في أسلوب يتميز بالسهولة و السلاسة, و يثير كوامن الرغبة في المعرفة و التسامي بغريزة حب الاستطلاع لدي القراء, يأخذنا عباس الطرابيلي في رحلات طويلة و قصيرة,نجوب فيها العالم بشرقه و غربه,لنتعرف علي أساليب حياة الشعوب المختلفة,بما تتميز به من عادات و تقاليد, قد تبدو غريبة في مجتمعاتنا,ولكنها عادية جدا لدي تلك الشعوب . و كما تختلف شعوب العالم في عاداتها و تقاليدها,تختلف ايضا في أكلاتها الشعبية و أنواع الأطعمة المفضلة لديها.
لا، هذه المرة لن أتحدثَ عن أي مشاعر سوداوية و لن أحكي كم بكيت و تأثرت، و لن أفقد أعصابي و أكتب بتوتر، هذه المرة سأتحدث عن الحلال الذي شرّعه الله لنا كي يعطينا السعادة و الأمل و الشغف و عشق الحياة و كل قيمة إيجابية في هذا العالم، هذا المصدر الثلاثي، على وزن فَعْل البسيط الأشهر، حروفه التي تشكل نغمة محببة لقلوبنا قبل جهازنا الهضمي...الأكل!
من يعرفني عن قرب، يعرف أني أعشق تذوق الأكل، و كل التفاصيل التي تخص المطابخ، أعترف أنّي لست طاهية ماهرة، و إنْ أردتُ القيام بتجربة معينة، فلا تُكلل بالنجاح الباهر، و لكنّي أحب تذوق كل صنوف الطعام، كل المطابخ، كل النكهات، تتميز معدتي بمرونة و رحابة صدر لا تضاهيها سوى معدة هذا الصحفي واسع الاطلاع و كثير الترحال.
بالطبع يمكن بسهولة ملاحظة شدة تعصُّب الكاتب للمطبخ التركي و الشامي، و صراحةً أنا أؤيده، فقد تعرفت على زميلة تركية و أصبحت صديقة مقربة للغاية، و قد تذوقت معها أطباقًا تركية و بوسنية، لم أرَ للذتها مثيل، و لكن فوجئت بكم المعلومات حول قوة علاقة مطبخنا العربي أو الشامي و المصري بالمطبخ العثماني، مثلا لم أكن أعلم أن الكباب و الكفتة، أصلهما تركي، و الضلمة ( محشي ورق العنب ) و أصناف كثيرة، صدمتني، لإني كنت من أشد متعصبي عراقة المطبخ المصري، و لكن بعد هذا الكتاب، ستُفاجئ عزيزي القارئ بأن بلدنا الحبيبة، تأخذ من كل ثقافة على مزاجها و تصنع خليطًا رائعًا، و بالتأكيد يضيف المصريون لمستهم الأخيرة!
و قد لاحظتُ من حديث الكاتب عن بعض الأكلات المصرية المعاصرة لزمنه، و هي حقبة سبعينيات القرن العشرين، أن بعض المكونات قد اختفت تمامًا الآن بالنسبة لجيلي، و هذا شيء مؤسف، و لكنه كان سببًا في زيادة متعتي بمعلومات الكتاب، فلم أكن أعرف أن نبات الملانة الذي يقترن ذكره دائمًا بوجبة الفسيخ، ما هو إلا الحمص الأخضر قبل نضجه، و لم أكن أعلم أن تسمية محلات ( السيرجة ) جاءت من اسم المكان الذي يتم فيه عصر حبوب السمسم لاستخراج زيت السيرج! و أعشاب الشيبة التي كانت تستخدم مع الأسماك...و الكثير الذي فاجئ ثقافتي الضحلة حول مطبخنا المقرب إلى قلبي.
بيْد أن الكتاب من سهولة لغته و عدم أهمية بعض الأبواب، يمكن أن يتم الانتهاء منه في جلسة واحدة - مثلما حدث معي - و قد لاحظت نبرة زهو و خيلاء مُبالغ فيها قليلًا عند الكاتب في بعض الأبواب التي يسخر فيها من أخطاء الإعلاميين اللغوية، و عمومًا لا أراها أخطاء، بل هي من باب مناسبة المقال للمقام، فهو يريد تفصيلات علمية لا أهمية لها في لغة خطاب رجل الشارع البسيط، لم يعجبني أسلوبه هنا، و لم أفهم أهمية أن يُقحم أبواب في الكتاب للحديث عن عظمة الجيش المصري في حرب أكتوبر، حسنًا لا أنكر أهمية هذه الحرب، و لكن هذا كتاب يتحدث عن أدب الرحلات و أدب الأكلات المتميزة، ما علاقة هذا بذاك؟
كتاب سلس و طريف، و ساخر أحيانًا، و مصدر غني لكل محبي المطابخ العالمية، و من الواضح أن للكاتب سعة ثقافة بأسرار المطبخ المصري، و له مقدرة وصفية، لم أستطع مقاومتها، و كنت أتضور جوعًا و هو يصف كل ملاحظاته في الوجبات المصرية، قسّم الكتاب لجزءين، جزء عن أشهر الأطباق و أهمها و أكثر قربًا لقلبه، و عرض أكثر المعلومات غرابةً عن مصطلحات و عادات بعض الشعوب في الأكل، و الجزء الثاني عن أدب الرحلات، و الذي لم يكن مفيدًا و لم يأتِ بشيء جديد.
