هذا هو الكتاب الأول ضمن دراسات بيانية في الأسلوب القرآني وقد قدّم له بالدكتور بهذه المقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً والصلاة والسلام على رافع لواء الهدى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والداعين بدعوته وبعد:
فقد كنت أسمع من يقول: إن القرآن معجز وإنه أعلى كلام وأنه لا يمكن مجاراته أو مداناته ,ان الخلق أجمعين لو اجتمعوا على أن يقولوا مثله ما استطاعوا. وقد قرأت في كثير من الكتب نحواً من هذا القول. وكنت أرى في هذا غلواً ومبالغة، دفع القائلين به حماسهم الديني وتعصبهم للعقيدة التي يحمبونها. وكنت أقرأ كثيراً من التعليلات التي يستدل بها أصحابها على سمو هذا التعبير مارتباط الآيات ببعضها وارتباط فواتح السور بخواتيمها وارتباط السور ببعضها واختيار الألفاظ دون مرادفاتها ونحوذلك فلا أراها علمية وأجد كثيراً منها متكلفاً وكنت أقول: أنه لو كان التعبير على غير ذلك لعللوه أيضاً فإن الإنسان لا يعدم تعليلاً لما يريد، إلا أنه بمرور الزمن وبعد اطلاعي على مؤلفات أحسبها غير قليلة في كتب اللعة والتفسير والإعجاز والبلاغة ونحوها – وذلك بحكم اختصاصي- بدأت أميل إلى تصديق هذه المقولة، فقد اتضح لي أن قسماً غير قليل مما كُتب كُتب بروح علمية عالية وأن كثيراً مما كُتب لا أزال أراه الآن كما كنت أراه من قبل.
ثم قررت أن أدرس النص القرآني بنفسي فبدأت أجري موازنات بين كثير من الآيات من حيث التشابه والاختلاف في التعبير ، والتقديم والتأخير، والذكر والحذف وما إلى ذلك من أمور لغوية وبلاغية ومعنوية ، وأفحصها فحصاً دقيقاً فراعني ما رأيت من الدقة في التعبير والإحكام في الفن والعلو في الصنعة. وجدت تعبيرا فنيا مقصودا حُسِب لكل كلمة فيه حسابها ، بل لكل حرف، بل لكل حَرَكة.
وكلما أمعنت النظر والتدقيق والموازنة ازددت بذاك يقيناً وبصيرة . وانتهيت إلى حقيقة مسلّمة بالنسبة إلي وهي أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من كلام البشر، وأن الخلق أولهم وآخرهم لو اجتمعوا على أ ن يفعلوا مثل ذلك ما قدروا عليه ولا قاربوا.
وأنا لا أطلب من القارئ أن يُسلّم بهذه الحقيقة فإن هذا طلب لا مطمع منه لمجرد القول والإدعاء وإنما الذي أطلبه منه أن يخلع عنه جلباب العصبية وينظر بروح علمية مجرّدة. وأنا لا أشك في أنه سيصل إلى ما وصلت إليه.
صحيح أن كثيراً من الناس ليس لديهم اطلاع على المسلّمات اللغوية وليس لديهم معرفة بأحكام اللغة وأسرارها ومن الصعب أن يهتدي هؤلاء إلى أمثال هذه المواطن من غير دليل يأخذ بأيديهم يدلّهم على مواطن الفنوالجمال ويُبصّرهم بأسرار التعبير ويوضح لهم ذلك بأمثلة يعونها ويفهمونها. وهذا الكتاب أحسبه من هذا النمط فما هو إلا دليل يشير إلى شيء من مواطن الفن والجمال ويُبصّر بقسم من أسرار التعبير.
أنا لا أقول أني وضعت الكتاب بعيداً عن العصبية والهوى وإن كان يُخيّل إلي أني فعلت ذاك ولا أفترض أن القارئ سيسلّم بكل ما يجده فيه ولا أطلب منه ذاك ولكني أدعو القارئ أن يقرأ بعقل متفتح وقلب يقظان وأن يصبر على ما لم يسبق له به علم من أمور اللغة حتى يعيَها وذلك ليس بأمر عسير.
