل تثبت نبوته ؟ .... جاء هذا الكلام فى كتاب الفريد ونقدته بقولى .. قد يكون فى زمن اقليدس من هو اعرف منه وليس لنا علم بذلك .. نعم لو ان اقليدس كان نبيا فى كتابه عند قومه لم يقدح ذلك فى دلالة نبينا لعله سلم بالاعجاز لكنه استدرك بما هو اسوء عندما قال هذا الكلام الكافر وهى ان فصاحته طالت كل العرب .. فما حكم القران على العجم اللذين يعرفون اللسان العربى وما حجته عليهم ؟ ... ان الاعجاز فى القرآن لا يقتصر على البلاغه والبيان بل يشمل المعانى الذى يفهمها العرب والعجم يقول ابن الراوندى ان القرآن ملىء بالتناقضات ويقول ان الآيه ( من يضلل الله فما له من ولى بعدى ) والآيه الثانية (فزين لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم ) يقول الجبائى ردا عليه : خسىء الملحد لأن المراد فى الآيه الأولى ان لا ولى لهم فى الاخره والآيه الثانيه ان وليهم الشيطان فى الدنيا وليس هناك تناقض يقول ابن الراوندى : (كل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلاماتى ربى ولو جئت بمثله مددا ) تناقض (قبل ان تنفذ كلمات ربى ) قال الجبائى لا تناقض لأنه تعالى يبين فى الايه الاولى ان ما يقدر غليه من الكلمات والادله لا نهاية لها , ولم يرد بذلك ما وجد من الكلمات والحجج كما فى التانيه , ان الكلام يجب ان يحمل على الاتفاق دون التناقض , وقد بين اهلب الشأن ان القائل اذا قال زيد قائم قاعد لأنه لا يمتنع احتمال كونه كذلك قال ابو الهزويل العلاف : علمنا ان العرب كانت اعلم بالمتناقضات من هؤلاء المخالفين وكانت الاحرص على ابطال امر الرسول ( ص ) الذى كان يتحداهم بالقران ويقرعهم بالعجز عنه ولو انه وجدوا فى القران تناقضا لحرصوا على اظهاره وهذا لم يحدث يقول ابن الراوندى : بأن الامر قد يكون حدث ولكن الامر لم يصل فرد الجبائى : ليس من قول لم يصل لنا بالتواتر ولكن ابن الراوندى يطعن فى التواتر ايضا ويقول : عنه التواطؤ فى الكذب ويقول الجبائى : لماذا اذا ان صدق الكافر ونكذب المحدثين قال احد الشباب : حسب زعم الملحد ان الصلاة وغسل الجنابه ورمى الحجاره والطواف حول البيت مما يتنافر مع العقل فهو يسأل ولما الطواف حول بيت لا يسمع ولا يبصر والعدو بين حجرتين لا ينفعان ولا يضران ويشفع فى قوله هذا ما روى عن عمر بن الخطاب وقد وقف على الركن والمقام فقال والله لا اعلم انكم لا تنفعان ولا تضران ولكنى رايت رسول الله يقبلكم وانا اقبلكم كذلك قال الجبانى : هذه الروايه مشكوك فيها وفى حالة صحتها فهى لا تقدح بايمان ابن الخطاب الذى صدع بتقليد الرسول المأمور بهذا العلم عنده تعالى لا تدركه افهامنا وكتب هذا الملحد تقول ان الملائكه اللذين انزلهم الله تعالى فى يوم بدر لنصرة النبى كانوا مغلولى الشوكه قليلى البطش على كثرة عددهم واجتماع ايديهم وايدى المسلمين .. فلم يقدروا ان يقتلوا زيادة عن 70 رجل من الكفار واين كانت الملائكه فى يوم احد لم توارى النبى بين القتلى فزعا وما باله لم تنصره الملائكه فى هذا المقام ويسخر هذا الملحد من الجنة فيقول فى كتابه الزمرد ولما وضف محمد فى القران الجنه , قال فيها انهار من لبن لم يتغير طعمه اى الحليب ومن يستسغيه سوى الجائع وذكر العسل ولا يطلب صرفا والزنجبيل وهو ليس من لزيز الاشربه والسندس وهو يفرش ولا يلبس وكذلك الاستبرق الغليظ من الدباج ومن تخيل انه يلبس هذا الغلظ فى الجنة كعروس الاكراد والنبط قال ابى هشام : حكى ان ابن الراوندى اشترى دقيقا من السوق وزقصد منزله ففكر فى الطريق فيما عليه من الدين والطلب فقال اللهم حل مشكلتى فاذ بالمنديل قد انحل ووقع الدقيق على الارض واختلط بالتراب فقال معاتبا يارب طلبت منك حل المشكل وليس المنديل ويشبه شعره بشعر ابو العلاء المعرى حيث قال الاول كم عاقل اعيته مذاهبه .... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا هذا الذى ترك الاوهام حائرة ... وصير العالم التحرير زنديقا ويقول الثانى اذا كان لا يحظى برزقك عاقل .... وترزق مجنونا وترزق احمقا فلا ذنب يارب على امرىء ...... رأى منك مالا يشتهى فتزندق ولابن الراوندى ايضا ابيات شعر فى زم الزمان محن الزمان كثيرة لا تنقضى ..... وسروره يأتيك كالاعياء ملك الاكارم فاسترق رقايهم ..... وتراه رق فى يد الاوغاد احتج ابن الراوندى على اختلاف الرسالات ف القران ينكر قتل المسيح فى حين ان كتب النصارى واليهود تثبت ذلك قال العلاف : ان المقصود بالقتل عند الامتين المذكورتين هو قتل الصورة صورة المسيح الذى يأكل ويشرب , ولكن القران الذى يقر بان المسيح روح الله , ينزه روح الله عن القتل او الصلب
..
