جولة بين أرجاء مدينة الألف مئذنة التى تحوى بين طياتها تراث الماضى وعبق تاريخه ، فلنطلق لخيالنا العنان ولنطف بين همسات الزمان لنتصور ما كانت عليه مصر فى ذلك الوقت حيث مذاق الحياة له طعم مختلف ، يجلس إدريس أفندى الفنان الموهوب متأملا وكالة الغورى لينقل بريشته التفاصيل الغنية ، لقد تجاهله التاريخ ولكن شهدت له أعماله بالعظمة . يشق الظاهر بيبرس القائد المغوار طريقه وسط الصفوف رافعا سيفه البتار لملاقات التتار ، لقد مس وجدان الناس فنصبوه بطلا للسيرة الهلالية ، لنتبع موكب قطر الندى ابنة خمارويه أشهر عروس مصرية فى التاريخ لنجمع العملات الذهبية المتساقطة فوق الرءوس ، ولنمسح دموع زبيدة غادة رشيد وهى تحتضن أبنها سليمان وتودع زوجها مينو الذى يغادر مصر هربا من بطش الأنجليز ، لاشئ يوازى جولة فى شارع الخرنفش هنا فى القصر الغربى الصغير حيث كانت تسكن ست الملك اخت الحاكم بأمر الله الخليفه الفاطمى الذى تعد فترة حكمه من أغرب العهود التى شهدتها مصر الإسلامية ، لقد أحبها الناس بقدر ما عانوا من أخيها ، أسواق القاهرة متعه للزائرين يلتف الناس حول البائعين لشراء المسك وقلادات العنبر ولمشاهدة منسوجات تنيس الخلاب التى تبهر العيون .. يجمع النخاس الجوارى عند دكة العبيد فى خان مسرور بشارع القصبة أهم شوارع القاهرة بانتظار المشترين ، على قارعة الطريق ينصب المخايلون ملاءاتهم سيبدا عرض بابة حرب العجم ، ياله من عالم ساحر طواه الزمان .
عودا حميدا إلي جيهان مأمون مرة أخرى بعد قراءتي الأولي لها (من سيرة المماليك)هنا في هذا الكتاب تضع بين يديك حياة مصر بأجمعها وليست القاهرة فقط ..في عصر المماليك والعثمانيين وما بعدهم وكأنك تعيشها وبمجرد أن تغلق الكتاب تخرج للشارع بلهفة تبحث عما قرأته في كتابها..إذا أنت تؤخذ عنوة من الكاتبة إلي حكايات مصر المحروسة تري وأنت تقرأ شعب بلدك الماضي كيف يلبسون.. يتحدثون.يتشاجرون حتي المقاهي بتفاصيلها الصغيرة جوامع القاهرة شوارعها سلاطينها جواريها مماليكها كل هذا حولك وأنت تقرأ...أعجبني كثيرا حكاية زبيدة غادة رشيد..وزواج قطر الندي.ووصف خان مسرور وبيت السحيمي .تنيس.بوابة المتولي.طاسة الخضة أن تقرأ ل جيهان مأمون هي فرصة للمتعة التاريخية ببساطة وسرعة بلا ملل أوتعقيد الأحداث سريعة جاذبة ..أنصح بقرائته
هذا الكتاب يحتوى على الكثير من الموضوعات التى تتناول الجانب الاجتماعى لحياة المصريين فى العصر الفاطمى و الايوبى و المملوكى متطفات من الحياة فى بداية القرن التاسع عشر. ولكن هناك يعاب على الكتاب المابغة و الاطالة فى بعض المقاطع والايجاز الشديد فى مقاطع اخرى...الكتاب يستحق القراءة كمقدمة للاطلاع على الجوانب الاجتماعية لتاريخ المصريين.
الكتاب يستحق 3.5 / 5 و لعدم وجود انصاف نجوم ف الاقرب 4 / 5
احب جدا هذا النوع من كتب التاريخ .... كتاب التاريخ لا الاكاديمي و انما التاريخي المتأدب ...اعشق فترة حكم المماليك هولاء الاجانب المرتزقة لا يهمهم سوى الحرب و التجارة ..التوسع العسكرى و الثراء الاقتصادي و اعلاء راية الاسلام فى اثناء ذلك مممم و لما لا ...