وأظنه متى فعل ذلك سيبصر ما أبصرناه وينتهي إلى ما انتهينا إليهز
نسأله تعالى أن يلهمنا الرشد ويجنبنا الزلل إنه سميع مجيب.
فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري من عشيرة " البدري " إحدى عشائر سامراء ، ويكنى بـ (أبي محمد ) ومحمد ولده الكبير .
ولد في سامراء عام 1933 م في عائلة متوسطة الحالة الاقتصادية، كبيرة في الحالة الاجتماعية والدينية
أخذه والده منذ نعومة أظفاره إلى مسجد حسن باشا أحد مساجد سامراء لتعلم القرآن الكريم ، وكشف ذلك عن حدة ذكاءه ، حيث تعلم القرآن الكريم في مدة وجيزة .
أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في سامراء ، ثم انتقل إلى بغداد في مدينة الأعظمية ليدخل دورة تربوية لإعداد المعلمين ، وتخرج فيها عام 1953 م ، وكان متفوقا في المراحل الدراسية كافة .
عين معلما في مدينة بلد عام 1953 م ، وبعدها أكمل دراسته في دار المعلمين العالية بقسم اللغة العربية ( كلية التربية ) عام 1957 م وتخرج فيها عام 1960 م ـ 1961 م .
حاز درجة (البكالريوس) ، بتقدير امتياز ، ورجع إلى التدريس في الثانوي . وفي أول دورة فتحت للدراسات العليا في العراق دخل في قسم الماجستير ( القسم اللغوي ) وحاز درجة الماجستير في كلية الآداب وفي السنة نفسها عين معيدا في قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة بغداد
ومن جامعة عين شمس في كلية الآداب في قسم اللغة العربية ، نال شهادة الدكتور عام 1968 م . ثم عاد إلى العراق ، وعين في كلية الآداب / جامعة بغداد بعد دمج كلية التربية بكلية الآداب . وعين عميدا لكلية الدراسات الإسلامية المسائية في السبعينات إلى حين إلغاء الكليات الأهلية في العراق .
بعدها أعير إلى جامعة الكويت للتدريس في قسم اللغة العربية عام 1979 م ثم رجع إلى العراق ، أصبح خبيرا في لجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي عام 1983 ، وعين عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام 1996 م ، وأحيل إلى التقاعد عام 1998 م ، بعد ما قضى ما يقارب أربعين عاما أستاذا للنحو في جامعة بغداد في التدريس ثم رحل إلى الخليج ، ليعمل أستاذا في جامعة عجمان التي أمضى فيها سنة ثم انتقل إلى جامعة الشارقة أستاذا لمادة النحو والتعبير القرآني عام 1999 م وإلى الآن ...... أمد الله في عمره
منذ متى ونحن نقرأ القرآن ؟ كم مرة ختمنا تلاوته ؟ هل سألنا أنفسنا ما مقدار جهلنا به !؟ والله لو أمضينا عمرنا كلّه وفوقه أعمارا لما أحطنا بقطرة من بحر عجائبه .. أصدقائي وأخوتي في الدين ، أُهدي إليكم هذا الكتاب عسى الله أن ينفعكم به ويروي شيئا من عطش قلوبكم ... أخوتي في الإنسانية ، يا من شككتم في كتاب الله ، إقرأوا فصلا واحدا من هذا الكتاب ، واسمحوا لأوهامكم بالتلاشي " أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها " الحمد لله الذي هداني لقراءته ، والشكر لصديقتي هبة صاحبة الإقتراح القيّم <3
♡ في سوره يوسف آيتان: الآية الأولى (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) موجهة من أخوة يوسف له، والثانية (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) من أخوة يوسف إلى أبيهم. نلاحظ في الآية الأولى التأكيد ب(إن) المخففة، والآية الثانية التأكيد ب(إنَّا)المشددة، وقد يتبادر إلى الذهن أنه كان ينبغي أن يكون التعبير بالعكس، فإنهم أساءوا ليوسف إساءة مباشرة، غير أنك اذا أنعمت النظر وجدت الطريقة التي استعملها القرآن هي المثلى، لأن أخوة يوسف لما رأوا أباهم وما حل به من الوهن واللوعة وحرقة الفؤاد وذهاب عينيه من الحزن دعاهم ذلك إلى توكيد الإعتذار والاعتراف بالخطيئة بخلاف حال أخيهم، فإن الله أكرمه وبوأه مكانة عالية ومكَّن له في الأرض، وكأن فعلتهم تلك عادت عليه بالخير والرفعة عكس ما جرت مع أبيهم.