مع ابى بكر الرازى (854 - 932 ) م ..
يختلف الحاد ابى بكر الرازى عن الحاد ابن الراوندى باختلاف شخصيتيهما ف الاول ابن عائله ميسوره .. والاخر ابن عائله فقيره , الاول له مهنه ومركز اجتماعى .. والثانى لا تعرف له مهنه ومركزه الخروج عن المجتمع كان الرازى كريما متفضلا بارا بالناس وحسن الرأفه بالفقراء حتى انه كان يجرى عليهم الجرايات الواسعه ويمرضها بالمجان .. ولم يكن يفارق المدارج فقد بصره من كثرة القرائه والكتابه واستعان بأحد يقرأ له ويكتب ما يمليه عليه .. ومن اقواله : ان الشىء لا يصح لاقرار الناس به ولا يفسد باختلاف الناس عليه ان ابى بكر الرازى ينكر الانبياء والرسل وقال فى ذلك ان الله اعطانا العقل والعقل هو اعظم نعم الله علينا وانفع الاشياء لنا وبالعقل ادركنا جميع ما ينعنا وبه ادركنا كل الامور البعيده والغامضه مثل الارض والفلك فحرى بنا ان لا نحطه عن رتبته ولا نجعله وهو الحاكم , محكوما بل نرجع اليه كل الامور على امضاءه ونوقففها على ايقافه .. ف العقل ينكر الانبياء , ف الانبياء مختلفون فيما بينهم .. فكيف لا يضل من اتبع اختلافهم ان النبوات تقوم على اساس انها وحى من الله الواحد ف الواجب ان تكون موحده لان المصدر واحد والا نسبنا التناقض الا الله ويفسر الرازى تمسك الناس بالدين بالرغم من انها باطله , لان المكلفين بتطبيق الشرائع اخذوا الدين عن رؤاسهم بالتقليد ومنعوا النظر فى الاصول وشددوا ونهوا عنه (الجدل فى الدين كفر ) (من عرض دينه على القياس لم يزل الدهر فى التباس ) (لا تتفكروا فى الله وتفكروا فى خلقه ) (القدر سر الله فلا تخوضوا فيه ) ( اياكم والتعمق فان من فعل ذلك قبلك هلك ) ثم ان سئل اهل هذه الدعوه عن الدليل على صحة دعواهم استطاروا غضبا وهدروا دم من يطالبهم بذلك وحرضوا على قتل مخافيهم وهكذا اندفن الحق اشد اندفان وانكتم ويقول ايضا : من اين اوجبتم ان الله اختص قوما دون غيرهم وفضلهم على الناس وجعلهم ادلة على الاخرين ؟ ومن اين اجزمتم فى حكمة الحكيم ان يختار لهم ذلك فيقلب بعضهم على بعض ويؤكد بينهم العداوات ويكثر المحاربات ويهلك الناس بذلك يرد الرازى على من يستشهد بمعجزة وحجة القرآن الكريم قائلا : وايم الله لو وجب ان يكون كتاب حجة , لكانت كتب اصول الهندسة وبعض كتب المنطق وكتب الطب التى فيها علوم صحة الابدان أولى بالحجة ’ والله إن كتب العلم اكثر فائدة فهناك ألف مثل القرآن أطلق منه ألفاظا وأشد إختصارا فى المعانى وأبلغ اداء وعبارة وأشكل سجعا انكر الرازى وجود ملائكة وشياطين قائلا انما الملائكة والشياطين هى النفوس الخيرة والشريرة فى هذه الدنيا يقول الرازى ان البديل عن الدين هو الفلسفه .. ان الفلسفه هى التشبه بالله بقدر نا يستطيع الانسان
..
