ياسر الحبيب (20 يناير 1979 الكويت - الآن). هو رجل دين شيعي كويتي المولد، أسقطت الكويت جنسيته بسبب نشاطه الديني، ولد في عائلة شيعية متدينة، و سكنت عائلته الكبرى المرقاب. كان يرفع الأذان منذ صغره في جامع النقي، كما كان في صغره رادودا حسينيا وقارئاً للقرآن. ابتدأ دراسته في المدارس الحكومية الكويتية، ثم التحق بكلية العلوم السياسية في جامعة الكويت، ثم اتجه إلى الدراسات الدينية عام 1996 في قم، حيث درس تحت إشراف محمد رضا الحسيني الشيرازي. وقد بدأ حياته العملية في المجال الإعلامي والسياسي منذ الصغر حيث عمل محرراً صحافياً في جريدة الوطن الكويتية منذ سنة 1991، ولم يكن عمره يتجاوز حينها اثنتا عشرة سنة، ثم انتقل إلى جريدة صوت الكويت حتى أوقفت الحكومة إصدارها سنة 1994، فانتقل إلى الطليعة، فالرأي العام، فالقبس، فصوت الخليج. ثم اتجه لعمله الإعلامي الخاص ضمن نشاطات هيئة خدام المهدي والتي كان مؤسسها.
عرف بأسلوبه الحاد في بيان آرائه في مجال العقيدة واستنتاجاته وتحقيقاته في التاريخ الإسلامي إلى جانب سعيه الدؤوب لنشر الإسلام الشيعي في العالم بأسلوب مختلف عن الكثير من نظرائه من رجال الدين الشيعة المعاصرين، وقد تركزت محاضراته ومقالاته على إظهار امور خلافية حساسة بين الشيعة والسنة، وتدور خطاباته حول من يعتبرهم الشيعة قتلة فاطمة الزهراء، وهم على وجه الخصوص أبوبكر وعمر بن الخطاب ويضاف إليهم عائشة بنت أبي بكر وغيرهم من الشخصيات الرئيسة في صدر الإسلام، وله مواقف سلبية ضد الكثير من الشخصيات الشيعية البارزة إذ اعتبر بعضها شخصيات ساعية لتقديم التنازل العقائدي بما يؤدي لطمس الموروثات الشيعية المائزة للشيعة عن المذهب السني ومن أبرز من أدانهم بهذا العنوان محمد حسين فضل الله وأحمد الوائلي وحسن الصفار وعلي خامنئي، ويدخل في ذلك إسقاط اعتبار كافة علماء الدين الشيعة العاملين تحت إطار تأييد النظام الإيراني.
نحن أمام مبحث للعقلاء ومن يحترمون البحث العلمي لا للمُكابرين الذين لا يقبلون القدح في أي صحابي ، فلا فرق في الحكم بعدالة الصحابي أو التابعي ، الواجب أن تكون المعايير هي نفسها ، فلماذا هذا التفريق .. فلا نراهم يبحثون في عدالة الصحابي بل يتم البحث في عدالة التابعي فقط ! لا يوجد دليل على عدالة كل الصحابة إنما يستشهدون بأن الله قد أثنى عليهم في كتابه المجيد ، وهذا الثناء العام أيضًا مُعارض بذم في بعضهم .. فصاروا مثل أهل الكتاب الذين قال الله تعالى فيهم : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )
الكتاب عبارة عن تفريغ نصي لمحاضرات "أكذوبة عدالة الصحابة" على اليوتيوب، ويفضل قراءته أو الاطلاع على المحاضرات ضمن خطة قراءة تتضمن كتبًا تقرأ قبله سأضعها بالأسفل. ملاحظة: المقصود دائما من "عدالة الصحابة" أي أنهم كلهم عدول، فلا يوجد مسلم يعتقد بأن كل الصحابة غير عادلين، أصًلا يخرج عن الإسلام لو اعتقد بهذا لأنه يكذب بالضروري من الدين، لذلك فالرافضة والفرق المندرجة تحتها كالشيعة الإمامية الإثني عشرية تعتقد بعدالة البعض وتنازع في البقية.