لكن اكثر ما يهمنى ف اى فترة تاريخية عامة ... ليس من حكم و من سنة كام ل سنة كام و اسم الحاكم السابق و الاسبق و الحاكم التالى و انما يهمنى شكل مصر وقتها ملامح القاهرة مدى اتساعها شوارعها ميادينها طرق النقل فيها شكل الناس هيئتهم لبسهم بيوتهم اكلهم شربهم عاداتهم و تقاليدهم و كان هذا الكتاب ممتاز فى وصف ذلك
و لذلك بالذات احب هذه النوعية من كتب تبسيط التاريخ او التاريخ المتأدب و التى تتناول مشاهد قصص عن لمحات من عصر او عدة عصور متوالية على مصر تصف لمحات اقتصادية او اجتماعية او سياسية تصف كيف كان يعيش الناس
تخيل نفسك في جولة.. جولة هتروح فيها لزمااااااااان أوووي هنتعرف فيها على مصر زهرة الشرق الباسمة... مصر اللي نزلت فيها الرسائل السماوية... مصر المتفرده بين الأمم بتاريخها الطويل الممتد وبحضاراتها المتعددة اللي نشرت العلم على البشرية من بداية فجر التاريخ....اتبني فيها جوامج شامخة ومدارس على المذاهب الأربعة واسبلة وبيمارستان لعلاج المرضى ووكالات تجارية... مدينة كل كتلة حجر فيها شايلة بصمة روح وشخصية الإنسان المصري.. لما تتقابل مع القاهرة الفاطمية هتلاقي نفسك بتشوف مدينة ملكية فخمه مزينة بالقصور...ولما تروح للقاهرة الايوبية هتقابل مدينة عسكرية متأهبة لملاقاة الصليبيين.. وهتسمع أجمل الألحان لما نشوف القاهرة المملوكية بروعة الفنون والعمارة في الوقت ده... وتحس بحزن على القاهرة العثمانية اللي فقدت رونقها مع فقدانها لقبها كعاصمة للعالم الإسلامي... وهتلاقي نفسك بتسأل نفسك هو ليه فقدنا عاداتنا وتقاليدنا... وفجأة هتحس انك عايز تقول بصوت عااااالي قول للزمان ارجع يا زمان...
من بين ثنايا الكتاب هنتعرف على حكاياااااااات كتير منها حكاية المستشرق الفرنسي المعماري بريس دافين اللي بقى اسمه إدريس أفندي.. وهنزور بيت عريق عمره 350 سنة بيت السحيمي أجمل بيوت القاهرة الأثرية..
قال أحد الحكماء (( من لم يشاهد القاهرة لم يشاهد الدنيا فأرضها تبر ونيلها سحر ونساؤها حور الجنة في بريق عيونهن.. ودورها قصور ونسيمها عليل...عطر كعود ينعش القلب)) كله راح😏....
هنشوف حكاية المقوله اللي بتقول اللي بني مصر كان في الأصل حلواني... ياترى جت منين🤔 وحكاية خماروية وينته جميلة الجميلات قطر الندى... ونعرف يعني ايه كانت كسوة الكعبة تخرج من مصر وتتعمل من قماش تنيس... وهنقابل خوند هانم سليلة الملوك والسلاطين... وحكاية الظاهر بيبرس وحكاية بوابة المتولي... حكاية بولاق.. قصة المثل اللي بيقول ايش تاخد من تفليسي يا برديسي... ولا حكاية اجبلك طاسة الخضة...وحكم قراقوش.... وغيرها وغيرها وغيرها من الحكايات اللي بعد ما تخلصها وترجع بسفينة الزمن لأرض الواقع تحس بشعورين عكس بعض فرحان جداااا بتاريخ بلدك وفخور اوي بيه وعايز تمشي تتمنظر على غيرك... وحاسس بوجع لأن الدنيا دي اتغيرت.