بادىء ذى بدء الكتاب ف اوله كان سيأخذ 3 من 5 .... لاحقا و لعمقه فى نصفه التانى يستحق 3.5 من 5 .... و لعدم وجود انصاف نجوم فسيظل 3 من 5
عرفت عباس الطرابيلى ك كاتب صحفى فى الوفد ...حيث استمررنا نقراء له انا ووالدى من 95 و حتى 2005 ..... الى قبل حادثة نعمان جمعة الشهيرة و اقتحام الحزب ب البلطجية و حرقه ..و تحوله ك باقى احزاب مصر يحكمه ملياردير و يسيره كيفما تقتضى سياسة ادارة امواله ....
ما علينا...الكتاب فى البداية كان اشبه ب كتاب ادب رحلات خفيف لطيف يتحدث عن الاكل ..... لاحقا ... ظهرت لمحة الكاتب المعارض او الكاتب المهموم ب احوال و قضايا و مشكلات الوطن ... كل بلاد العالم عندها شكل عام وطنى ل نوع غذائها ....يأكلون ب الاساس ما تزرعه و تربيه البلد و ما يخرج من بحارها و انهارها و بحيرتها....و القلة القليلة مما تستورده او حتى قد لا تستورد مطلقا بل و تصدر من غذائها هذا للعالم
الا بلدنا فهى عندها حالة هزال او جوع او افقار ...متعمد ... حتى كل ما كانت شهيرة بانتاجه ...ظل يتضائل .... البحيرات ...تجفف و يتم تلويثها ...النهر يلوث و ها قد قل حديثا حصتنا منه بعد مئات سنين لم نستغله فيها الاستغلال الامثل .... سواحلنا على البحر الابيض و الاحمر .... هى للجيش ...بلا اسطول صيد ...ك اى دولة تحترم نفسها .... الاراضى الزراعية رقعتها تقل ... كل ما كانت مصر تشتهر بزراعته....اصبحت تستورده ...القطن طويل التيلة..اشهر صادرات مصر فى عهد الاحتلال الانجليزى ...اصبحت اسرائيل الان هى مصدرته الاولى و ليس مصر ....
الحكاية ليست حكاية موارد او ثروات الحكاية حكاية ارادة سياسية ...هى مفقودة بشكل متعمد ....هناك من يقول "اياك ان تزرع" و هناك من يرد عليه - للاسف - "انت تؤمور" ثم يأخذ فى التبرير لماذا لا نزرع و لماذا نستورد اسهل ....
كل دول العالم غنية بمواردها من خضر و لحم و سمك و حبوب....و بالتالى لها اطباقها الشهيرة الا مصر و التى اصبحت تفقد مواردها تدريجيا و معها اطباقها و معها صحة و حب شعبها للاكل و التذوق :(
مش عارف ليه مش عجني معرفتش اهضمه اسلوبه في الحكي المفروض انه لطيف وانه ساخر لكني حسيته بطئ قوي ومالهوش لزمة بيحكي بصورة تقريرة ولما روحنا كذا طلع عامل كدا تخيلوا والله طلع عامل كدا وانا بقي اممم طيب وماله مش عيب المفروض انه بيروح دول كتير وبيجرب الاكل وكدا يعني المفروض كمان ان القصص دي تبقي شيقة لكنها طلعت مملة بطئية طب والله حتي ما فاكر ليه نجمتين مريب انا :)
كتاب شيق من أدب الرحلات و كالعادة يمتعنا استاذ عباس الطرابيلي باسلوبه الصحفي السلس الذي يمتع القارئ البسيط و المثقف علي حد سواء .. و من الجميل ربطه للبلاد التي سافرها بالطعام في كل بلد و الذي يعكس ثقافة كل بلد من خلال طعامها و اطباقها العجيبة .. و من فينا لا يحب السفر و الطعام و هم اجمل ما في الحياة.