♡ (أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) التقديم يكون بحسب الكثرة والقلة، ففي الآية الكريمة كُل طائفة أقل من التي بعدها، فتدرّج من القلة إلى الكثرة، فالطائفون أقل من العاكفين لأن الطواف لا يكون إلا حول الكعبة، والعكوف يكون في المساجد عموماً، والعاكفون أقل من الراكعين لأن الركوع يكون في الصلاة التي تكون في كل أرض طاهرة، أما العكوف فلا يكون إلا في المساجد، والراكعون أقل من الساجدين لأن لكل ركعة سجدتين، وقد يكون سجود ليس له ركوع كسجود التلاوة والشكر.
الحمد لله في الكلمة المبعثرة، عند بداية النطق، حين علمني الحرف الأول؛ لأقرأ "اقرأ" في آيه الكريم. ثم.. "سبحان الله" عقب كل بيان وشرح!
افتح مصحفك ومسّك بقواعد اللغة العربية قبل أن تبدأ قراءة "ليس كمثله شيء"، ثم انطلق آية بعد آية.
الكاتب فاضل السامرائي بحث في التعبير القرآني؛ لكي يُظهر لنا عظيم ما نقرأه في الصلوات. ليست الراحة النفسية والسلام الذي تشعر بهما وأنت تتلو، إنما حين تدرك ترتيب آيات السور وسبب استعمال هذه المفردة هنا، حين تصل إلى مواطن الفن والجمال في تناسب الأحرف وفواتح السور بخواتيمها.
أعجبني أن الكاتب انتهج بيان التعبير من خلال استقصاء مواضع التقديم والتأخير، الذكر والحذف، التشابه والاختلاف، خواتم الآيات، والسياق المتناسق للسورة الواحدة، والحشد الفني واللفظي، فهو لم يعرض السورة بأكملها، ثم تناول اختلاف سرد القصص في سور عديدة. وهذا ما كنت أسأل نفسي عنه منذ فترة طويلة.
وأسلوبه وافر بالمتعة والتشويق ومشاركة التبيين، بدون تكلف ومشقة. أعترف أن الشك انتابني في بعض المواضع، لكنني حقا استمتعت بجميع ما ذكره، وفتح لي بابا كبيرا في البحث والتدقيق، واختيار الألفاظ بعناية.
عرفت أن ما نقرأه هنا هو تدبُّر يجر معه تساؤلات عميقة وختمات متأنية، وهو بداية لمن أراد أن يكمل، مثلي أنا، أو قطرة من بحر لمن اكتفى بهذا القدر الضئيل.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد: "إن القرآن معجز وإنه أعلى كلام وإنه لا يمكن مجاراته أو مداناته وأن الخلق أجمعين لو اجتمعوا على أن يقولوا مثله ما استطاعوا". اقرأ الكتاب!!!! اقرأ الكتاب واصبر على ما فيه من لغويات وبلاغيات صعبة على العوام، وأما إذا كنت ممن من الله عليهم فعلموا من أمور اللغة شيئا ولو قليلا، فأنت على موعد مع رحلة في كتاب الله عز وجل، رحلة ساحرة!! تتأكد خلالها أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون منزلا من عند غير الله!! سيأخذك الكاتب في رحلة مع "التقديم والتأخير" و"الذكر والحذف" و"التوكيد" و"التشابه والاختلاف" و"فواصل الآي" و"السمة التعبيرية للسياق" ثم "الحشد الفني في القصص القرآني". وبهذا يكون الكاتب قد كون "منهجا" - مختلفا بحق - لفهم وتذوق القرآن الكريم. وبعد هذه الرحلة الشيقة في فصول الكتاب وبعدما شرح الكاتب رؤيته وأفاض، يأخذنا للفصل الأخير، وهو تطبيق هذا "المنهج" وهذه الرؤية على تفسير سور القرآن، واختار الكاتب أن يفسر "سورة التين". وحقيقة.. بعدما أنهيت قراءة الفصل الأخير، أنتظر وبشدة تفسيرا كاملا للقرآن الكريم من الدكتور فاضل صالح السامرائي. وأنا مؤمن كل الإيمان أنه سيكون مختلفا كثيرا عما نعرفه من التفاسير التراثية العظيمة، سيكن مختلفا كما كان "تفسير المنار" العقلاني مختلفا عن غيره. ومرة أخرى!! إذا لم تكن لك سابقة مع علوم اللغة والشريعة ولو القليل منهما، فلا تقرأ هذا الكتاب وحدك!!