----------- اقتباس من كلام العالم السني سعد الدين التفتازاني: "إنّ ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات، يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حاد عن طريق الحقّ، وبلغ حدّ الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب الملك والرئاسة والميل إلى اللذّات والشهوات، إذ ليس كلّ صحابي معصوما، ولا كلّ من لقي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخير موسوماً، إلاّ أنّ العلماء لحسن ظنّهم بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق، وذهبوا إلى أنّهم محفوظون عمّا يوجب التضليل والتفسيق، صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حقّ كبار الصحابة، سيّما المهاجرين منهم والأنصار، والمبشّرين بالثواب في دار القرار. فإن قيل: فمن علماء المذهب من لم يجوّز اللعن على يزيد، مع علمهم بأنّه يستحقّ ما يربو على ذلك ويزيد، قلنا: تحامياً عن أن يرتقى إلى الأعلى فالأعلى، كما هو شعار الروافض على ما يروى في أدعيتهم، ويجري في أنديتهم، فرأى المعتنون بأمر الدين إلجام العوامّ بالكلّية طريقاً إلى الاقتصاد في الاعتقاد."
تمهيد أول: لماذا الشيخ ياسر الحبيب؟ ما يميز ياسر الحبيب أمران: أنه من القلائل الذين لا يزيدون على عدد أصابع اليد ممن يخلو نتاجهم الدعوي المرئي من التقية، يعني سيطلعك على المذهب الإثني عشري كما قرره القدماء من الآراء المشهورة (لكن الشيخ يخالف المشهور في مسألة لم يتطرق لها هنا) لا كما يقوم به كثير من شيعة اليوم من التقية المبالغ فيها أو كما يقوم به المنافقون و "البترية" المنحرفون من بيع الدين من أجل السياسة كالحكومة الإيرانية والمحسوبين عليها أو كما يقوم به المتأثرين بالتصوف السني ووحدة الوجود كالخميني، والامر الثاني أن طرح ياسر الحبيب طرح علمي يمكن مناقشته بعيدًا عن التعصب، كما أن الشيخ يأتي على الادلة السخيفة فيرد عليها ولا يتكبر. نعم قد يقال بأن طرح ياسر الحبيب لا يخلو من سب أو لعن فلان وعلان من الصحابة -وكنت أحتج على نفسي بذلك قبل أن اطلع على الإنتاج الكبير للشيخ-، لكن هذا الاستنقاص نتيجة وليس غاية، والنتيجة مبنية على أدلة شرعية، فيجب توجيه النقاش نحو الأدلة نحو الأصل لا الفرع، فأنت تجد في القرآن مناقشة وردود على اعتقادات الكفار وسب أو لعن لهم (مع أن اعتقاداتهم أسوء بكثير من الانتقاص من الصحابة، كالقول بأبوة الله تعال لعيسى ع) وهذا هو الأسلوب الصحيح أي لجمع بين الرد على الباطل والبراءة من أهله، وعلى كل حال فهذا الأمر إن كان سيئًا فمنافع الطرح أكبر من مساوئه، ومن يغلّب عواطفه على عقلانيته لن يتعلم، على أن الاستنقاص بدرجاته المتفاوته لا يزيد عن 7% من الكلام، أصلًا من هذا الذي يسجل عشرات الحلقات ومئات الساعات فقط لكي يغيظك؟
تمهيد ثان: أنت لم تكن موجودًا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن المفترض أنك آمنت به لا لأن قريش قالت أنه صادق أمين، ولا لأن هناك مليار مسلم، بل لأنك استخدمت عقلك وتأكدت من صدقه بنفسك واختبرت رسالته، وكذلك يجب أن تكون عقيدتك في الصحابة، فلا لأن أغلب الناس يرون عدالة جميعهم يجب أن تصبح سنيا، ولو فرضنا أن غالب الناس شيعة فليس ذلك أيضًا بحجة على صحة التشيع، لذا فمن حق كل مسلم بل من واجبه أن يبحث عن صدق هذه المذاهب أيضًا لكي يأمل أن يكون على الصراط المستقيم بعد الاقتناع. أنت كسني تعتقد أن مئات الأجيال الشيعية خلال 1000 سنة كلهم على ضلال أليس كذلك؟ حسنًا ما دمت تجوّز توريث الضلال عمدا أو جهلا جيلا بعد جيل، فكيف تضمن أن ذلك لم يحصل معك؟ يمكن أن تكون من زمرة الضالين وتكون تلك الفئة القليلة على الحق.