مع جابر ابن حيان ( 745 -814 )م
.. يقول ابن حيان : ان العلم يصل الى ما بعد الطبيعه فيستخرجه فكيف لا يصل الى الطبيعه .. كان جابر بن حيان شديد الثقه فى نفسه وفى عقله ناكرا للاديان وللابنياء والرسل متحفظا لآراءه وعلمه وشديد الذكاء .. كان ملحدا بالمفهوم العربى القديم .. لادينى بالمفوم الغربى الآن
في ذاتَ يومٍ وأنا أتفقد كتب مكتبتي الثرية بمحتواها إذ لمحتُ كتابًا صغيرًا ذي غلافٍ صفراوي، لم أتذكر حينها متى اقتنيته وممن، وكيف دخل مكتبتي. طالعته وعنوانه وشيءٍ من مقدمته ببعضٍ من الدقائق، حتى وجدتُ نفسي غارقًا بين صفحاته الثرية والعجيبة التي لم أتخيل جمالية كتابة حروف الكتاب، فأنت تقرأ لكاتبٍ متمرسٍ للغاية لم تسمع عنه بقبل، وبأسلوبٍ يشدك لقراءة المزيد من الصفحات التي واحدها أروع من سابقها، عنوان الكتاب "حوار مع الملحدين في التراث"، ومؤلفه هو عصام محفوظ، أسم لا يحمل أيَّ دلالةٍ بالنسبة لي، فأحببتُ أن أخوض تجربة القراءة لشخص دون أن أعرف عنه أيَّ شيء.
الكاتب متمرس وله أسلوب مشوق فكما كتب الناشر على غلاف الكتاب: "بأسلوبه المبتكر في تقديم الشخصيات التراثية، يتابع عصام محفوظ، عبر الحوار المتخيل، تقديم هذه الشخصيات، فيختار من التاريخ الإسلامي: ابن الراوندي، أبو بكر الرازي وجابر بن حيان. وبرغم الاختصاصات المختلفة لهذه الشخصيات، فإن الذي يجمعها تصدّيها للموضوع الأكثر حساسية في مجتمعها، كما في كل مجتمع: الدين."
يبدأ الكتاب بمدخل يتحدث عن أوجه الشبه والاختلاف بين حركة الاعتزال في التاريخ الإسلامي وحركة التنوير في الفكر الغربي، حين قراءتي لهذا المدخل شعرتُ بأني اقرأ لشخص لديه ثقافة واسعة ولكنها ليست معمقة، فهناك تداخل واضح بين التيارات والأفكار في خطابه، بل وجدته يتحدث بدون مرجعية واضحة، وإنما هي تساؤلات وتكهنات يثيرها هنا وهناك، مع جرأة على وصف أسماء معينة بالإلحاد وتعميم لأحكام كثيرة.
يقول: إن هدفه من الكتاب هو "فهم الظاهرة الإلحادية في تراثنا، في ذروة الازدهار الحضاري للإمبراطورية العربية الإسلامية" كما اتبع أسلوبًا مميزًا "بحيث لا يكون الكلام عن الشخصية، بل معها، عبر الأجوبة المنتزعة حرفيًا من كتابات تلك الشخصية".
مما ذكره في مقدمته، "انتصار الإيمان على الإلحاد على مدى التاريخ؛ لأن أيَّ جنةٍ تعد بها العقيدة الدنيوية محكومة بالامتحان على الأرض، بعكس الجنة التي تعد بها العقيدة الدينية". كما أن التدين "يجاوب على سؤال لا يزال يؤرق الإنسان، عن معنى هذه الحياة العابرة الحافلة بالعذابات".
أسلوب الكتاب شيق جدًا، فبراعة الأسلوب الفني عند الكاتب ظاهر ��ير أنه من الناحية العلمية قد لا يصمد كثيرًا أمام البحث والتحقيق، فرغم عدم اختصاصي في هذا المجال إلا أني واجدٌ تعميمات كثيرة تحتمل الرفض أكثر من احتمال القبول.
رحل الكاتب بخياله إلى القرن الثالث الهجري ودخل بغداد يبحث عن شخصياته مفردًا فصلًا لكل شخصية، فبدأ بابن الراوندي، ثم أبو بكر الرازي، وأخيرًا جابر بن حيان. وفي كل تلك المباحث كان يدير الحوار بطريقة فنية جميلة، ويحاور بكل قوة.