كتاب مدهش. خصوصًا أن المرء منا يقرأ القرآن بطبيعة الحال طوال حياته، فيأتي كتاب يجعلك ترى القرآن بعيون مختلفة تمامًا، فيفتح لك الباب أمام إدراك اجتهادات تحاول تفسير: الجماليات وراء سر اختيار كلمة معينة دون غيرها، أو وراء التقديم والتأخير، فواصل الآي، إلخ. سأضرب مثالًا واحدًا في الآية الكريمة: - (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) يجعلنا المؤلف فاضل السامرائي نقف أمامها فنقول: - لاحظوا دقة استعمال الفعل مع الحي "يخرج"، واستعمال الاسم مع الميت "مخرج"، وذلك لأن أبرز صفات الحي الحركة والتجديد، ولأن الميت في حالة جمود وسكون وثبات جاء بالصيغة الاسمية. لمثل تلك الأسباب، أذهب إلى أن الكتاب قد لا يكون مهمًا فقط للمسلم، وإنما أيضًا لغير المسلم الذي يهوى الكتابة، أو يريد التوسع في فهم اللغة العربية ومواطن بلاغتها.
كتاب رائع يجعلك تغوص في معاني القرآن لتتعرف على وجوه لغوية من الجمال و البهاء تليق بكتاب الله العظيم. هذه دعوة لمحبي اللغة العربية من مسلمين و غير مسلمين لتذوق هذه المعاني اللغوية التي اختص بها الله كتابه. بعد قراءة هذا الكتاب سيتجدد لك فهم كيف كان هذا الكتاب معجزة لغوية لفصحاء العرب وقت تنزيله. يحزنني أن الكثير من العرب (وأنا منهم ) يفوتنا جمال اللغة و معانيها في القرآن الكريم وإن كان هذا حالنا فكيف بمن لا يعرف العربية من إخواننا العجم الذين لم يدرسوا اللغة العربية و علومها. أُشفق علينا و عليهم. اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا
عمل رائع و كبير من الدكتور فاضل حفظه الله. الإسهاب في الشرح و التوضيح ساعدني كثيرًا في فهم الدقائق. لكن الكتاب يحتاج تركيز و انتباه عاليين، و إلا سيتوه القارئ بسهولة. عيب الكتاب باعتقادي كان المبالغة في ذكر بعض الأمثلة المُشابهة لما يريد الدكتور الحديث عنها و توضيحها.
الكتاب يتحدث عن أسلوب وفصاحة القرآن وأنه بناء على قواعد اللغة العربية مدهش ومعجز ...
الكاتب كان يظن أن الكلام حول بلاغة وفصاحة القرآ�� هو عبارة عن مبالغات وتعصب ديني .. لكن بعد دراسة موضوعية تبنى مثل الآراء التي كان ينتقدها ..