----------- لماذا نبحث في عدالة الصحابة، وماهي الثمرة؟ 1- الكذب يصح صدوره من الجميع إلا إن دل دليل على الاستثناء. 2- العقلاء يوجبون البحث في ما إذا كان الناقل للخبر من الكاذبين أم لا. 3- القرآن الكريم يحث على التثبت من الأخبار. 4- القرآن كما أنه مدح الصحابة فإنه قد ذمهم كذلك. 4- لقد استثنينا المعصوم من نسبة الكذب إليه، فيجب البحث في عدالة غيره ومن هؤلاء الصحابة، والوجوب كما يثبت بحسب ما قرر في النتيجة السابقة فكذلك يثبت من وجه آخر بأن أقول بأني لا أسلم بقاعدة كف اللسان عن ذكر الصحابة بسوء وعدم الخوض فيما جرى من الشجار بينهم، لأن ذلك ليس من ضروريات العقل ولا ضرورة له ظاهرة من الدين، فيجب أن نناقش الأدلة التي قامت عليها القاعدة، وربما أذكر سببًا عرضيًا غير ذاتي وهو أن معظم طوائف المسلمين لا تؤمن بعدالة الصحابة فهناك الرافضة والخوارج والإباضية وربما القرآنيين في قبال أهل السنة 5- لذا فالثمرة المترتبة على هذا البحث هي التقدم خطوة للأمام نحو الوصول للمذهب الحق، لأن المذاهب انقسمت بحسب عاملين: التوحيد والإمامة، وللمزيد راجع محاضرة طريق معرفة الحق بين المذاهب لعلي أبو الحسن على اليوتيوب. 6- الصحابة سبوا ولعنوا وكفّروا وقاتلوا وقتلوا بعضهم البعض، فإن لم تدفعك القواعد والحوادث في التحري والتأكد من عقيدتك فيهم فكن كالأنعام أو أضل.
الكتاب قد يكون الوحيد الذي يجمع بين شمولية النقد والاستدلال وبين سهولة العبارات، فكل ما قرأته قبله يغلب عليه الاستدلال، ويمكن تقسيم الكتاب إلى قسمين: القسم الأول في نقل المخالف من الجهل المركب إلى الجهل البسيط: حيث قام فيه الشيخ ياسر الحبيب بإيضاح عدم دلالة الآيات والأحاديث على العدالة، وإن افترضنا أنها تدل فلا يمكن تعميمها على كل الصحابة، ويتفرع عن القسم فرعان: الفرع الأول في مناقشة الاستدلال بالآيات الكريمة، ويبتدئ من المحاضرة الأولى إلى التاسعة. الفرع الثاني في مناقشة الاستدلال بالأحاديث -على فرض صحة صدورها عن النبي-، ويبتدئ من المحاضرة العاشرة إلى الثانية عشرة. أما القسم الثاني فهو في نقل المخالف من الجهل البسيط إلى العلم: حيث قام فيه الشيخ بإيضاح الموقف الذي يجب أن يكون عليه المسلم من الصحابة، واستدل فيه الشيخ بالآيات وأحاديث أهل السنة والتاريخ المؤلف من قبلهم، ويبتدئ من المحاضرة الثالثة عشر إلى الثلاثين.
الآيات التي ناقش الشيخ الاستدلال بها: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير} {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم}
الأحاديث التي نوقش الاستدلال بها: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته" "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه" "ليبلغ الشاهد الغائب" الذي قيل في خطبة الوداع
واختم بقول البراء بن عازب في صحيح البخاري: "عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما، فقلت: طوبى لك، صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده"
------------ شاهدت المحاضرات المرفوعة على قناة "هيئة خدام المهدي" على اليوتيوب وعددها 28 (ضاعت محاضرتان)، ثم قرأت الكتاب، وهذا الإنتاج يستحق 5 نجوم بدون نقاش، لكنني حذفت نجمة لأن التفريغ أحيانًا يجعلك لا تفرق بين كلام العالم السني أو الحديث السني وبين كلام ياسر الحبيب، لعدم إتقان وضع علامات الترقيم، لكن في المجمل كتاب مفيد حتى بدون مشاهدة المحاضرات والتي فيها فوائد إضافية مثل تغير نبرة كلام الشيخ، فأحيانا يتعجب أو يغضب أو يضحك تبعًا لموقف الذي ينقل عنه تأييدًا أو تنزلًا أو رفضًا، ومثل السكوت قليلًا لتمييز النص المنقول من التعليق عليه.