بعد انتهائي من قراءة الكتاب رحتُ أُفتش عمّن يكون عصام محفوظ؟ ووجدتُ عدد من المقالات التي كُتبت عنه. فقد توفي عام (2006م)، هو شاعر ومؤلف مسرحي لبناني ذو ثقافة عربية وفرنسية، ولكن الغريب أن كل تلك المواضيع التي كتبت عنه في جريدة الرياض وجريدة الشرق الأوسط فضلًا عن مواقع بيع الكتب والمنتديات والمدونات، كلها لم تذكر انتمائه العقدي في إهمال شبه متعمد لهذه الزاوية. فهو يكتب في عمق الثقافة الإسلامية، ومع ذلك لم أجد أيَّ إشارةٍ واحدةٍ لكونه مسيحي وأن اسمه هو (عصام عبد المسيح محفوظ)، وجدتُ إشارةً واحدةً وردت عرضًا في الحديث عن جنازته "يقام جناز لراحة نفسه الساعة الثانية عشرة من يوم غد الأحد، في كنيسة الكاثوليك، جديدة مرجعيون" وبعد بحثي بشكل أكثر تفصيلًا وجدتُ ما يؤكد ذلك من خلال معجم البابطين لشعراء العربية.
الواضح أن الرجل له نشاط أدبي وثقافي كبير، وهو مهتم بالثقافة العربية وأصولها - مثل كثير من مسيحيي لبنان والشام عمومًا - ولا أدعِ من خلال قراءتي لهذا الكتاب أني اكتشفتُ عداءً مقصودًا للثقافة الإسلامية، ولكن الخلط والتعميم واضح جدًا في هذا الكتاب، ومن الخطأ أن يقرأ الشخص لكاتب دون أن يدرك انتمائه العقدي، لا اقصد هنا عدم القراءة للمخالفين ولكن أقصد أن تكون هذه القراءة بوعي. إذ يتميز الكاتب للقارئ الذي يقرأ حواراته بأسلوبٍ في تقديم الشخصيات التراثية، كمحاولاته في كتابة "11 قضية ضد الحرية"، "مع أبي ذر الغفاري، وأبا حنيفة، وابن حنبل، والحلاج... وغيرهم، متبعًا أسلوبًا مميزًا، بحيث لا يكون الكلام عن الشخصية، بل معها، عبر الأجوبة المنتزعة حرفيًا من كتابات تلك الشخصية.
على أيَّةِ حال، يظهر لنا جليًّا في أتون هذا الكتاب أنّ المَلاحدة المسلمين لا تنطبق عليهم صفة الإلحاد كما هو عليه في المفهوم الغربي المعاصر، والتي تعني إنكار الله؛ فهم يعترفون بوجود الله، وبل حاولوا تنزيهه عن الأخطاء التي زعموا أنها ارتكبت باسمه.
كتاب خفيف ومسلي ، ومفيهوش تحامل على الملحدين زي ما الناس بتقول الراجل الى حد ما حيادي وعرض افكارهم زي ما هي ( الكتاب عباره عن حوار تخيلي مع ابي بكر الرازي وجابر بن حيان وابن الراوندي)
تعرفت اكثر على افكار ابو بكر الرازي و خاصة عدم الخوف من الموت .. السرد الشيق و افكار ابو بكر الرازي اكثر ما اعجبني . التحامل و التهجم على الملحدين و ابن الراوندي و عدم التفريق بين اطيافهم اساء للكتاب .
(201) فكرة الكتاب لطيفة، محاولة الرجوع بالزمن وإجراء حديث صحفي مع من كان يقال عنهم ’’ملحدين ‘‘ في التراث العربي؛ ابن الراوندي، أبو بكر الرازي، وجابر بن حيّان. طبعا الفكرة بحكم كون المؤلِّف كان رئيس تحرير.
فهل الفكرة حلوة؟ آه، تنفيذها حلو؟ لأ.. مش حلو، مقبول، خطوة محمودة تبسيطية لأفكار الناس دي، الحوار كان بيدار بطريقة غير حيادية، رغم محاولة الكاتب تأكيد إن أفكار الثلاثة هتكون ملهمة ومهمة بعد ألف سنة مثلا، لكن هو تقمّص دور المحاور المتدين الذي يستغفر الله بعد كل سؤال؛ مع إنه مفيش رأي اتقال يستاهل الاستغفار أصلا!
طبعا غياب المصادر مُضر، حتى لو كانت الإجابات هي اقتباسات محددة من مؤلفاتهم فعدم ذكر المصد ده يضعف من الكتاب. وعامة دي آفة أغلب الصحفيين لما بيعملوا كتب زي دي، بندوخ عشان نعرف مصدر المعلومة.
هقرأ يوما ما كتابه ’’حوار مه المتمردين في التراث‘‘ وكتابه ’’حوار مع ابن عربي‘‘ وحكمي هيزيد على السلسلة دي توسعا لما أخلصها.