المهم : طريقة الكتاب هو أن يأتيك بعدة أساليب استعملها القرآن في البنية البيانية مثل : التقديم والتأخير، الحذف والذكر، تشابه الآيات، التوكيد .. وفي كل أسلوب يذكر لك كم هائل من الأمثلة.. فمثلا فالتقديم والتأخير: يسرد لك آيات متشابهة ويفسر لك الدافع اللغوي للتقديم في هذا الموضع وللتأخير في ذاك الموضع ..
حقيقة الكتاب يبهرك في كثرة الأمثلة (أظن أنه أتى بكل الآيات المتشابهة التي قد تطرأ على ذهنك !) وكلها لها تفسيرات ودوافع لغوية وبيانية مبهرة.. وفي نهاية الكتاب تحدث عن قصة آدم وسر التشابه والاختلاف في الأعراف والبقرة وص والحجر .. والدوافع البيانية واللغوية وراء كل اختلاف .. !
طبعا للإنصاف: بعض التفسيرات فيها قدر من المبالغة والتي ترتكز على أمور عددية أو رياضية وهي قليلة ..
بشكل عام: كتاب رائع وينصح به.. (ينفع للي وده يضبط المتشابهات أيضا)
أعطي الكتاب 3 نجوم , بالبداية إستمتعت جداً لكن الكاتب أسهب جداً بالأمثلة لدرجة الملل حتى أني لم أستطع إكمال كل صفحة فيه. فكرته جيدة ومفيدة لكن تحتاج إختصار أكثر يعني فوق 300 صفحة كان يمكن إختصارها ب100 صفحة والمحتوى لن يتأثر والله أعلم
ممتاز. أحب أن أعود له عودة دراسة. يقارن بين المتشابهات ويوضح الاختيارات اللغوية حسب السياق والمعنى الخاص والعام للآية والسورة، يذكرك أن الإعجاز اللغوي أكبر من سعة اللغة وتنوع اللفظ، بل لكل اختيار سبب. بعض التفسيرات أراها بعيدة والله أعلم.
إن كل حركة وكل حرف وكل كلمة وكل آية موضوعه بأدق حال وأبهى حُلَّة وأحسن صورة في هذا القرآن الكريم لأنه تنزيل من ربٍ رحيم سبحانه ولأنه كلامه جل في عُلاه
هذا ما خلصت به من قرائتي لهذا الكتاب ( التعبير القرآني ) للدكتور فاضل صالح السامرائي وما كُنت أؤمن به عن القرآن قبل القراءة
وأذكر لكم ماكُتِب في الغلاف الخلفي للكتاب أن هذا الكتاب:
دراسة مستفيضة في النص القرآني من خلال الموازنات بين كثير من الآيات من حيث التشابه والإختلاف في التعبير، وما إلى ذلك من أُمور لغوية وبلاغية ومعنوية.
وهذه الدراسة تؤكد أن القرآن بتعبيره المُحلِّق في سماء البلاغة، لا يمكن أن يكون من كلام البشر.
والكتاب دليل يُشير إلى مواطن الفن والجمال في القرآن الكريم، والتبصُّر في أسرار تعبيره؛ التي خضع لها أساطين العُلماء، وأقروا بجلالها، دَعْ عنها السائرين في أول الطريق.
ما يمز هذا الدكتور في نظرته للقرآن الكريم هو دمجه لمعاني النحو (وهو فنّ أصّلهرفي مجلدين ضخمين) مع معاني الآية والسياق العام ومقتضى الحال فيرى أي تغيّر وتصرّف في الكلمة فإنّه ناتج عن تغيّر المعنى المراد في السياق أو مقتضى الحال. الكتاب يحمل بعض الإشارات يتوسع الإنسان من خلالها بالتأمل في الآيات ومقارنتها بمثيلاتها.
ومن أرفع الآداب حين مخاطبة كتاب رب الأرباب أن يكون إماما في الخطاب فلا يقال: لماذا جاءت هذه الآية كذا وجاءت الآية الأخرى كذا -وكأنه كلام من يختبر القرأن- بل: لابد لهذه الآية من معنى لانفهمه لمغايرتها للآية الثانية فلعله كذا وكذا .. ويُختم ب-الله اعلم-